سماهر سيف اليزل
زادت شكاوى أغلب الآباء والأمهات من انشغال أبنائهم بوسائل التكنولوجيا، في حين لو راقبوا أنفسهم لوجدوا أنهم هم المنشغلون "بالواتس آب" وغيره من برامج التواصل الاجتماعي أكثر من الأبناء والفتيات، حتى بات الأبناء هم "أيتام التكنولوجيا" مقارنة بأهاليهم.
وباتت هذه الظاهرة ملحوظة جداً في المجتمع، ولكن لأنه ليس من المعتاد انتقاد الآباء والأمهات فليس هناك تطرق لها أو التفات لمدى انتشارها وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات وغفل المجتمع عن الفئة التي باتت أكثر إدماناً لهذه للتطبيقات وهن "الأمهات".
وحول هذه الظاهرة قالت أخصائية الطب النفسي د.عين الحياة: "لوحظ انغماس عدد كبير من الأمهات في المجموعات "الوآتس آب" للدرجة التي تماثل الإدمان ومع انتشار استخدام "الواتس اب" كوسيلة للتواصل بين الأمهات والصديقات وأيضاً سيدات الأسرة الواحدة، سواء للاستفسار عن متطلبات الدراسة لأبنائهن أو لوصفات الطعام أو لترتيب المقابلات، وأيضاً انتشار المجموعات المختلفة لتعليم الأشغال اليدوية أو حتى الدردشة، أو التجارة أدى إلى تزايد الظاهرة على نطاق واسع.
وأضافت "الأم تبدأ يومها بمجموعات "الواتس آب" وتنتقل من قروب لآخر مع انعكاس هذا على مهامها الحياتية ورعاية أبنائها، مبينة أن إدمان السوشيل ميديا وبالذات "قروبات الواتس آب" أصبح ملحوظاً وظاهرة تستحق الدراسة، وذلك بسبب تأثيرها الشديد على سلوكيات الأفراد سواء الأم وانشغالها الشديد وارتباطها بأفكار من تتفاعل معهم وأيضاً تأثير هذا على أبنائها أو الأسرة فقد لوحظ مثلاً مع وجود جائحة كورونا تبادل بعض الأفكار والمحاذير والفيديوهات مما ترتب عليه نوبات من القلق والتوتر تصل لحد الاكتئاب والوسواس القهري من الخوف من العدوى والانعزال بشده في المنزل واستعمال للمنظفات والمطهرات بشكل مبالغ فيه.
وقالت الحياة أيضاً "هنا تكون المقولة "ما زاد عن حده انقلب إلى ضده صادقة وواضحة"، فالأم أصبحت تأخذ أفكارها وترتب حياتها وحياة أسرتها وأبنائها على "قروبات الواتس آب" أثناء وجودها في المنزل والعمل وأحياناً في سياقاتها للسيارة مما يعرض أبناءها وأسرتها للضغوط العصبية والأفكار غير المناسبة وأيضاً للخطر أحياناً، انعزاليه الأم عن أفراد الأسرة مع صديقاتها أو زميلاتها فالقروبات متعددة ومتفرعة ولها أفكار وأهداف مختلفة مما يشوش التفكير والحياة المتزنة ويؤثر على سلوكيات الأسرة تجاه بعضها البعض.
وأكدت أنه من الأشياء المهمة الموازنة بين الحياة الطبيعية داخل الأسرة بدون سوشل ميديا، ووضع خطه للتدرج في استعمال "الواتس آب" كتحديد ساعة معينة للابتعاد عن السوشيل ميديا وعمل نشاط مشترك مع الأبناء، أو الزوج أو الأسرة بالكامل، حتى لو كان هذا النشاط مناقشة فكرة طرحت على الواتس آب، وبهذا نأخذ المفيد من هذه القروبات ونقلل من ساعات الانشغال ونبتعد عن الأجهزة الإلكترونية التي أصبحت أحد أهم أسباب الأمراض نفسية وتوحدية عديدة ونزيد من التقارب الأسري والتفاعل وتنشيط عقل الأبناء في التفكير وإيجاد الحلول عن طريق التفاعل والعصف الذهني بين أفراد الأسرة.
بدورها قالت الأخصائية الاجتماعية أزهار الشعلة: "نسمع دائماً عن إدمان المراهقين على استخدام هواتفهم الذكية وتتعدد النصائح حول مواجهة هذا الأمر، ولكن هناك العديد من النساء اللواتي يشتركن بمجموعات واتساب متعددة، ويقضين أوقاتاً طويلة في تفقد التنبيهات، وإرسال الرسائل، باختصار هؤلاء النساء يفعلن بالضبط كل ما ندعو المراهقين لتجنبه، وتطور تكنولوجية الهواتف الذكية، وما رافقها من تطبيقات شملت كافة مناحي الحياة، أدى ذلك إلى بروز فجوة بين الآباء والأبناء.
وأضافت الشعلة "تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى إدمان "الوآتس آب"، ومن أبرز الأسباب التي دعت الكثيرون إلى استخدام "الواتس آب" والذي وصل بالعديد منهم إلي حد الإدمان هي "السرية التامة والاحتفاظ بالمعلومات"، حيث إنه يعطي القدرة علي التواصل مع الأشخاص دون الحاجة إلى التفاصيل الشخصية الحقيقية فبإمكان الشخص الظهور كل يوم بشعور مختلف وشكل مختلف "حسب الرغبة".
وأكدت أن الإنترنت بصفة عامة يوفر إمكانية الهروب من الواقع إلى العالم الافتراضي فيمكن للإنسان الذي يفتقر الثقة بالنفس أن يجد نفسه عن طريق تكوين هوية مختلفة وأن يحصل من خلاله علي كل ما يحتاجه في الواقع الفعلي مما يصل به إلي حد الإدمان وسيلة مريحة ومجانية، تعتبر هذه الوسيلة شبه مجانية حيث إنها لا تتطلب سوي الاتصال بالإنترنت كما أنها لا تحدد سعة معينة لإرسال الرسائل والملفات مما جعل الكثيرون يقبلون علي هذا التطبيق ويستخدمونه في العديد من المواقف بحياتهم.
وعن أضرار إدمان "الوآتس آب" قالت الشعلة "الانفصال عن الواقع الفعلي، بغض النظر عن التواجد الجسدي في مكان ما إلا أن هذا التطبيق له دور أساسي في عزل مستخدميه عن الوسط الموجود به عقلياً مما جعل الكثيرون يحبذون البقاء في الواقع الافتراضي بدلاً من الواقع الفعلي مما يتسبب ببعض الاضطرابات النفسية، حيث تعمل تطبيقات الإنترنت بوجه عام علي خلق عالم افتراضي لمن حوله مما يجعل الكثيرون من الناس يعيشون به ولا يريدون العودة إلى الواقع الفعلي وأحياناً قد يصل بهم الأمر إلى حد الاكتئاب في حالة انقطاع الإنترنت وهذه هي ذروة إدمان الإنترنت.
وتقدمت الشعلة ببعض النصائح و الخطوات لعلاج "إدمان الوآتس آب للأمهات والآباء وعموم المجتمع": حدد وقت معين للاستخدام، لابد من محاولة التحكم في الرغبة في استخدام الواتس آب ويمكن أن يتم ذلك عن طريق تحديد بعض المهام الأخرى التي تجذب اهتمامك وتشغلك عن الإمساك بهاتفك الذكي مثل الخروج مع أحد الأصدقاء أو ممارسة الرياضة أو مشاهدة شئ تفضله في التلفاز. التقليل التدريجي فالبعض قد يعتقد أن التوقف التام عن استخدام هذا التطبيق هو الحل الأمثل للتخلص من هذه المشكلة، ولكن هذا غير صحيح، بل يجب التقليل والانقطاع بشكل تدريجي للتخلص من هذه المشكلة، فإذا كنت تستخدم هذا التطبيق لمدة 20 ساعة أسبوعياً عليك أولاً أن تقلص هذه الساعات إلى 10 ساعات فقط وهكذا، بالإضافة لزيادة الرقعة الاجتماعية لدى الفرد، مما يساعد كثيراً في التخلص من إدمان الإنترنت ليكون حوله أصدقاء حقيقين فلا يلجأ إلى العالم الافتراضي.
زادت شكاوى أغلب الآباء والأمهات من انشغال أبنائهم بوسائل التكنولوجيا، في حين لو راقبوا أنفسهم لوجدوا أنهم هم المنشغلون "بالواتس آب" وغيره من برامج التواصل الاجتماعي أكثر من الأبناء والفتيات، حتى بات الأبناء هم "أيتام التكنولوجيا" مقارنة بأهاليهم.
وباتت هذه الظاهرة ملحوظة جداً في المجتمع، ولكن لأنه ليس من المعتاد انتقاد الآباء والأمهات فليس هناك تطرق لها أو التفات لمدى انتشارها وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات وغفل المجتمع عن الفئة التي باتت أكثر إدماناً لهذه للتطبيقات وهن "الأمهات".
وحول هذه الظاهرة قالت أخصائية الطب النفسي د.عين الحياة: "لوحظ انغماس عدد كبير من الأمهات في المجموعات "الوآتس آب" للدرجة التي تماثل الإدمان ومع انتشار استخدام "الواتس اب" كوسيلة للتواصل بين الأمهات والصديقات وأيضاً سيدات الأسرة الواحدة، سواء للاستفسار عن متطلبات الدراسة لأبنائهن أو لوصفات الطعام أو لترتيب المقابلات، وأيضاً انتشار المجموعات المختلفة لتعليم الأشغال اليدوية أو حتى الدردشة، أو التجارة أدى إلى تزايد الظاهرة على نطاق واسع.
وأضافت "الأم تبدأ يومها بمجموعات "الواتس آب" وتنتقل من قروب لآخر مع انعكاس هذا على مهامها الحياتية ورعاية أبنائها، مبينة أن إدمان السوشيل ميديا وبالذات "قروبات الواتس آب" أصبح ملحوظاً وظاهرة تستحق الدراسة، وذلك بسبب تأثيرها الشديد على سلوكيات الأفراد سواء الأم وانشغالها الشديد وارتباطها بأفكار من تتفاعل معهم وأيضاً تأثير هذا على أبنائها أو الأسرة فقد لوحظ مثلاً مع وجود جائحة كورونا تبادل بعض الأفكار والمحاذير والفيديوهات مما ترتب عليه نوبات من القلق والتوتر تصل لحد الاكتئاب والوسواس القهري من الخوف من العدوى والانعزال بشده في المنزل واستعمال للمنظفات والمطهرات بشكل مبالغ فيه.
وقالت الحياة أيضاً "هنا تكون المقولة "ما زاد عن حده انقلب إلى ضده صادقة وواضحة"، فالأم أصبحت تأخذ أفكارها وترتب حياتها وحياة أسرتها وأبنائها على "قروبات الواتس آب" أثناء وجودها في المنزل والعمل وأحياناً في سياقاتها للسيارة مما يعرض أبناءها وأسرتها للضغوط العصبية والأفكار غير المناسبة وأيضاً للخطر أحياناً، انعزاليه الأم عن أفراد الأسرة مع صديقاتها أو زميلاتها فالقروبات متعددة ومتفرعة ولها أفكار وأهداف مختلفة مما يشوش التفكير والحياة المتزنة ويؤثر على سلوكيات الأسرة تجاه بعضها البعض.
وأكدت أنه من الأشياء المهمة الموازنة بين الحياة الطبيعية داخل الأسرة بدون سوشل ميديا، ووضع خطه للتدرج في استعمال "الواتس آب" كتحديد ساعة معينة للابتعاد عن السوشيل ميديا وعمل نشاط مشترك مع الأبناء، أو الزوج أو الأسرة بالكامل، حتى لو كان هذا النشاط مناقشة فكرة طرحت على الواتس آب، وبهذا نأخذ المفيد من هذه القروبات ونقلل من ساعات الانشغال ونبتعد عن الأجهزة الإلكترونية التي أصبحت أحد أهم أسباب الأمراض نفسية وتوحدية عديدة ونزيد من التقارب الأسري والتفاعل وتنشيط عقل الأبناء في التفكير وإيجاد الحلول عن طريق التفاعل والعصف الذهني بين أفراد الأسرة.
بدورها قالت الأخصائية الاجتماعية أزهار الشعلة: "نسمع دائماً عن إدمان المراهقين على استخدام هواتفهم الذكية وتتعدد النصائح حول مواجهة هذا الأمر، ولكن هناك العديد من النساء اللواتي يشتركن بمجموعات واتساب متعددة، ويقضين أوقاتاً طويلة في تفقد التنبيهات، وإرسال الرسائل، باختصار هؤلاء النساء يفعلن بالضبط كل ما ندعو المراهقين لتجنبه، وتطور تكنولوجية الهواتف الذكية، وما رافقها من تطبيقات شملت كافة مناحي الحياة، أدى ذلك إلى بروز فجوة بين الآباء والأبناء.
وأضافت الشعلة "تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى إدمان "الوآتس آب"، ومن أبرز الأسباب التي دعت الكثيرون إلى استخدام "الواتس آب" والذي وصل بالعديد منهم إلي حد الإدمان هي "السرية التامة والاحتفاظ بالمعلومات"، حيث إنه يعطي القدرة علي التواصل مع الأشخاص دون الحاجة إلى التفاصيل الشخصية الحقيقية فبإمكان الشخص الظهور كل يوم بشعور مختلف وشكل مختلف "حسب الرغبة".
وأكدت أن الإنترنت بصفة عامة يوفر إمكانية الهروب من الواقع إلى العالم الافتراضي فيمكن للإنسان الذي يفتقر الثقة بالنفس أن يجد نفسه عن طريق تكوين هوية مختلفة وأن يحصل من خلاله علي كل ما يحتاجه في الواقع الفعلي مما يصل به إلي حد الإدمان وسيلة مريحة ومجانية، تعتبر هذه الوسيلة شبه مجانية حيث إنها لا تتطلب سوي الاتصال بالإنترنت كما أنها لا تحدد سعة معينة لإرسال الرسائل والملفات مما جعل الكثيرون يقبلون علي هذا التطبيق ويستخدمونه في العديد من المواقف بحياتهم.
وعن أضرار إدمان "الوآتس آب" قالت الشعلة "الانفصال عن الواقع الفعلي، بغض النظر عن التواجد الجسدي في مكان ما إلا أن هذا التطبيق له دور أساسي في عزل مستخدميه عن الوسط الموجود به عقلياً مما جعل الكثيرون يحبذون البقاء في الواقع الافتراضي بدلاً من الواقع الفعلي مما يتسبب ببعض الاضطرابات النفسية، حيث تعمل تطبيقات الإنترنت بوجه عام علي خلق عالم افتراضي لمن حوله مما يجعل الكثيرون من الناس يعيشون به ولا يريدون العودة إلى الواقع الفعلي وأحياناً قد يصل بهم الأمر إلى حد الاكتئاب في حالة انقطاع الإنترنت وهذه هي ذروة إدمان الإنترنت.
وتقدمت الشعلة ببعض النصائح و الخطوات لعلاج "إدمان الوآتس آب للأمهات والآباء وعموم المجتمع": حدد وقت معين للاستخدام، لابد من محاولة التحكم في الرغبة في استخدام الواتس آب ويمكن أن يتم ذلك عن طريق تحديد بعض المهام الأخرى التي تجذب اهتمامك وتشغلك عن الإمساك بهاتفك الذكي مثل الخروج مع أحد الأصدقاء أو ممارسة الرياضة أو مشاهدة شئ تفضله في التلفاز. التقليل التدريجي فالبعض قد يعتقد أن التوقف التام عن استخدام هذا التطبيق هو الحل الأمثل للتخلص من هذه المشكلة، ولكن هذا غير صحيح، بل يجب التقليل والانقطاع بشكل تدريجي للتخلص من هذه المشكلة، فإذا كنت تستخدم هذا التطبيق لمدة 20 ساعة أسبوعياً عليك أولاً أن تقلص هذه الساعات إلى 10 ساعات فقط وهكذا، بالإضافة لزيادة الرقعة الاجتماعية لدى الفرد، مما يساعد كثيراً في التخلص من إدمان الإنترنت ليكون حوله أصدقاء حقيقين فلا يلجأ إلى العالم الافتراضي.