هدى عبدالحميد
في خضم هذا العالم المليء بالتطور والتغيرات السريعة، قد يعاني الفرد من بعض الضغوط النفسية للوفاء بمتطلبات هذا التغيير في مجتمعه وتحقيق أهدافه؛ فقد يصبح الفرد أكثر توتراً، قلقاً، حزناً، إحباطاً، غضباً، وقد يتفاقم هذا الأمر ليصل به في نهاية المطاف إلى المعاناة من أحد الأمراض النفسية عندما يعجز عن إيجاد الوسائل والطرق الملائمة للتوافق مع هذا المجتمع المتغير المليء بالأعباء والضغوط النفسية.
وعن ذلك قالت اختصاصية علاج نفسي أول د. زينب عباس: "إن الإصابة بأحد هذه الأمراض النفسية يعني غياب أحد أهم أركان الصحة العامة وهي الصحة النفسية، حيث يشير أحد تعريفات الصحة النفسية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية بأنها حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً. ومن هذا المنطلق يأتي دور العلاج النفسي بأنواعه المختلفة لتعزيز الصحة النفسية والتنعم، والذي يهدف إلى مساعدة الناس في فهمهم لمشكلاتهم النفسية وحلها بطريقة علمية، حيث يشمل مدى واسعاً من التدخلات النفسية، أهمها برامج تعديل السلوك، والإرشاد النفسي، والعلاج المعرفي السلوكي التي تتمحور جميعها حول علاج الأمراض النفسية كالاكتئاب، وأمراض القلق، وتنمية الضعف في بعض المهارات الاجتماعية والثقة بالنفس وتوكيد الذات، وتعديل السلوك والوقاية والاكتشاف المبكر للمرض النفسي أو السلوك المنحرف".
وأضافت: "يعد العلاج النفسي المكان الأمثل للتعبير عن الانفعالات، والمساعدة في وضع الحلول المناسبة للمشكلات، وإيجاد الخطط والأساليب الفعالة لعلاج هذه المشكلات والأعراض المرضية، ومساعدة كل فرد على التغلب على العقبات لينعم بصحة نفسية أفضل".
من جانبها، قالت الباحثة الاجتماعية جيهان عبدالمحسن: "الحياة بشكل عام في تغير مستمر وهذا التغيير يشكل لنا ضغطاً يحتاج منا إلى التكيف والتعايش معه. فأن تحصل على وظيفة مثلاً فإن ذلك يستوجب منك أن تغير من روتين يومك فلم يعد لديك الوقت الوفير صباحاً، وقد تعود إلى المنزل مرهقاً، وفي حالِ وجود أبناء ستكون بحاجة لتدبير من يرعاهم والتعامل مع التغييرات التي ستطرأ على حياتك".
وتابعت: "بالمثل تتغير حياتنا كثيراً عند حدوث أمر مفاجئ كأزمة مالية أومشكلة صحية أو اجتماعية أو جائحة كجائحة كورونا على سبيل المثال، فأصبح البعض يعمل عن بعد والطلبة يتلقون تعليمهم من المنزل أيضاً، إضافة إلى أنه ليس من الممكن الخروج والتنزه كالسابق، وهناك كثير من الاحتياطات الاحترازية التي تفرض نفسها علينا لكي نحمي أنفسنا، وكل هذا من الطبيعي أن يشكل علينا ضغطاً نفسياً، وبالتالي نحتاج إلى قدر كبير من المرونة النفسية للتأقلم والتغيير مع كل هذه المستجدات".
ولفتت إلى أنه "يمكن القول إن المرونة النفسية تعني أن تركز على الإيجابيات أكثر من تركيزك على السلبيات وحينما تصبح هذه الإستراتيجية نهجاً في حياتك ستغذي بعض السمات الجيدة في شخصيتك ليصبح لديك قدر من المرونة الانفعالية والصلابة النفسية كأنك أخذت جرعة من مضاد يحميك من الإحباطات أوالتعثر في الحياة، ما يحقق لك الشعور بالتنعم الشخصي والكفاءة الاجتماعية، وبالتالي يمكن اعتباره بمثابة وصفة للوقاية من حدوث نكسات نفسية شديدة، ما يحقق الاتزان النفسي ويحسن أسلوب الحياة على الرغم من التغييرات الصعبة التي تحصل فيها".
وذكرت عبدالمحسن بعض الطرق التي تساعد على اكتساب مرونة نفسية في الظروف الصعبة، وقالت: "نظرتك للظروف الصعبة بأنها فُرص للتغير للأفضل، وذلك حينما تكون قادراً على قراءة ما وراء الأحداث وإن كانت هذه التغيرات تأخذك من أعلى قمة الراحة إلى أعلى قمة السعي والبذل".
وقوتك الداخلية وإيمانك بأنك قادرعلى السيطرة على مشاعرك والتخفيف من حدتها، وقدرتك في البحث عن حلول وليس حلاً واحداً في مشكلاتك يساعدك أن تكون متعدد المصادر، واهتمامك بصحتك الجسمية يعزز من عافيتك النفسية، وتحسينك لأسلوب حياتك كترتيب الأولويات بحسب ما تستدعي الظروف وتنويع الأنشطة اليومية بالتوازن بين الراحة والترفيه والتعلم والرياضة، ولجوؤك لجماعات الدعم الاجتماعي التي تتفهم معاناتك وتتقبلك في أصعب الحالات وسيلة جيدة للثبات النفسي. ونظرتك الإيجابية للذات والثقة بالنفس مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بنظرتك لمجريات الحياة وما تمر به، إدراكك أن بعض الأمور لا يمكن تغييرها كالفقد مثلاً، في حين يمكنك أن تغير بنفسك أموراً أخرى مثل تلك التي تتعلق بتطوير الشخصية، كما يمكنك أن تحدث التغيير أحياناً بمساعدة الآخرين كالاستعانة بمربية مثلاً للاهتمام بالأطفال في أثناء غيابك".
وختمت بالقول: "إن المرونة النفسية هي أن تُقبِل على الحياة بإيجابية على الرغم من الصعوبات والمحن التي تمر بها وترجح الجوانب الحسنة وتؤمن بداخلك بأن الظرف الضاغط مؤقت وستأتي أوقات الرخاء بعد حين. اطرح على نفسك هذا السؤال كمساعدة ذاتية لترتيب المشاعر: ما الذي يجب عليّ أن أقوم به لأصبح بحال أفضل؟ في حال لم تتمكن من مساعدة نفسك في التغلب على الضغوط أو تأثرت جودة روتينك اليومي بالشكل الذي لا تقدر أن تسيطر عليه فننصحك بالاستعانة بالمختص المهني في المجال النفسي، لتستعيد التوازن والقدرة على عيش الحياة التي تريدها".
في خضم هذا العالم المليء بالتطور والتغيرات السريعة، قد يعاني الفرد من بعض الضغوط النفسية للوفاء بمتطلبات هذا التغيير في مجتمعه وتحقيق أهدافه؛ فقد يصبح الفرد أكثر توتراً، قلقاً، حزناً، إحباطاً، غضباً، وقد يتفاقم هذا الأمر ليصل به في نهاية المطاف إلى المعاناة من أحد الأمراض النفسية عندما يعجز عن إيجاد الوسائل والطرق الملائمة للتوافق مع هذا المجتمع المتغير المليء بالأعباء والضغوط النفسية.
وعن ذلك قالت اختصاصية علاج نفسي أول د. زينب عباس: "إن الإصابة بأحد هذه الأمراض النفسية يعني غياب أحد أهم أركان الصحة العامة وهي الصحة النفسية، حيث يشير أحد تعريفات الصحة النفسية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية بأنها حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً. ومن هذا المنطلق يأتي دور العلاج النفسي بأنواعه المختلفة لتعزيز الصحة النفسية والتنعم، والذي يهدف إلى مساعدة الناس في فهمهم لمشكلاتهم النفسية وحلها بطريقة علمية، حيث يشمل مدى واسعاً من التدخلات النفسية، أهمها برامج تعديل السلوك، والإرشاد النفسي، والعلاج المعرفي السلوكي التي تتمحور جميعها حول علاج الأمراض النفسية كالاكتئاب، وأمراض القلق، وتنمية الضعف في بعض المهارات الاجتماعية والثقة بالنفس وتوكيد الذات، وتعديل السلوك والوقاية والاكتشاف المبكر للمرض النفسي أو السلوك المنحرف".
وأضافت: "يعد العلاج النفسي المكان الأمثل للتعبير عن الانفعالات، والمساعدة في وضع الحلول المناسبة للمشكلات، وإيجاد الخطط والأساليب الفعالة لعلاج هذه المشكلات والأعراض المرضية، ومساعدة كل فرد على التغلب على العقبات لينعم بصحة نفسية أفضل".
من جانبها، قالت الباحثة الاجتماعية جيهان عبدالمحسن: "الحياة بشكل عام في تغير مستمر وهذا التغيير يشكل لنا ضغطاً يحتاج منا إلى التكيف والتعايش معه. فأن تحصل على وظيفة مثلاً فإن ذلك يستوجب منك أن تغير من روتين يومك فلم يعد لديك الوقت الوفير صباحاً، وقد تعود إلى المنزل مرهقاً، وفي حالِ وجود أبناء ستكون بحاجة لتدبير من يرعاهم والتعامل مع التغييرات التي ستطرأ على حياتك".
وتابعت: "بالمثل تتغير حياتنا كثيراً عند حدوث أمر مفاجئ كأزمة مالية أومشكلة صحية أو اجتماعية أو جائحة كجائحة كورونا على سبيل المثال، فأصبح البعض يعمل عن بعد والطلبة يتلقون تعليمهم من المنزل أيضاً، إضافة إلى أنه ليس من الممكن الخروج والتنزه كالسابق، وهناك كثير من الاحتياطات الاحترازية التي تفرض نفسها علينا لكي نحمي أنفسنا، وكل هذا من الطبيعي أن يشكل علينا ضغطاً نفسياً، وبالتالي نحتاج إلى قدر كبير من المرونة النفسية للتأقلم والتغيير مع كل هذه المستجدات".
ولفتت إلى أنه "يمكن القول إن المرونة النفسية تعني أن تركز على الإيجابيات أكثر من تركيزك على السلبيات وحينما تصبح هذه الإستراتيجية نهجاً في حياتك ستغذي بعض السمات الجيدة في شخصيتك ليصبح لديك قدر من المرونة الانفعالية والصلابة النفسية كأنك أخذت جرعة من مضاد يحميك من الإحباطات أوالتعثر في الحياة، ما يحقق لك الشعور بالتنعم الشخصي والكفاءة الاجتماعية، وبالتالي يمكن اعتباره بمثابة وصفة للوقاية من حدوث نكسات نفسية شديدة، ما يحقق الاتزان النفسي ويحسن أسلوب الحياة على الرغم من التغييرات الصعبة التي تحصل فيها".
وذكرت عبدالمحسن بعض الطرق التي تساعد على اكتساب مرونة نفسية في الظروف الصعبة، وقالت: "نظرتك للظروف الصعبة بأنها فُرص للتغير للأفضل، وذلك حينما تكون قادراً على قراءة ما وراء الأحداث وإن كانت هذه التغيرات تأخذك من أعلى قمة الراحة إلى أعلى قمة السعي والبذل".
وقوتك الداخلية وإيمانك بأنك قادرعلى السيطرة على مشاعرك والتخفيف من حدتها، وقدرتك في البحث عن حلول وليس حلاً واحداً في مشكلاتك يساعدك أن تكون متعدد المصادر، واهتمامك بصحتك الجسمية يعزز من عافيتك النفسية، وتحسينك لأسلوب حياتك كترتيب الأولويات بحسب ما تستدعي الظروف وتنويع الأنشطة اليومية بالتوازن بين الراحة والترفيه والتعلم والرياضة، ولجوؤك لجماعات الدعم الاجتماعي التي تتفهم معاناتك وتتقبلك في أصعب الحالات وسيلة جيدة للثبات النفسي. ونظرتك الإيجابية للذات والثقة بالنفس مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بنظرتك لمجريات الحياة وما تمر به، إدراكك أن بعض الأمور لا يمكن تغييرها كالفقد مثلاً، في حين يمكنك أن تغير بنفسك أموراً أخرى مثل تلك التي تتعلق بتطوير الشخصية، كما يمكنك أن تحدث التغيير أحياناً بمساعدة الآخرين كالاستعانة بمربية مثلاً للاهتمام بالأطفال في أثناء غيابك".
وختمت بالقول: "إن المرونة النفسية هي أن تُقبِل على الحياة بإيجابية على الرغم من الصعوبات والمحن التي تمر بها وترجح الجوانب الحسنة وتؤمن بداخلك بأن الظرف الضاغط مؤقت وستأتي أوقات الرخاء بعد حين. اطرح على نفسك هذا السؤال كمساعدة ذاتية لترتيب المشاعر: ما الذي يجب عليّ أن أقوم به لأصبح بحال أفضل؟ في حال لم تتمكن من مساعدة نفسك في التغلب على الضغوط أو تأثرت جودة روتينك اليومي بالشكل الذي لا تقدر أن تسيطر عليه فننصحك بالاستعانة بالمختص المهني في المجال النفسي، لتستعيد التوازن والقدرة على عيش الحياة التي تريدها".