قبل أربعة أعوام كان قدر الله يقضي بأن أكون جزءاً من تاريخ هذا الصرح العلمي المهيب، وها قد مضت كل تلك الأعوام بحلوها ومرها، بفرحتها وبهجتها وبكآبتها وضيقها، ووجب لها أن تمضي كما كتب الله لها أن تمضي، فبالرغم من التخوف الذي سبقها وعاصرها فإن ذلك لم يمنعها من إقناعنا بأننا على الطريق الصحيح، ووحدها الأيام هي ما تثبت لنا صحة ما نقوله وما نفعله. لقد بدأت بقوة، وأكملت على أداء ثابت لتحدي تلك العقبات التي لا يكاد يسلم منها أحد، فمن امتحان إلى آخر ومن ظرف قاسٍ إلى آخرٍ أقسى، ولكن التوقف انزلاق للهاوية بشكل أو بآخر، لذلك أكملت، وليت كل موقف أستطيع تبريره للآخرين، ولكن لا، علي تحمل الظروف وإن أتت مخالفة تماماً لي ولقناعاتي، وإلا لن أستطيع تطويعها لصالحي!
وبدءاً من إداريي الجامعية، ومكتب الإرشاد الاجتماعي، مروراً بالأساتذة بحلوهم ومرهم، وصولاً إلى المرشدين الناصحين، إن أسوأ ما يمكن أن يحدث للإنسان أن يخرج من مكانٍ دون أن يترك أثراً، ولكن من تنعدم لديه القدرة على ترك أثر يجب أن يراجع صفته بحمل مسمى إنسان، إن أفضل ما يستطيع الإنسان فعله هو ترك أثر، فإن كان سلبياً فسيستطيع جعله إيجابياً بشكل أو بآخر، ولكنه سيعاني من لوم نفسه له، وإن كان إيجابياً فطوبى لمجتمعه به. كم ممن تخرّج من هذا الصرح ممن لا يزالون يُذكرون بخير من كل الأساتذة، ويشهد لهم زملاؤهم بتركهم أثراً لا يمحى، وآخرون للتو تخرجوا وقد نسيهم كل من هنا تقريباً، وآخرون لا يشهد لهم إلا زملاؤهم أوأساتذتهم. فأي هؤلاء تود أن تكون؟ وفي الأثر أن من يمر بمكان فهو أحد ثلاثة، فإما أن يخرج مأجوراً وليس عليه ذنب، أو يخرج مخذولاً وليس له حسنة، أو يخرج لا له ولا عليه.
فطوبى لمن خرج من الدنيا مأجوراً غير مخذول، أو على الأقل ليس له ولا عليه. إن أكثر مرحلة قد يتذكرها أحدنا يوماً ما هي التي نمر بها الآن كطلاب، وهي قصيرة ولن تعود لذلك يجب أن تكون مثالية، ولمن لم يكتشف موهبته ومنحة الله له حتى الآن دعني أخبرك أنك إذا لم تستطع اكتشاف ذاتك الآن فلن تستطيع اكتشافها لاحقاً، وهكذا سيبقى المجتمع مليئاً بالعاديين واليائسين.
اترك بصمتك، فهذه وصيتي، وتخطَ مد بصرك، تفوق على نفسك، ولتجعل المدرسة والمجتمع والوطن والأمة تفخر بك، بدلاً من كونك تفخر بهم وأنت عالة عليهم. وها أنا حططت رحالي آملاً من الله أن يخرج كل واحد من هنا تاركاً بصمته التي يتذكره الناس بها ويذكر نفسه بها في لحظات الإحباط واليأس، فاغفروا لنا زلاتنا وسامحونا على تقصيرنا. وفقكم الله أجمعين وتذكروا أن هناك فرقاً بين من يستطيع تغيير العالم، ومن بدأ بالفعل في تغيير العالم. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
* مرشدة أسرية وتربوية
{{ article.visit_count }}
وبدءاً من إداريي الجامعية، ومكتب الإرشاد الاجتماعي، مروراً بالأساتذة بحلوهم ومرهم، وصولاً إلى المرشدين الناصحين، إن أسوأ ما يمكن أن يحدث للإنسان أن يخرج من مكانٍ دون أن يترك أثراً، ولكن من تنعدم لديه القدرة على ترك أثر يجب أن يراجع صفته بحمل مسمى إنسان، إن أفضل ما يستطيع الإنسان فعله هو ترك أثر، فإن كان سلبياً فسيستطيع جعله إيجابياً بشكل أو بآخر، ولكنه سيعاني من لوم نفسه له، وإن كان إيجابياً فطوبى لمجتمعه به. كم ممن تخرّج من هذا الصرح ممن لا يزالون يُذكرون بخير من كل الأساتذة، ويشهد لهم زملاؤهم بتركهم أثراً لا يمحى، وآخرون للتو تخرجوا وقد نسيهم كل من هنا تقريباً، وآخرون لا يشهد لهم إلا زملاؤهم أوأساتذتهم. فأي هؤلاء تود أن تكون؟ وفي الأثر أن من يمر بمكان فهو أحد ثلاثة، فإما أن يخرج مأجوراً وليس عليه ذنب، أو يخرج مخذولاً وليس له حسنة، أو يخرج لا له ولا عليه.
فطوبى لمن خرج من الدنيا مأجوراً غير مخذول، أو على الأقل ليس له ولا عليه. إن أكثر مرحلة قد يتذكرها أحدنا يوماً ما هي التي نمر بها الآن كطلاب، وهي قصيرة ولن تعود لذلك يجب أن تكون مثالية، ولمن لم يكتشف موهبته ومنحة الله له حتى الآن دعني أخبرك أنك إذا لم تستطع اكتشاف ذاتك الآن فلن تستطيع اكتشافها لاحقاً، وهكذا سيبقى المجتمع مليئاً بالعاديين واليائسين.
اترك بصمتك، فهذه وصيتي، وتخطَ مد بصرك، تفوق على نفسك، ولتجعل المدرسة والمجتمع والوطن والأمة تفخر بك، بدلاً من كونك تفخر بهم وأنت عالة عليهم. وها أنا حططت رحالي آملاً من الله أن يخرج كل واحد من هنا تاركاً بصمته التي يتذكره الناس بها ويذكر نفسه بها في لحظات الإحباط واليأس، فاغفروا لنا زلاتنا وسامحونا على تقصيرنا. وفقكم الله أجمعين وتذكروا أن هناك فرقاً بين من يستطيع تغيير العالم، ومن بدأ بالفعل في تغيير العالم. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
* مرشدة أسرية وتربوية