هدى عبدالحميد
في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19) بات التعقيم والحفاظ على نظافة اليدين بشكل أخص ضرورة وخط الوقاية الأمامي في مواجهة الإصابة بالعدوى، ولذلك اعتبرت معقمات اليدين السلاح للوقاية من هذا الفيروس حيث باتت لا تفارق أيدينا، ولكن هل تعد معقمات الأيدي آمنة على صحتنا أم أنها سلاح ذو مخاطر إذا أساء الشخص استخدامه؟
الحقيقة أن فاعلية المعقم تعتمد على طريقة استخدامه، بل قد يصبح ضاراً خاصة على الأطفال حال تم استخدامه بشكل غير صحيح وفقاً لآراء الأطباء الذين أكدوا في تصريحات لـ"الوطن" أن خيار التعقيم من خلال غسل اليدين بالصابون والماء هو الخيار الأفضل ولا نلجأ إلى معقم اليدين إلا من خلال التواجد خارج المنزل أو في الأماكن العامة، أو عند لمس الأسطح المحيطة بالمكتب ولكن وفقاً لعدد من الضوابط.
من جانبه، قال استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بمستشفى الشرق الأوسط الدكتور سامي جودة: "من المعروف أن أغلب المعقمات السائلة لليدين والتي تستخدم بكثرة هذه الأيام بسبب وباء كورونا، تحتوي في تركيبها علي الكحول والمعروف بالإيثانول بنسبة ما بين 60% و71%، وهي أكثر الأنواع انتشاراً، وعلى الرغم من أن استخدام مثل هذه المعقمات في أغلب الأحوال هو آمن وصحي، ويقي بالفعل من انتقال العدوى بالعديد من الجراثيم، فإنه عند الإفراط في استخدامها، فقد ينتج عنها بعض الآثار الجانبية وبالأخص فيما يتعلق بسلامة الجلد مثل عوارض الحساسية وجفافه".
أضاف: "ولكن، هل هناك مضار أخرى أشد خطورة قد تنتج عن استخدام مثل هذه المعقمات، ربما يكون ذلك لكن فقط في حالات الإفراط كما ذُكر سابقاً، وفي ظروف استثنائية، فبالحديث عما قد تناوله البعض من تلف الأعصاب، فهذا نادر جداً، إن كان ما يقصد به نهايات الأعصاب الحسية في جلد اليدين، أما الأصل في إصابة الجهاز العصبي المركزي، فلعل هذا لا يحدث إلا فيما يعرف بحالات التسمم الكحولي، التي من الصعب تصور حدوثها فقط بتعرض الجلد لتلك المواد المعقمة. حتى في حال استخدام المطهرات الرذاذية (الإسبراي) والتي ينبغي التحذير من الإفراط فيها وخاصة قرب الأغشية المخاطية، مثل الغشاء المبطن للأنف، فلن يتعدى تأثيرها الضار في أغلب الأحوال من تهيج هذه الأغشية".
وأوضح جودة: "ينبغي الإشارة هنا إلى توصيات بعض الجهات الطبية المتخصصة في مكافحة العدوى ومنع انتشارها بأن غسل اليدين بالماء فقط أو يكون مصحوباً بالصابون، يظل هو الاختيار المفضل على نطاق واسع عن استخدام المعقمات والمطهرات إلا في أحوال استثنائية مثل هؤلاء الذين يعملون في القطاعات الصحية والمخالطين لبعض الحالات المصابة أو المشتبه في إصابتها".
وتابع: "ينبغي أن يكون غسل اليدين بالماء والصابون لفترة لا تقل عن 20 ثانية، وكذا الحال عند استخدام معقمات اليدين دون إفراط (ضغطة أو اثنتان على الأكثر من وعاء المعقم)، ويجب فركه بين الأصابع وراحتي اليد حتى الرسغين مع الانتظار حتى يجف".
أما عن أثر المعقمات على صحة الأطفال والطريقة الآمنة لاستخدامها حفاظاً على صحة الأطفال فقالت اختصاصي الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة بسمة: "تعد المعقمات منتجات فعالة للقضاء على الجراثيم والبكتيريا، وخاصة في أماكن الرعاية الصحية، وأغلب المعقمات تحتوي على 60% أو95% من الكحول الإيثيلى أو الإيزوبروبانول، وهناك أيضاً بعض المعقمات الخالية من الكحول".
وأشارت الدكتورة باسمة عاطف إلى أن بعض الأبحاث والدراسات أجريت على الأطفال من عمر يوم إلى 5 سنوات، وأخرى من عمر 6 إلى 12 سنة لدراسة تأثير هذه المعقمات على الأطفال في حالة استخدامها المفرط أو التعرض لها بشكل خاطئ كابتلاعها أو استنشاقها أو تعرض جلد الطفل أو العين لها.
وأضافت: "وقد سجلت مراكز السموم أن معظم الحالات التي تعرضت لأضرار بسبب المعقمات الكحولية أو غير الكحولية كانت عن طريق ابتلاع الأطفال لها، كما سجلت أن المضاعفات الأكثر خطورة قد حدثت نتيجة التعرض للمعقمات الكحولية أكثر من التعرض للمعقمات الخالية من الكحول".
وقالت: "نستعرض أشهر المضاعفات والآثار الجانبية لاستخدام الأطفال الخاطئ للمعقمات تعرض العين لمضاعفات المعقمات، ما يسبب التهابات تتراوح شدتها على حسب كمية المعقم المستخدمة وسرعة التعامل مع الحالة في المراكز الصحية المتخصصة، إلى جانب حدوث التهاب فى الجلد أو تحسس بعض الأطفال نتيجة الاستخدام المفرط للمعقمات أو استخدامها بطريقة غير صحيحة، وكذلك من الأعراض أيضاً آلام بالبطن وترجيع وكحة وعدم القدرة على الكلام وصعوبة في التنفس، وفي حالة التسمم بالكحول قد تصل المضاعفات إلى تشنجات وحموضه بالدم وغيبوبة".
وأردفت: "لذلك من الضروري أن نعرف الطرق الآمنة لحماية الأطفال من العدوى مع أهمية معرفة الطرق الآمنة والصحيحة لاستخدام المعقمات مع طفلك، فلقد أثبتت الدراسات أن الأكثر أمناً وفاعلية غسل الأيدي بالماء والصابون فقط، ولكن بالطريقة الصحيحة وهي لمدة 15 إلى 20 ثانية شاملة جميع أجزاء اليد بما فيها بين الأصابع وتحت الأظفار ثم شطفها بالماء جيداً، بالإضافة إلى الحد من استخدام المعقمات التي تحتوي على كحول أو استخدام بعد الأنواع التي تحتوي على تركيز أقل عند الضرورة أو في حال عدم وجود ماء وصابون وتحت إشراف الوالدين أو المعلمين مع ضرورة الانتباه لمنع محاولة الطفل مص أصابعه، وتوضع كمية قليلة على يد الطفل ويقوم بفرك اليد حتى يتأكد من جفافها تماماً، كما يجب التأكد من تخزين المعقمات بعيداً عن متناول الأطفال".
وفي ختام حديثها أكدت الدكتورة باسمة عاطف ضرورة تدريب وتوعية الأطفال بكيفية تجنب ملامسة الأسطح غير النظيفة وعدم استخدام الأغراض الشخصية للآخرين، مشيرة إلى أن المعقمات تعد طريقة فعالة وآمنة في التطهير شريطة استخدامها بالشكل الصحيح تحت إشراف تام، وخصوصاً مع الأطفال.
وفي نفس السياق، قالت الدكتورة سمر البربري: "منذ انتشار فيروس كورونا في مطلع العام الجاري يحاول الجميع الوقاية من العدوى عن طريق التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة الواقية وغسل اليدين باستمرار، غير أن كثيرين أصبحوا يستعيضون بمعقم اليد عن غسل اليدين على أمل القضاء على فيروس كورونا أو للوقاية منه. ومن أبرز هذه المعقمات (الكحول) حيث تكمن أهميته في دوره كمطهر يمنع نمو الفطريات والميكروبات، ويوجد منه نوعان، أحدهما بتركيز 95% وهذا يؤثرعلى الجلد بصورة كبيرة، وآخر بتركيز أخف 70%".
وأوضحت: "أن الكحول الكحول يعد مادة متطايرة سريعة التبخر، وفي أثناء ذلك يفقد الجلد جزءاً من الماء ودرجة حرارته، وذلك يؤثر على رطوبة الجلد ويعرضه للجفاف بسبب تلاشي طبقة الكيراتين الخارجية الحامية للجلد، وينتج عن ذلك حدوث تشققات في الجلد وبسببها يسهل اختراق الجلد أي عدوى مسببة تعرضه للالتهابات".
وأضافت: "والإفراط في استخدام الكحول قد يتسبب في الإصابة بالإكزيما الجافة التي يصاحبها حكة شديدة تسبب ظهور جروح وتقرحات، وبقع جلدية، ونظراً إلى أن كثيراً من مواد تعقيم اليدين لا تقتل البكتيريا الضارة فحسب، بل تقضي على البكتيريا النافعة أيضاً، قد يؤدي ذلك إلى تطوير بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.
وبينت البربري أن الأطباء والمنظمات الصحية يؤكدون أهمية ممارسة النظافة الجيدة لمنع انتشار الفيروس من خلال غسل اليدين بالماء والصابون مدة لا تقل عن 20 ثانية باستمرار، أو تعقيمها بواسطة معقم اليدين في حال عدم توافر الماء.
وحول الطريقة المثلى لاستخدام المقعم قالت: "من المهم اتباع الطريقة الصحية لاستعمال المعقم، فيجب استخدام كمية مناسبة من المعقم على اليدين وفركها جيداً وتدليك ما بين الأصابع والإبهام والمعصمين، والحرص على استخدام كريم مرطب لليدين فور تجفيف معقم اليدين من على سطح اليد للحفاظ على رطوبة البشرة، وعدم استخدام المعقمات في حال وجود جروح مفتوحة في اليد، وإبعاد المعقمات عن مصادر الحرارة كالأفران أو المدافئ، ويجب استخدام المعقم على اليدين فقط دون باقي الجسم، ويجب التأكد تماماً من جفاف اليد بعد استخدام المعقم قبل تقريبها من مصادر الحرارة، عند الطبخ والشيّ وغيرها، وفي حالة حدوث حساسية شديدة بالجلد من التلامس مع المعقمات، يجب استخدام كريمات تحتوي على نسبة من الكورتيزون بالإضافة إلى الكريمات المرطبة، بشرط استشارة الطبيب".
وختمت بالقول: "في النهاية أود التأكيد أن مواد التعقيم ليست بأي حال من الأحوال البديل الأمثل عن استخدام الماء والصابون، وأن غسل اليدين بالماء والصابون هو دائماً أفضل طريقة للقضاء على الفيروس، وأن استخدام المعقم باعتدال يكون مفيداً في أثناء وجود المرء خارج المنزل أو في الأماكن العامة، أوعند لمس الأسطح المحيطة بالمكتب أو مقابض الأبواب أو غيرها من الأماكن التي تتعرض لتكرار اللمس من أناس كثيرين".
في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19) بات التعقيم والحفاظ على نظافة اليدين بشكل أخص ضرورة وخط الوقاية الأمامي في مواجهة الإصابة بالعدوى، ولذلك اعتبرت معقمات اليدين السلاح للوقاية من هذا الفيروس حيث باتت لا تفارق أيدينا، ولكن هل تعد معقمات الأيدي آمنة على صحتنا أم أنها سلاح ذو مخاطر إذا أساء الشخص استخدامه؟
الحقيقة أن فاعلية المعقم تعتمد على طريقة استخدامه، بل قد يصبح ضاراً خاصة على الأطفال حال تم استخدامه بشكل غير صحيح وفقاً لآراء الأطباء الذين أكدوا في تصريحات لـ"الوطن" أن خيار التعقيم من خلال غسل اليدين بالصابون والماء هو الخيار الأفضل ولا نلجأ إلى معقم اليدين إلا من خلال التواجد خارج المنزل أو في الأماكن العامة، أو عند لمس الأسطح المحيطة بالمكتب ولكن وفقاً لعدد من الضوابط.
من جانبه، قال استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بمستشفى الشرق الأوسط الدكتور سامي جودة: "من المعروف أن أغلب المعقمات السائلة لليدين والتي تستخدم بكثرة هذه الأيام بسبب وباء كورونا، تحتوي في تركيبها علي الكحول والمعروف بالإيثانول بنسبة ما بين 60% و71%، وهي أكثر الأنواع انتشاراً، وعلى الرغم من أن استخدام مثل هذه المعقمات في أغلب الأحوال هو آمن وصحي، ويقي بالفعل من انتقال العدوى بالعديد من الجراثيم، فإنه عند الإفراط في استخدامها، فقد ينتج عنها بعض الآثار الجانبية وبالأخص فيما يتعلق بسلامة الجلد مثل عوارض الحساسية وجفافه".
أضاف: "ولكن، هل هناك مضار أخرى أشد خطورة قد تنتج عن استخدام مثل هذه المعقمات، ربما يكون ذلك لكن فقط في حالات الإفراط كما ذُكر سابقاً، وفي ظروف استثنائية، فبالحديث عما قد تناوله البعض من تلف الأعصاب، فهذا نادر جداً، إن كان ما يقصد به نهايات الأعصاب الحسية في جلد اليدين، أما الأصل في إصابة الجهاز العصبي المركزي، فلعل هذا لا يحدث إلا فيما يعرف بحالات التسمم الكحولي، التي من الصعب تصور حدوثها فقط بتعرض الجلد لتلك المواد المعقمة. حتى في حال استخدام المطهرات الرذاذية (الإسبراي) والتي ينبغي التحذير من الإفراط فيها وخاصة قرب الأغشية المخاطية، مثل الغشاء المبطن للأنف، فلن يتعدى تأثيرها الضار في أغلب الأحوال من تهيج هذه الأغشية".
وأوضح جودة: "ينبغي الإشارة هنا إلى توصيات بعض الجهات الطبية المتخصصة في مكافحة العدوى ومنع انتشارها بأن غسل اليدين بالماء فقط أو يكون مصحوباً بالصابون، يظل هو الاختيار المفضل على نطاق واسع عن استخدام المعقمات والمطهرات إلا في أحوال استثنائية مثل هؤلاء الذين يعملون في القطاعات الصحية والمخالطين لبعض الحالات المصابة أو المشتبه في إصابتها".
وتابع: "ينبغي أن يكون غسل اليدين بالماء والصابون لفترة لا تقل عن 20 ثانية، وكذا الحال عند استخدام معقمات اليدين دون إفراط (ضغطة أو اثنتان على الأكثر من وعاء المعقم)، ويجب فركه بين الأصابع وراحتي اليد حتى الرسغين مع الانتظار حتى يجف".
أما عن أثر المعقمات على صحة الأطفال والطريقة الآمنة لاستخدامها حفاظاً على صحة الأطفال فقالت اختصاصي الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة بسمة: "تعد المعقمات منتجات فعالة للقضاء على الجراثيم والبكتيريا، وخاصة في أماكن الرعاية الصحية، وأغلب المعقمات تحتوي على 60% أو95% من الكحول الإيثيلى أو الإيزوبروبانول، وهناك أيضاً بعض المعقمات الخالية من الكحول".
وأشارت الدكتورة باسمة عاطف إلى أن بعض الأبحاث والدراسات أجريت على الأطفال من عمر يوم إلى 5 سنوات، وأخرى من عمر 6 إلى 12 سنة لدراسة تأثير هذه المعقمات على الأطفال في حالة استخدامها المفرط أو التعرض لها بشكل خاطئ كابتلاعها أو استنشاقها أو تعرض جلد الطفل أو العين لها.
وأضافت: "وقد سجلت مراكز السموم أن معظم الحالات التي تعرضت لأضرار بسبب المعقمات الكحولية أو غير الكحولية كانت عن طريق ابتلاع الأطفال لها، كما سجلت أن المضاعفات الأكثر خطورة قد حدثت نتيجة التعرض للمعقمات الكحولية أكثر من التعرض للمعقمات الخالية من الكحول".
وقالت: "نستعرض أشهر المضاعفات والآثار الجانبية لاستخدام الأطفال الخاطئ للمعقمات تعرض العين لمضاعفات المعقمات، ما يسبب التهابات تتراوح شدتها على حسب كمية المعقم المستخدمة وسرعة التعامل مع الحالة في المراكز الصحية المتخصصة، إلى جانب حدوث التهاب فى الجلد أو تحسس بعض الأطفال نتيجة الاستخدام المفرط للمعقمات أو استخدامها بطريقة غير صحيحة، وكذلك من الأعراض أيضاً آلام بالبطن وترجيع وكحة وعدم القدرة على الكلام وصعوبة في التنفس، وفي حالة التسمم بالكحول قد تصل المضاعفات إلى تشنجات وحموضه بالدم وغيبوبة".
وأردفت: "لذلك من الضروري أن نعرف الطرق الآمنة لحماية الأطفال من العدوى مع أهمية معرفة الطرق الآمنة والصحيحة لاستخدام المعقمات مع طفلك، فلقد أثبتت الدراسات أن الأكثر أمناً وفاعلية غسل الأيدي بالماء والصابون فقط، ولكن بالطريقة الصحيحة وهي لمدة 15 إلى 20 ثانية شاملة جميع أجزاء اليد بما فيها بين الأصابع وتحت الأظفار ثم شطفها بالماء جيداً، بالإضافة إلى الحد من استخدام المعقمات التي تحتوي على كحول أو استخدام بعد الأنواع التي تحتوي على تركيز أقل عند الضرورة أو في حال عدم وجود ماء وصابون وتحت إشراف الوالدين أو المعلمين مع ضرورة الانتباه لمنع محاولة الطفل مص أصابعه، وتوضع كمية قليلة على يد الطفل ويقوم بفرك اليد حتى يتأكد من جفافها تماماً، كما يجب التأكد من تخزين المعقمات بعيداً عن متناول الأطفال".
وفي ختام حديثها أكدت الدكتورة باسمة عاطف ضرورة تدريب وتوعية الأطفال بكيفية تجنب ملامسة الأسطح غير النظيفة وعدم استخدام الأغراض الشخصية للآخرين، مشيرة إلى أن المعقمات تعد طريقة فعالة وآمنة في التطهير شريطة استخدامها بالشكل الصحيح تحت إشراف تام، وخصوصاً مع الأطفال.
وفي نفس السياق، قالت الدكتورة سمر البربري: "منذ انتشار فيروس كورونا في مطلع العام الجاري يحاول الجميع الوقاية من العدوى عن طريق التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة الواقية وغسل اليدين باستمرار، غير أن كثيرين أصبحوا يستعيضون بمعقم اليد عن غسل اليدين على أمل القضاء على فيروس كورونا أو للوقاية منه. ومن أبرز هذه المعقمات (الكحول) حيث تكمن أهميته في دوره كمطهر يمنع نمو الفطريات والميكروبات، ويوجد منه نوعان، أحدهما بتركيز 95% وهذا يؤثرعلى الجلد بصورة كبيرة، وآخر بتركيز أخف 70%".
وأوضحت: "أن الكحول الكحول يعد مادة متطايرة سريعة التبخر، وفي أثناء ذلك يفقد الجلد جزءاً من الماء ودرجة حرارته، وذلك يؤثر على رطوبة الجلد ويعرضه للجفاف بسبب تلاشي طبقة الكيراتين الخارجية الحامية للجلد، وينتج عن ذلك حدوث تشققات في الجلد وبسببها يسهل اختراق الجلد أي عدوى مسببة تعرضه للالتهابات".
وأضافت: "والإفراط في استخدام الكحول قد يتسبب في الإصابة بالإكزيما الجافة التي يصاحبها حكة شديدة تسبب ظهور جروح وتقرحات، وبقع جلدية، ونظراً إلى أن كثيراً من مواد تعقيم اليدين لا تقتل البكتيريا الضارة فحسب، بل تقضي على البكتيريا النافعة أيضاً، قد يؤدي ذلك إلى تطوير بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.
وبينت البربري أن الأطباء والمنظمات الصحية يؤكدون أهمية ممارسة النظافة الجيدة لمنع انتشار الفيروس من خلال غسل اليدين بالماء والصابون مدة لا تقل عن 20 ثانية باستمرار، أو تعقيمها بواسطة معقم اليدين في حال عدم توافر الماء.
وحول الطريقة المثلى لاستخدام المقعم قالت: "من المهم اتباع الطريقة الصحية لاستعمال المعقم، فيجب استخدام كمية مناسبة من المعقم على اليدين وفركها جيداً وتدليك ما بين الأصابع والإبهام والمعصمين، والحرص على استخدام كريم مرطب لليدين فور تجفيف معقم اليدين من على سطح اليد للحفاظ على رطوبة البشرة، وعدم استخدام المعقمات في حال وجود جروح مفتوحة في اليد، وإبعاد المعقمات عن مصادر الحرارة كالأفران أو المدافئ، ويجب استخدام المعقم على اليدين فقط دون باقي الجسم، ويجب التأكد تماماً من جفاف اليد بعد استخدام المعقم قبل تقريبها من مصادر الحرارة، عند الطبخ والشيّ وغيرها، وفي حالة حدوث حساسية شديدة بالجلد من التلامس مع المعقمات، يجب استخدام كريمات تحتوي على نسبة من الكورتيزون بالإضافة إلى الكريمات المرطبة، بشرط استشارة الطبيب".
وختمت بالقول: "في النهاية أود التأكيد أن مواد التعقيم ليست بأي حال من الأحوال البديل الأمثل عن استخدام الماء والصابون، وأن غسل اليدين بالماء والصابون هو دائماً أفضل طريقة للقضاء على الفيروس، وأن استخدام المعقم باعتدال يكون مفيداً في أثناء وجود المرء خارج المنزل أو في الأماكن العامة، أوعند لمس الأسطح المحيطة بالمكتب أو مقابض الأبواب أو غيرها من الأماكن التي تتعرض لتكرار اللمس من أناس كثيرين".