إعداد: الدكتورة سحر سعد/ استشاري الأمراض الروماتزمية وهشاشة العظام/ عضو جمعية أصدقاء الصحة

أمراض الروماتويد المفصلي من الأمراض الروماتزمية المناعية والمزمنة التي لها تأثير شديد على المريض في كثير من جوانب الحياة، ومعدل الإصابة به 1%‏ . ويمر مريض الروماتويد بأوقات صعبة حين يكون المرض في حالة نشاط ويعاني المريض من آلام المفاصل وتورمها وتيبسها في الصباح عند الاستيقاظ من النوم. ويفقد المريض قدرته على أداء أنشطته اليومية المعتادة، وأيضاً يقلل من مستوى أدائه في العمل ويؤثر سلباً على حياته وعلاقاته الاجتماعية وحياته اليومية.

في البداية يجب على مريض الروماتويد فور تشخيصه أن يلتزم التزاماً كاملاً بالعلاج وبمراجعة الطبيب حتى يتم الاستقرار على جرعات العلاج أو تغيير العلاج في حالة عدم التحسن. وعلاج مرض الروماتويد ليس فقط بتناول الأدوية، ولكن الحالة النفسية للمريض تلعب دوراً مهماً فى استجابته للعلاج ؛ فالحزن والشعور بالكآبة له أثر سلبي على الجهاز المناعي ويزيد من حدة ونشاط الروماتويد، ولهذا اعتناء المريض بنفسه عامل مهم وله أثر إيجابي.

ونمط الحياة الصحي للمريض واختيار نظام حياتي وغذائي ورياضي مناسب يساعدان المريض على الاستقرار وخمول المرض، والرياضة تمثل جزءاً مهماً وعاملاً مساعداً لما لها من أثر إيجابي على الحالة العامة لمريض الروماتويد؛ فمريض الروماتويد يعانى من آلام مفاصله وتيبسها، ما يؤدي إلى قلة الحركة وضعف وضمور العضلات، ولهذا يجب على المريض محاولة استمرار النشاط البدني عن طريق الرياضة، مثل تمارين شد وإطالة العضلات لتزيد مرونة الجسم، إضافة إلى تمارين تقوية العضلات، ومنها رياضة المشي، واليوجا والبلاتيس من الرياضات المفيدة، وللتغذيه أيضاً دور مهم ومهم الاعتياد على تناول أكل صحي ومتوازن ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الأغذية التي لها تأثير مضاد للالتهاب ومن أمثلتها الأسماك الدهنية وسمك التونة والأطعمة الغنية بأوميجا 3 وأيضاً الفواكه الملونة والخضروات الورقية الطازجة والحبوب الكاملة والأرز البني والشوفان، والامتناع عن التدخين لما له من آثار سلبية وأضرار صحية خطِرة، وهو من العوامل المسببة للإصابة ببعض أنواع الأمراض الروماتزمية المناعية، وأيضاً التدخين السلبي له نفس الأثر، والمحافظة على وزن مثالي واتباع حمية غذائية لتخفيض الوزن مهم جداً لمريض الروماتويد لأن زيادة الوزن على المفاصل يزيد الالتهاب والألم ويؤدي إلى الإصابة يخشونة المفاصل فى سن مبكّر، ومن ناحية أخرى الوزن الزائد يؤدي إلى صعوبة الحركة، ويكون عائقاً أمام ممارسة أي نوع من الرياضة، ومن أكثر المفاصل تأثراً مفاصل الفخذ والركبة والكاحل والعمود الفقري، والتوتر العصبي والتعرض لضغوط نفسية من الأشياء التي لها دور في زيادة نشاط الروماتويد وزيادة آلام المفاصل وآلام العضلات وصعوبة الوصول إلى مرحلة خمول المرض، ولهذا أنصح مريض الروماتويد بالتحدث مع طبيبه المعالج وأيضاً إعطاء المريض نفسه خلوة للاسترخاء والراحة وتصفية الذهن والتأمل والتدرب على ذلك من خلال الاشتراك مع مجموعة، ما يحفزه على المواظبة والاستمرار والالتزام وأقول لمريض الروماتويد تعلم أن تنظم يومك واكتب أولوياتك الأهم فالأقل أهمية، وضع خطة ليومك واعرف كيف تحافظ على طاقتك. قسم يومك وأعطِ نفسك فترة محددة لكل عمل تحتاج القيام به لتجعل يومك سهلاً وغير شاق واختَر أفضل أوقاتك وأنت بطاقة جيدة للقيام بالأعمال والمهمات الأصعب ومريضة الروماتويد أنصحها باستعمال الأجهزه المساعدة للقيام بالأعمال المنزلية والقيام بالطهي ولتسهيل الحركة داخل المنزل، وأيضاً عليها اختيار ملابس وأحذية سهلة في ارتدائها بدون مشقة وحالياً متاح كثير من المعدات التي تسهل حركة مريض الروماتويد في الحالات المصابة بتشوهات في مفاصل اليدين والمفاصل الأخرى فيصبح قادراً على الاعتماد على نفسه في أثناء القيام بالأعمال اليومية، أيضاً ننصح المرضى العاملين بتجنب الجلوس فترات طويلة والقيام والحركة لدقائق ثم العودة للعمل وأخيراً تذكر عزيزي مريض الروماتويد أن علاجك ليس فقط الأدوية والعقاقير ولكن حالتك النفسية، ونمط حياتك، والرياضة، والتغذية السليمة من أساسيات حياتك لتضمن حياة طبيعية خالية من الألم.