يميل كثير من الأفراد إلى التفكير بطرق سلبية، وقد يرجع ذلك إلى أسباب عدة، منها الضغط النفسي الزائد والعامل الاقتصادي والاجتماعي وأهمها العامل الوراثي؛ فحين ينشغل الدماغ البشري بالسلبيات ويركز على المخاوف ويتوقع الخطر والتهديدات وينشغل بما هو آت في المستقبل ويضخم الأمور ويصورها على أنها كارثية، ويترك التفكير في الإيجابيات عندها يتعرض لكركعة وكركبة دماغ ويشعر أنه يحمل بجعبته قنبلة موقوتة تحاصره وسوف تنفجر وستدوي في أي لحظة، حينها يصعب العثور على كلمة بعينها أو حتى تذكر موقف أو اسم شخص ما، وقد يصل الأمر إلى عدم التمييز بين الأصوات واختلاط كل شيء بالآخر في ذهن الشخ،؛ وبالتالي ينعكس بشكل سلبي على صحة الفرد ما يعمل على تدمير الخلايا العصبية المسؤولة عن تنظيم الذاكرة والمشاعر والعواطف والتشويش الذهني ليس مرضاً مزمناً، ولكن يمكن تصوره كفيروس متطفل يهجم بطريقة مفاجئة على الدماغ كنوع من رد الفعل، وكأنه جهاز كمبيوتر أصابه فيروس فتوقف عن العمل، وتظهر العديد من الدراسات أن أبرز أسباب التفكير السلبي لدى الأشخاص يرجع إلى الانتقادات والتهكم الذي يتعرض له الفرد من المحيط، وضعف الثقة بالنفس والانسياق خلف المؤثرات والانطواء والحساسية والتشاؤم المفرط وأنه يحصر نظره في الجانب الفارغ من الكوب ولا ينظر إلى الممتلئ منها فنظرته دائماً سلبية سوداوية. وهناك العديد من الطرق والإستراتيجيات للتخلص من كركبة وتشويه الدماغ والتخلص من التفكير السلبي وهو العمل على تنمية الثقة بالنفس عند الشخص ومخالطة الناس الإيجابيين المتفائلين المؤثرين في الحياة، ومحاولة السيطرة على الغضب، والعمل على تطوير الذات عبر القراءة والرسم والكتابة والقيام بمهارات مناسبة، وتغيير الروتين اليومي؛ لأن وهن الروح كفريسة سيؤثر على شعورك للأسوأ، والنوم ساعات كافية، وتجنب الكافيين ولا سيما بعد الظهيرة، والعمل على تعزيز قدرات التفكير، وممارسة مزيد من التمارين الرياضية، ولقد أظهر كثير من الدراسات أن التمارين الرياضية على وجه الخصوص تحسن من مهارات التفكير، وخصوصاً المشي السريع، والعمل على تغيير النظام الغذائي فعدم تناول الطعام بشكل صحي يجعلك أكثر بطئاً، حتى في التفكير، وضع صورة تحفيزية على جدران غرفتك للتغلب على وهن الروح، وتجنب تكرار الأمور المملة، واللعب مع الأطفال قد يكون حلاً مريحاً في بعض الأحيان ويعالج التشويش؛ لأن الطفل ساحر صغير يستطيع ببراءته أن يبعدك عن مشاكلك بضحكة أو صوت مرح أو حضن. قد يبدو الأمر بسيطاً جداً، ولكنه إنساني جداً، وهذا ما يجعله ذا تأثير كبير على حياة البشر. يجب أن يعي الشخص أي إستراتيجية يختار لكي تناسبه؛ فهناك العديد من الإستراتيجيات، مثل: وقف التفكير، والتحويل، والإلهاء؛ فحالة الكركبة والتشويش الدماغي هي حالة مؤقتة عابرة حدثت بصورة مباغتة جعلتك تشعر بأنك غير قادر على فعل أي شيء وحولتك كمزيج من الخمول واليأس وعدم القدرة على الإنتاج، ولكن يجب التفكير والعمل على الخروج بشكل سريع من هذا الصندوق حتى لا تكون إنساناً نمطياً فلنفسك حق عليك.