د. حنان عبدالحميد
في السطور القليلة القادمة أقدم لكم توضيحاً عن الأطفال قليلي الكلام كثيري الصمت بمرحلة الطفولة المتوسطة والمتأخرة بين الذكاء والصحة النفسية والمشكلات وكيفية علاجها وتنمية الجانب الإيجابى بالشخصية.

سوف نبدأ بنوع نادر من الأطفال يتميزون بنوع مختلف من الذكاء يعتمد على التفكير والتأمل الفلسفي للأمور، وبالرغم من كثرة الأسئلة بداخلهم فإنهم لا يتحدثون عنها فالفلسفة مبنية على الشك، لذلك هم نادراً ما يثقون بآراء الآخرين لذلك يعتمدون على أنفسهم فى البحث، هم مفكرو المستقبل بإذن الله.

هذا النوع النادر من الأطفال إيجابي جداً، وصمته فطرة تحميه وتحمي أفكاره من التلوث أو قتل موهبته وملكاته العقلية، فلا تجبره على أن يكون اجتماعياً بشكل كبير، فهو ليس منطوياً وسيقوم بالواجبات الاجتماعية، لكن صمته هو مساحة تطور فكره.

كيف تميز إذا كان طفلك من هذا النوع؟

اسأله واستمع لإجاباته فإذا وجدتها بها حكمة ربما لم ينتبه لها الكبار، أو لاحظت طريقة تفكير مميزة؛ فطفلك من هذا النوع وعليك تنميته. يمكننا تنمية هذا الذكاء عن طريق تثقيف الطفل في العلوم المختلفة، بمعلومات موثقة ومثبتة تساعده فى بناء أفكاره وتجميعها بشكل أفضل، واحذر أن تنهره إذا انتقد هذه المعلومات وإن كانت مثبتة فالعلم لا يتطور إلا على أيدي هؤلاء النقاد المفكرين.

هنيئاً لك بهذه النعمة ولا تحجبه عن المجتمع فهو مصدر إلهامه.

النوع الثاني طفل ذو طبيعة هادئة، هو من الأطفال كثيري الصمت لكنه ليس بخجول، ولكنه ذو طبيعة هادئة، وربما كان شخصاً مرهف الحس فاحترم طبيعته وعلمه التواصل الإيجابى مع الآخرين مثل التحية عند مقابلة الآخرين وتوديعهم عند الرحيل وشكر كل من ساعده والاستئذان عند الحاجة وغيرها من الأمور الاجتماعية التي تحتاج لتواصل إيجابي. ولكن إذا لاحظت أن طفلك يتحاشى الآخرين، فهو يعاني من الانطواء والخجل.

النوع الثالث من صمت الأطفال هو من أكثر الأنواع انتشاراً، وربما يتعرض الطفل للعنف والصد والتجاهل والتنمر كثيراً سواء لفظياً أو بدنياً، ففضّل العزلة والصمت.

فهم يحتاجون المساعدة كثيراً لزيادة الثقة بالنفس ويحتاجون لبرنامج علاج لهذه المشكلة، وأنصحكم بالتوجه لاختصاصي أو خبير تربوي لوضع خطة علاج ومتابعة الطفل إن لزم الأمر.

النوع الرابع إن لم تساعده بسرعة فربما يدخل فى اكتئاب، فعندما تجد طفلاً فقد الشعور بالفرح وفقد طاقته حتى للعب وقد يفكر أن يموت أو يجرح نفسه بأدوات حادة، فعليك فوراً التوجه إلى طبيب نفسي لديه خبرة فى علاج الأطفال، حتى لا يعطيه إلا الدواء الذي يفيده.

وأتمنى لك ولطفلك السعادة دائماً.

لكن قبل أن أختم حديثي معكم يجب ألا ننسى أن بعض الأطفال يحتاجون اهتماماً أكثر وهم المصابون بالتوحد، فهو لا يتكلم لأنه يريد أن يظل في عالمه الخاص.

تستطيع تمييز إعاقة التوحد منذ الأشهر الأولى، حيث يرفض الطفل أن يحمل من شخص آخر غير الأم، وعندما يكبر قليلاً يفضل أن يكون وحيداً ولا يحتاج للأم إلا في الاحتياجات البيولوجية؛ فهو لا يستطيع الاعتماد على نفسه مثل باقي الأطفال، لكنه أيضاً شديد الذكاء وذو موهبة مميزة فحاول اكتشافها وتنميتها.

وبالطبع هذا النوع من الأطفال يحتاج تدخل متخصصين منذ التشخيص، وكلما كان في سن أصغر كان التحسن أكبر.

حفظكم الله وجميع الأطفال وأتمنى أن أكون أوضحت أهم النقاط وقدمت معلومات مفيدة، في انتظار تعليقكم وأي استفسار دمتم بخير وتذكروا دائماً أن التربية فن فكن فناناً واستمتع.