الحياة عبارة عن أشخاص ومواقف وأفعال وحقائق وأكاذيب وتجارب ودروس وعبر مؤلمة ومفرحة، يتساقط بها البعض فمنهم من يسقط من القلب وبعضهم من الذاكرة والبعض الآخر يسقط من العين، حينها فقط ندرك حقيقة أن السعادة ليست في عدد الأشخاص حولنا بل في قيمتهم، فلا تجعل الأدوار معكوسة وتحمل هماً أكبر من وزنك فالهم لا يدوم مثلما تفنى السعادة هكذا تفنى الهموم، فانجح من أجل نفسك وحقق حلمك وتجاوز همك، لأنك خلقت ليليق بك أن تكون ضوءاً لا ينطفئ وماءً لا يجف، فلا يكفي أن تكون رقماً مسجلاً على قيد الحياة بل يجب أن تكون على قيد الأمل والحلم والتفاؤل وعلى قيد كل شيء جميل سيحصل ذات يوم، وأنك شيء عظيم أوجده الله لغاية وهدف فقد تتعثر في طريقك وتنكسر وتحزن وتنطفئ روحك لكنك لست بعاجز، أنت وحدك قادر على تفجير طاقتك وصنع سعادتك، واعلم أنك لم تهمل أحداً يوماً ولكن من تسرب من بين يديك يوماً لم يكن متمسكاً بك جيداً، وأن الحياة عبارة عن صفعات مؤلمة ولكن لا بأس نتألم لنتعلم، وهناك شخص يجعلك ترتدي ألف قناع عندما تعيش معه لتنال رضاه؛ فالناس كالأمواج إن سايرتهم أغرقوك وإن عارضتهم أتعبوك، فأسعد نفسك وأسعد الآخرين لأنه بمثابة الغرس تزرعه لغيرك فيثمر في قلبك، فالحياة لا تعطي دروساً مجانية لأحد فحين نقول علمتني الحياة فتأكد أنك دفعت فاتورة الثمن غالية جداً، واعلم أن اليد التي تنهضك عند تعثرك أصدق ألف مرة من يد تصافحك عند الوصول، نحن لسنا مجبرين على تبرير المواقف لمن يسيء الظن بنا، فمن يعرفنا جيداً يفهمنا جيداً، فنقاء القلب ليس عيباً والتغافل ليس غباءً والتسامح ليس ضعفاً والصمت ليس انطواءً بل هو تربية وعبادة. ولقد قيل أن العلاقات كالبورصة إذا رأيت أسهم الاهتمام تنخفض فانسحب قبل أن ينهار اقتصاد كرامتك! فالاهتمام واضح وضوح الشمس ولا يمكن لأحد أن يتصنعه ويتكلف به، لذلك لا تجبر أحداً على الاهتمام بك لأنه إن لم يكن نابعاً من القلب فلن يأتي أبداً، فلا تجبر نفسك على شيء يسبب لك القلق والمرض ولا تسمح لأحد أن يعاملك بمشاعر مؤقتة يأتيك حين يحزن ويمرض وينساك حين يفرح، واترك مسافة كافية بينك وبين الآخرين وارسم حدودك بوضوح وبصراحة للآخرين وبين لهم ما يعجبك وما لا يعجبك، وتأمل في طبيعة عمل زوم الكاميرا فالاقتراب الشديد لا يظهر جمال الصورة، واصمت فلا تحرص على كثر الكلام، واجعل قاعدتك في الحياة الشيء الذي لا يسعدني لا يلزمني!