الشباب هو محرك الحياة في المجتمع والقلب النابض المجدد والمطور، الشباب هم طليعة المجتمع وعموده الفقري وقوته النشطة والفعالة القادرة على قهر التحدي وتجاوز العقبات لدوره الأساسي في المجتمع، لذا فإن أي مجتمع يجب أن يفتخر بشبابه لأنهم الرئة النقية التي يتنفس منها، الشباب المؤهل بالعلم والمعرفة، الطموح القادر على الأخذ بزمام المبادرة، المثقف الواعي الحريص على قضايا أُمته، المحصن بتقوى الله، الجريء في قول الحق بلا إفراط أو تفريط ،المحافظ على مكتسبات الوطن المادية والمعنوية، يتمثل قول الله تعالى : (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ) المنتمي لدينه ووطنه، لا يتردد أبداً في أن ينخرط في خدمة المجتمع وبناء مستقبل الوطن، ويسهم في رسم الخطط لإحداث التغيير الإيجابي الجذري لأنّه يؤمن بقوله تعالى: (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ينظر إلى أمته بعين المحبة، يخلص في أداء واجبه لأنه عبادة يتقرب بها إلى ربه ، لقد أودع الله في الشباب طاقات يجب أن تستغل في العطاء الخير الذي يعود على أبناء الأمة بالسعادة والرضا والأمان المادي والمعنوي.
ادرك بأن أحد أسباب تخلف بعض البلدان هو عدم توظيف طاقات الشباب وإهمالهم، وفي بلدان أُخرى نجد عدم منح الشباب مكانتهم الحقيقية في المجتمع وإعطائهم أدواراً هامشية لا تساهم في بناء الوطن، كما إن هناك تخلفاً يحصل لدى بلدان أخرى تجاه الشباب وهو إعطائهم مسؤوليات كبيرة لم يؤهلوا لاستلامها، إذ لم تكن هناك برامج تمهيدية، كأن تلقى على عاتق الشباب مسؤولية كبيرة لا يدري كيف ينجزها وذلك بسبب قصور المربين في توجيهه وتأهيله لها، لذا فالضرورة تقتضي أن يدير الشباب الكثير من المواقع القيادية والمهمة في المجتمع ويشترط بذلك عدة أُمور منها مثلاً الإحاطة بمعرفة قدراتهم وقابلياتهم الحالية منها والمستقبلية، وكذلك إعدادهم وتأهيلهم لاستلام المناصب قيادية، وتوفير فرص العمل لهم، وفتح المجالات المختلفة أمامهم وتسهيلها ومحاولة تقديم المساعدة لهم من قبل الجميع.
لقد أصبح الشباب في واقعنا المعاصر يعانون من مشاكل كثيرة بسبب البطالة وهدر طاقاتهم وعدم الاهتمام بهم بالشكل المطلوب، إضافة إلى ارتفاع مستوى المعيشة وغلاء الكثير من المواد المهمة المستخدمة في حياتهم اليومية، وقد سبب ذلك انطواءهم وعزوفهم عن الزواج وتهربهم من المجتمع بطرق ملتوية وانخراطهم في بيئة سلبية.
وهنا يأتي دور الإعلام كوسيلة مهمة لتوجيه الشباب بالوجهة الصحيحة وترسيخ القيم والأخلاق الفاضلة من خلال الدور المهم الذي يطلع به الإعلام.. فالإعلام هو في حقيقته قوة حضارية أو عملية ثقافية تجري في بيئة معينة مؤثرة فيها ومتأثرة بها، وهناك تفاعل مستمر بين وسائل الإعلام والمجتمع، فهذه الوسائل لا تؤثر على المجتمع بنظمه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فحسب، بل إن هذه النظم قد تؤثر فيه أيضاً.
من هنا نجد أن المنطلق الأساسي الذي يدور حول حقيقة جوهرية مؤثرة هو أن الإعلام يبث القيم والأخلاق الفاضلة في المجتمع إن كان ذلك الإعلام،إعلاماً صادقاً نابعاً من صميم الأمة الإسلامية والمجتمع المسلم الأصيل.
فيجب تعليم الشباب ضرورة التطلع إلى المستقبل والسعي وراء تحقيق مستوى أفضل والاستعداد للعمل من أجل تحقيق ذلك، فواجبهم كمواطنين يملي عليهم التطلع إلى التقدم وتحقيق القوة والعظمة لأمتهم وذلك من خلال التحديث ونشر الأفكار والمعلومات الجديدة التي تحفز الشباب في تعبئة طاقاتهم ومقدرتهم على تخطيط وبرامج المستقبل.
وقد يصاب الشاب بالإحباط نتيجة عدم تحقيق طموحاته ورغبته في التطور ومسايرة العلم والتكنولوجيا وذلك بسبب عدم توفر الفرص والإمكانيات اللازمة لذلك... فيشعر الكثير من الشباب بعدم الرضا لأن ما يحصلون عليه أقل بكثير مما يتطلعون إليه... وكلما ازدادت سرعة تغير وتطور العلم ازدادت حاجة الشاب إلى معلومات يعالجها من أجل اتخاذ قرارات سليمة وفعالة،ولكن هناك قيوداً وحدوداً ثابتة لمقدرة الإنسان على معالجة المعلومات وصياغتها بشكل متلائم مع قدرته وإمكانيته، لذلك تقتضي السياسة السليمة وجود قدر من التوافق بين ما يحفز الشباب على تحقيق ما يرغبون فيه ومايمكنهم أن يحصلوا عليه، ولكننا نود أن نؤكد هنا أنه لا يمكن تحقيق التنمية ما لم نبدأ أولاً في رفع مستوى طموحات الشباب وتشجيعهم على السعي وراء النمو القومي والحياة الأفضل، فمتى سنكون واقعيين في تناول قضايا الشباب والاهتمام بها ومعالجتها والاستفادة من تجارب الشعوب في الماضي والحاضر لتوجيه شبابنا بالأمور الثقافية والاجتماعية والفنية والاقتصادية والعمل التطوعي وعدم هدر طاقاتهم ومواجهة الانحرافات والمأزق ونمنحهم الثقة بالنفس لمواجهة مشاكل الحياة لمسايرة العصر والتقدم والعلم وتحقيق أهدافهم النبيلة وتطلعاتهم نحو بناء مستقبل مشرق ومنير.
عزيزي القارئ: لا يخفى على الشباب بأن النظرة الحالية لهم بأنهم طائشون وغير مسؤولين ولا يستطيعون تحمل الصعاب فهذه النظرة الخاطئة كفيلة بكسر وتحطم القدرات الجبارة عند الشباب وتساعد في هروبهم وارتمائهم في أحضان من يريد بهم وبأمتهم وبمستقبلهم سوءاً.
عمار جناحي
{{ article.visit_count }}
ادرك بأن أحد أسباب تخلف بعض البلدان هو عدم توظيف طاقات الشباب وإهمالهم، وفي بلدان أُخرى نجد عدم منح الشباب مكانتهم الحقيقية في المجتمع وإعطائهم أدواراً هامشية لا تساهم في بناء الوطن، كما إن هناك تخلفاً يحصل لدى بلدان أخرى تجاه الشباب وهو إعطائهم مسؤوليات كبيرة لم يؤهلوا لاستلامها، إذ لم تكن هناك برامج تمهيدية، كأن تلقى على عاتق الشباب مسؤولية كبيرة لا يدري كيف ينجزها وذلك بسبب قصور المربين في توجيهه وتأهيله لها، لذا فالضرورة تقتضي أن يدير الشباب الكثير من المواقع القيادية والمهمة في المجتمع ويشترط بذلك عدة أُمور منها مثلاً الإحاطة بمعرفة قدراتهم وقابلياتهم الحالية منها والمستقبلية، وكذلك إعدادهم وتأهيلهم لاستلام المناصب قيادية، وتوفير فرص العمل لهم، وفتح المجالات المختلفة أمامهم وتسهيلها ومحاولة تقديم المساعدة لهم من قبل الجميع.
لقد أصبح الشباب في واقعنا المعاصر يعانون من مشاكل كثيرة بسبب البطالة وهدر طاقاتهم وعدم الاهتمام بهم بالشكل المطلوب، إضافة إلى ارتفاع مستوى المعيشة وغلاء الكثير من المواد المهمة المستخدمة في حياتهم اليومية، وقد سبب ذلك انطواءهم وعزوفهم عن الزواج وتهربهم من المجتمع بطرق ملتوية وانخراطهم في بيئة سلبية.
وهنا يأتي دور الإعلام كوسيلة مهمة لتوجيه الشباب بالوجهة الصحيحة وترسيخ القيم والأخلاق الفاضلة من خلال الدور المهم الذي يطلع به الإعلام.. فالإعلام هو في حقيقته قوة حضارية أو عملية ثقافية تجري في بيئة معينة مؤثرة فيها ومتأثرة بها، وهناك تفاعل مستمر بين وسائل الإعلام والمجتمع، فهذه الوسائل لا تؤثر على المجتمع بنظمه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فحسب، بل إن هذه النظم قد تؤثر فيه أيضاً.
من هنا نجد أن المنطلق الأساسي الذي يدور حول حقيقة جوهرية مؤثرة هو أن الإعلام يبث القيم والأخلاق الفاضلة في المجتمع إن كان ذلك الإعلام،إعلاماً صادقاً نابعاً من صميم الأمة الإسلامية والمجتمع المسلم الأصيل.
فيجب تعليم الشباب ضرورة التطلع إلى المستقبل والسعي وراء تحقيق مستوى أفضل والاستعداد للعمل من أجل تحقيق ذلك، فواجبهم كمواطنين يملي عليهم التطلع إلى التقدم وتحقيق القوة والعظمة لأمتهم وذلك من خلال التحديث ونشر الأفكار والمعلومات الجديدة التي تحفز الشباب في تعبئة طاقاتهم ومقدرتهم على تخطيط وبرامج المستقبل.
وقد يصاب الشاب بالإحباط نتيجة عدم تحقيق طموحاته ورغبته في التطور ومسايرة العلم والتكنولوجيا وذلك بسبب عدم توفر الفرص والإمكانيات اللازمة لذلك... فيشعر الكثير من الشباب بعدم الرضا لأن ما يحصلون عليه أقل بكثير مما يتطلعون إليه... وكلما ازدادت سرعة تغير وتطور العلم ازدادت حاجة الشاب إلى معلومات يعالجها من أجل اتخاذ قرارات سليمة وفعالة،ولكن هناك قيوداً وحدوداً ثابتة لمقدرة الإنسان على معالجة المعلومات وصياغتها بشكل متلائم مع قدرته وإمكانيته، لذلك تقتضي السياسة السليمة وجود قدر من التوافق بين ما يحفز الشباب على تحقيق ما يرغبون فيه ومايمكنهم أن يحصلوا عليه، ولكننا نود أن نؤكد هنا أنه لا يمكن تحقيق التنمية ما لم نبدأ أولاً في رفع مستوى طموحات الشباب وتشجيعهم على السعي وراء النمو القومي والحياة الأفضل، فمتى سنكون واقعيين في تناول قضايا الشباب والاهتمام بها ومعالجتها والاستفادة من تجارب الشعوب في الماضي والحاضر لتوجيه شبابنا بالأمور الثقافية والاجتماعية والفنية والاقتصادية والعمل التطوعي وعدم هدر طاقاتهم ومواجهة الانحرافات والمأزق ونمنحهم الثقة بالنفس لمواجهة مشاكل الحياة لمسايرة العصر والتقدم والعلم وتحقيق أهدافهم النبيلة وتطلعاتهم نحو بناء مستقبل مشرق ومنير.
عزيزي القارئ: لا يخفى على الشباب بأن النظرة الحالية لهم بأنهم طائشون وغير مسؤولين ولا يستطيعون تحمل الصعاب فهذه النظرة الخاطئة كفيلة بكسر وتحطم القدرات الجبارة عند الشباب وتساعد في هروبهم وارتمائهم في أحضان من يريد بهم وبأمتهم وبمستقبلهم سوءاً.
عمار جناحي