رغم تطور حياة الإنسان المعاصرة وتوافر كل وسائل الرفاهية والراحة من المأكل والمسكن والترفيه ووسائل المواصلات والاتصالات الحديثة فإن ذلك لم يؤدِّ به إلى جودة الحياة والشعور بالسعادة التي ينشدها حتى في الدول المتقدمة ذات المستويات المعيشية العالية، بل وجدوا العكس حيث كثرت الاضطرابات السلوكية، مثل القلق والاكتئاب وحالات الإدمان. كذلك مظاهر حياتنا المعاصرة إقبال النّاس على الشّراء والإنفاق على متطلّبات حياتهم الأساسيّة والكماليّة، فمتطلّباتهم الأساسيّة من طعامٍ وشرابٍ ولباسٍ يتمّ الإنفاق عليها بشكلٍ مبالغٍ فيه، أمّا الكماليّات فقد أصبحت ميدان تنافس بين النّاس، ومن الأمثلة على ذلك ما ينفق في مناسبات الفرح والترح فترى الإنسان لا يملك إلاّ القليل من المال ولكن بسبب المظاهر الاجتماعيّة الخادعة تراه يحمّل نفسه ما لا طاقة لها ويسبب لها القلق.
أهم الدراسات التي تمت في هذا المجال تمت في عام 1938 بجامعة هارفارد حيث تتبعوا حياة 724 رجلاً لمدة 79 عاماً. تم تقسيم الرجال مجموعتين، كانت المجموعة الأولى تدرس في السنة الثانية بجامعة هارفارد، أما المجموعة الثانية فكانت من شباب الأحياء الفقيرة في مدينة بوسطن، وقد تمت دراسة حياتهم من المراهقة إلى الشيخوخة في سبيل الوصول إلى ما يجعل الرجال بصحة جيدة ويجعلهم سعداء. سألهم الباحثون على مدار هذه السنوات عن عملهم وحياتهم وصحتهم دون أن يعرفوا كيف ستنتهي قصصهم.
وقد عرض مقال على موقع Inc نقاطاً مهمة ذكرها الطبيب النفسي روبرت والدينجر وهو أحد الأكاديميين المسؤولين عن هذا البحث العلمي في محاضرة TED Talk عن النتائج التي توصلت إليها الدراسة. وكان أبرز ما ذكره:
العزلة الاجتماعية تقتل الأشخاص الأكثر عزلة هم الأقل سعادة وتتدهور صحتهم وأداؤهم الذهني في سن مبكر وبشكل عام يعيشون حياة أقصر من الأشخاص الذين لا يشعرون بالوحدة، وفي وقت أصبح فيه سوق العمل يتيح لكثيرين منا العمل عن بعد يبقى التواصل بين فريق العمل بالغ الأهمية.
جودة العلاقات بالأشخاص المقربين وغير المقربين مع التركيز على جودة صداقاتك، فالعيش في خضم الصراع يؤثر على صحتنا. على سبيل المثال يؤثر الزواج غير المستقر على صحتنا بشكل سلبي ربما أكثر من الطلاق، والعيش وسط علاقات مستقرة يشعرك بالأمان. وقال والدينجر إنهم يستطيعون تحديد أي من الرجال سوف يكبر ليصبح في حالة صحية جيدة عن طريق النظر إليهم في منتصف العمر وعندما جمعنا كل ما نعرفه عنهم في سن الخمسين لم تكن نسبة الكوليسترول هي التي تنبأت بحالتهم الصحية في السن المتقدمة، بل كانت مدى رضاها عن علاقاتهم حيث كانوا هم الأكثر صحة عند عمر 80 عاماً وكذلك يمكن للتوتر في مكان العمل بين الزملاء أو المديرين والمرؤوسين أن يؤثر بشكل سلبي على صحتنا. قال الله عز وجل:(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) طه الآية (142).
{{ article.visit_count }}
أهم الدراسات التي تمت في هذا المجال تمت في عام 1938 بجامعة هارفارد حيث تتبعوا حياة 724 رجلاً لمدة 79 عاماً. تم تقسيم الرجال مجموعتين، كانت المجموعة الأولى تدرس في السنة الثانية بجامعة هارفارد، أما المجموعة الثانية فكانت من شباب الأحياء الفقيرة في مدينة بوسطن، وقد تمت دراسة حياتهم من المراهقة إلى الشيخوخة في سبيل الوصول إلى ما يجعل الرجال بصحة جيدة ويجعلهم سعداء. سألهم الباحثون على مدار هذه السنوات عن عملهم وحياتهم وصحتهم دون أن يعرفوا كيف ستنتهي قصصهم.
وقد عرض مقال على موقع Inc نقاطاً مهمة ذكرها الطبيب النفسي روبرت والدينجر وهو أحد الأكاديميين المسؤولين عن هذا البحث العلمي في محاضرة TED Talk عن النتائج التي توصلت إليها الدراسة. وكان أبرز ما ذكره:
العزلة الاجتماعية تقتل الأشخاص الأكثر عزلة هم الأقل سعادة وتتدهور صحتهم وأداؤهم الذهني في سن مبكر وبشكل عام يعيشون حياة أقصر من الأشخاص الذين لا يشعرون بالوحدة، وفي وقت أصبح فيه سوق العمل يتيح لكثيرين منا العمل عن بعد يبقى التواصل بين فريق العمل بالغ الأهمية.
جودة العلاقات بالأشخاص المقربين وغير المقربين مع التركيز على جودة صداقاتك، فالعيش في خضم الصراع يؤثر على صحتنا. على سبيل المثال يؤثر الزواج غير المستقر على صحتنا بشكل سلبي ربما أكثر من الطلاق، والعيش وسط علاقات مستقرة يشعرك بالأمان. وقال والدينجر إنهم يستطيعون تحديد أي من الرجال سوف يكبر ليصبح في حالة صحية جيدة عن طريق النظر إليهم في منتصف العمر وعندما جمعنا كل ما نعرفه عنهم في سن الخمسين لم تكن نسبة الكوليسترول هي التي تنبأت بحالتهم الصحية في السن المتقدمة، بل كانت مدى رضاها عن علاقاتهم حيث كانوا هم الأكثر صحة عند عمر 80 عاماً وكذلك يمكن للتوتر في مكان العمل بين الزملاء أو المديرين والمرؤوسين أن يؤثر بشكل سلبي على صحتنا. قال الله عز وجل:(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) طه الآية (142).