هدى عبدالحميد


بدأت تنتشر في بعض المجتمعات العربية الرسم على الجسم وهو ما يطلق عليه «الوشم» أو «التاتو» وبعض هذه الممارسات تكون تحت مظلة الموضة وتقليد المشاهير وللتعرف على حكم الدين، قال الشيخ صلاح الجودر إمام وخطيب جامع الخير إن «الوشم يتم باستخدام بوخز الجسم بالإبر وحقن الثقوب بالمواد الملونة البعض يستخدم نباتات وبعضهم حبر، موضحاً أن الوشم في السابق كان يعرف «بالدق» حيث كان يستخدمه من يتمتعون بالقوة الجسدية في الفرجان ويطلق عليهم «الفتوات».

وأكد الشيخ صلاح أن «من مظاهر تكريم الله - للإنسان أن خلقه في أحسنِ صورة، ووشم الجسم بالرسومات المختلفة أو التصاميم فيه تغيير للصورة التي خلقنا الله عليها»، لافتاً إلى أن «مثل هذه الممارسات تخالف عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا وديننا وهي ممارسات دخيلة على مجتمعنا منقولة إلينا عبر الفضائيات والأفلام الأجنبية فنجد أن بعض الممثلين يجعلون من أجسادهم بالكامل لوحة لرسم الأوشام فيصبحون مثل المسخ».

وأشار إلى أن «هناك بعض الرسومات بالحناء في اليد أو الرجل تعتبر من الزينة ولا يأثم عليها المرء ولكن في حال استخدامها لرسم بعض الرسومات خاصة للنساء في أماكن ظاهرة من الجسد بشكل ملفت تجرمها عاداتنا وبعض المحرمات ناتجة من عاداتنا موضحاً أن مثل هذه الممارسات تقلل من مكانة المرأة. أما فيما يتعلق بالوشم الدائم فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى القول بحرمة الوشم، استناداً إلى الحديث الصحيح الذي ثبت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم (لعَنَ اللَّهُ الواصلةَ والمُستوصِلةَ، والواشمةَ والمُستوشِمة)، وقد عدَّ بعض فقهاء المالكيّة بكراهية الوشم، وحرمته الشافعية».

وذكر أن «بعض الشباب لا يرسم صورة وإنما منهم من يوشم بعض العبارات التي نرى فيها نوع من الشرك وبعضها يصل لدرجة الكفر، والبعض يوشم بعبارات غير لائقة وهي تنتقص من مكانة الرجل أو المرأة وتسبب هذه الأوشام في العزلة نتيجة انتقاد المجتمع للموشومين فلا يكون قادر الشاب على حضور المجالس ويصعب على الشاب أو الفتاة الإقدام على الزواج وتكوين أسرة يشكلون عمادها».

وأوضح الشيخ صلاح أن «إزالة وشم صغير في العيادات عن طريق الليزر يصاحبه معاناة كبيرة حيث تحتاج الإزالة من ست إلى عشر جلسات بتكلفة تتضاعف عشرات المرات عن تكلفة رسمه ناهيك عن آثار الحروق التي قد تتركها الإزالة».

وشدد الشيخ الجودر على «ضرورة التصدي لمثل هذه الممارسات الدخيلة على مجتمعنا وحماية شبابنا الواعد من تشويه أجسامهم بالعبارات والرسومات التي تتنافى مع الدين الإسلامي وتقاليدنا وقيمنا، ووضع حد لانتشارها لهذه الظاهرة بين الشباب».