وليد صبري
* 26 % متوسط معدل السمنة لدى الأطفال في البحرين
* السكري "النوع الثاني" عند الأطفال والسمنة في تزايد مستمر
* علاج السكري من النوع الثاني مدى الحياة
* المتابعة الطبية عن طريق فريق علاجي متكامل
* العطش والتبول والإرهاق والرؤية الضبابية أبرز الأعراض
* عدم الخجل من طلب الدعم النفسي للطفل المريض وعائلته
* الوقاية من المرض باتباع نمط الحياة الصحية
* تقييم إصابة الطفل بالاكتئاب إذا تعرض لتغييرات في النوم والأداء المدرسي
* مضاعفات السكري تؤثر على أعضاء جسم الطفل
كشف استشاري طب الأطفال د. هشام سلامة عن أن "علاج مرض السكري من النوع الثاني يستمر مدى الحياة"، موضحاً أنه "لا أعراض واضحة لإصابة الطفل بالنوع الثاني من المرض، حيث يتطور تدريجياً وببطء، ويتم تشخيصه في أغلب الأحيان بالمصادفة أثناء الفحوصات الطبية الروتينية"، مشيراً إلى أن "الوقاية من المرض باتباع نمط الحياة الصحية".
وأضاف في تصريحات لـ"الوطن" أن "الإحصائيات كشفت عن أن متوسط معدل الإصابة بالسمنة لدى الأطفال في البحرين يصل إلى 26%"، لافتاً إلى أن "السمنة تعد أحد أسباب الإصابة بالسكري من النوع الثاني". ونوه د. سلامة إلى أن "مضاعفات السكري تؤثر على أعضاء جسم الطفل، لاسيما الأوعية الدموية والعين والكلى"، مشدداً على "ضرورة التقييم النفسي للطفل المصاب بالسكري، إذا تعرض لتغييرات في النوم والأداء المدرسي، وإذا استمر شعوره بالحزن لفترة طويلة".
ونصح د. سلامة "بالمتابعة الطبية عن طريق فريق علاجي متكامل يقوده الطبيب المعالج واختصاصي النظم الغذائية، للحفاظ على مستوى السكر في دم الطفل ضمن المعدل الطبيعي قدر الإمكان".
وقال د. سلامة إن "السكري هو حالة مرضية مزمنة تؤثر على تعامل الجسم مع سكر الجلوكوز في الدم، ودون التشخيص والعلاج المبكر يتراكم السكر في الدم ويؤدي إلى الكثير من المضاعفات على المدى الطويل، هذا وقد أعلنت وزارة الصحة في البحرين بداية العام الماضي أن مرض السكري بأنواعه المختلفة يصيب 9.2% من المواطنين وهي النسبة التي تظل الأقل على مستوى دول الخليج، ونسعى لخفضها شرط زيادة وعي المجتمع بمختلف جوانب المرض، والانتباه للعلاقة المتبادلة الوثيقة بين المرض وعوامل الخطورة التي تؤدي إليه خاصةً "السمنة"، سواء عند البالغين والأطفال، حيث تشير آخر الإحصائيات أن متوسط معدل السمنة عند الأطفال في البحرين يقدر بـ حوالي 26%، وهو أيضاً معدل نسعى لعدم زيادته بل الانخفاض عنه".
وذكر أنه "ينبغي معرفة أن هناك العديد من الأنواع لمرض السكري، لكن أكثرها شيوعاً هما النوعان الأول والثاني، حيث ينتج "النوع الأول"، عن انعدام وجود الإنسولين بالدم، أما "النوع الثاني"، فينتج عن زيادة مقاومة الجسم لعمل الإنسولين أو نقص إنتاج الكمية الكافية منه".
وأوضح أنه "عادةً ما يبدأ مرض السكري من النوع الثاني في الظهور عند البالغين، لكن المرض بات في تزايد مستمر بين الأطفال، والسبب الرئيس لذلك هو زيادة معدل "السمنة" بين الأطفال، لذلك سيكون تركيزي في لقائي معكم عن النوع الثاني من مرض السكري عند الأطفال".
وفي رد على سؤال حول كيفية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، أفاد د. سلامة بأن "مرضى السكري من النوع الثاني لا يتمكنون من معالجة الجلوكوز بشكل سليم، وبالتالي يتراكم السكر في مجرى الدم بدلاً من تأديته دوره الطبيعي في تزويد الخلايا التي تشكل العضلات والأنسجة الأخرى بالطاقة، ويأتي معظم السكر في أجسامنا من الطعام الذي نتناوله، وبعد هضم الطعام يدخل السكر إلى مجرى الدم، ثم يتطلب انتقال السكر من مجرى الدم إلى خلايا الجسم وجود "هرمون الإنسولين"، والذي يتم إنتاجه من الغدة التي تقع خلف المعدة المعروفة بالبنكرياس، حيث تفرز الإنسولين في الدم بعدما يتناول الشخص طعامه، ومع دوران الإنسولين، فإنه يسمح للسكر بدخول الخلايا مما يقلل من كمية السكر في مجرى الدم".
وأشار إلى أن "الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري تحدث عندما يصبح الجسم مقاوماً للإنسولين، أو عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الإنسولين، والنتيجة الحتمية هي تراكم السكر في مجرى الدم، وهو ما يمكن أن يتسبب بأعراض ارتفاع سكر الدم".
وفي رد على سؤال حول أعراض المرض، أوضح د. سلامة أنه "في أغلب الأحيان لا توجد أعراض واضحة لمرض السكري من النوع الثاني عند الأطفال حيث يتطور تدريجياً وببطء، حتى أنه قد يتم تشخيصه بالمصادفة أثناءالفحوصات الطبية الروتينية، لكن يجب الانتباه إلى الأعراض التالية عند البعض من الأطفال المصابين بالمرض: العطش الشديد وكثرة التبول، والإرهاق السريع نتيجة نقص السكر داخل خلايا الجسم، والرؤية الضبابية والتقيد تنتج عن تأثر عدستي العينين، أما فقد الوزن، فلا يحدث بدرجة ملفتة للانتباه بين الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الثاني، بعكس الأطفال المصابين بالنوع الأول من السكري، وأضيف هنا معلومة مهمة، وهي إمكانية ظهور مناطق داكنة اللون على الجلد خاصة حول العنق وتحت الإبطين قبل الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وهي من العلامات التحذيرية لاحتمال الإصابة بهذا المرض".
وفيما يتعلق بعوامل الخطورة التي تؤدي للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، أوضح د. سلامة أن "هذاالمرض مثله مثل الكثير من الأمراض المزمنة الأخرى، فلا توجد أسباب قاطعة تؤدي لإصابة بعض الأطفال به دون الآخرين، حتى لو كانت لديهم عوامل خطورة مماثلة لحدوثه، ولكن المؤكد هو وجود عوامل معينة تزيد من خطرالإصابة، وتشمل: زيادة الوزن أو السمنة، وهي عامل خطورة قوي للإصابة بالسكري من النوع الثاني عند الأطفال، وكلما زادت كمية الدهون خاصة حول البطن، زادت مقاومة خلايا الجسم للإنسولين، كما تزيد قلة النشاط البدني عند هؤلاء الأطفال من خطر الإصابة بالمرض، وهناك أيضاً التاريخ العائلي المرضي حيث يزداد خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني لدى الأطفال إذا كان أحد الوالدين أو الإخوة مصاباً به، فضلاً عن العِرق، وهو يعني التركيبة الجينية الوراثية، فالأشخاص من الأصول العرقية من غير العرق الأبيض، هم الأكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني، وهناك أيضاً العمر والجنس، حيث عادةً ما يصاب الأطفال بالمرض في بداية مرحلة المراهقة، والفتيات المراهقات هم الأكثر عرضة للإصابة به بالمقارنة بالفتيان المراهقين، ولا ننسى أيضاً المواليد قبل موعدهم أو ذوي الأوزان المنخفضة، أو المواليد لأم مصابة بالسكري أثناء الحمل، قد يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عند ذات الطفلة أو الطفل".
وتطرق د. سلامة للحديث عن "مضاعفات المرض"، موضحاً أنه "لابد أن نتذكر أهمية الحفاظ على مستوى السكر في دم الطفل المصاب قريباً من المعدل الطبيعي معظم الوقت، حيث يقلل ذلك من خطورة حدوث مضاعفات المرض بصورة كبيرة، والتي إذا ما حدثت قد تؤثر على معظم أعضاء جسم الطفل، بما في ذلك الأوعية الدموية، والأعصاب، والعينان والكليتان، وقد تتطور على مدار عدة سنوات وتشكل إعاقة أو حتى تهدد الحياة".
وفي رد على سؤال حول توقيت الانتباه للإصابة بالمرض عند الأطفال ومن ثم التوجه لزيارة الطبيب، نوه د. سلامة إلى أنه "يجب الرجوع لطبيب الأطفال المختص عند ملاحظة أي أعراض للإصابة بداء السكري من النوع الثاني كما أوضحت سابقاً، وأوصي بعدم الركون لذلك على الإطلاق بل ضرورة إجراء "فحص السكري" للأطفال الذين لديهم زيادة الوزن أو السمنة، والذين قد وصلوا إلى سن البلوغ أو بلغوا 10 سنوات ولديهم عامل "خطورة واحد آخر على الأقل للإصابة بداء السكري من النوع الثاني"، وأعود وأُذَكِّر بأهمها: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، وظهور بقع جلدية سمراء على العنق أو تحت الإبطين".
وفيما يتعلق بتشخيص المرض، قال إنه "إذا كان طبيب الأطفال يشك في الإصابة بداء السكري، فسينصح بإجراء بعض الفحوصات المخبرية المناسبة بحسب كل حالة، وعادةً ما يتطلب تشخيص داء السُّكَّري من النوع الثاني عند الأطفال ظهور نتائج غير طبيعية في "اختبارين على يومين مختلفين"، بالإضافة لبعض الفحوصات للتفرقة بين مرض السكري من النوع الثاني والأول، حيث تختلف استراتيجيات العلاج لكل نوع منهما".
وفي رد على سؤال حول طرق العلاج والمتابعة الطبية المنتظمة، أوضح د. سلامة أن "علاج داء السكري من النوع الثاني، يستمر مدى الحياة ويشمل، اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، ومراقبة سكر الدم، وتناول الأدوية المناسبة للعلاج، وغالباً ما يكون دواء "الميتفورمين" على هيئة حبوب، أو حقن "الليراجلوتايد"،وفي بعض الأحيان تكون هنالك حاجة لاستخدام حقن الإنسولين أيضاً إذا كانت نسبة السكر مرتفعة بشدة، وعادةً ما نستخدم الإنسولين الطويل المفعول مثل "جلارجين"، لعلاج النوع الثاني من مرض السكري عند الأطفال، وقد نلجأ في بعض الأحيان لجراحات لخفض الوزن للمراهقين المصابين بالسمنة بدرجة كبيرة، عندما يكون مؤشركتلة الجسم "BMI" لديهم أكبر من الرقم 35، حيث قد يؤدي فقدان الوزن إلى تهدئة حدة المرض والسيطرة عليه".
وحول المتابعة الطبية للمرض، رأى د. سلامة أن "المتابعة الطبية تكون عن طريق فريق علاجي يضم الطبيب المعالج واختصاصي النظم الغذائية، للحفاظ على مستوى السكر في دم الطفل ضمن المعدل الطبيعي قدر الإمكان، وبالرغم من ذلك، فستظهر بعض المشاكل أحياناً، والتي يلزمها العناية الطبية الفورية مثل انخفاض أو ارتفاع سكر الدم، وارتفاع أحماض الكيتونات، ومع نمو الطفل والتغيرات التي تطرأ عليه، تتغير أيضاً خطة العلاج الخاصة به. هذا ويحتاج هؤلاء الأطفال إلى مواعيد متابعة طبية منتظمة، لفحص مستويات السكر التراكمي A1C، وللتأكد من السيطرة على المرض، مع المتابعة الدورية للنمو، وضغط الدم، ومستويات الكوليسترول، ووظائف الكبد والكلى، واستبعاد الإصابة بمتلازمة تكيس المبيض وانقطاع النفس الانسدادي النومي، بالإضافة لفحصالعين سنوياً".
ونصح د. سلامة أسرة الطفل المريض "بضرورة تشجيعه على القيام بدور فعال على نحو متزايد في التعامل مع كافة جوانب المرض، مع إشراك مشرفي المدرسة التي يذهب إليها الطفل في الإلمام بكافة أوجه المرض وعلاجه".
وشدد على "ضرورة عدم الخجل من طلب الدعم النفسي للطفل المصاب بالسكري خاصةً في عمر المراهقة، وكذلك أفراد أسرته، بعد تشخيص المرض، وكذلك عند ملاحظة أن الطفل حزين بصورة مستمرة، أو يمر بتغييرات كبيرة في عادات النوم أو الأصدقاء أو الأداء الدراسي، ففي تلك الحالة لابد من الإسراع بطلب تقييم إصابته بالاكتئاب".
وفيما يتعلق بالوقاية من مرض السكري من النوع الثاني عند الأطفال، أشار د. سلامة إلى أنه "يمكن الوقاية من المرض بنسب جيدة باتباع نمط الحياة الصحية، حيث يجب تشجيع الأطفال على تناول الأطعمة الصحية، وممارسة المزيد من الأنشطة البدنية، وهو النمط الذي يساعد كذلك على الوقاية من المرض لدى البالغين".
* 26 % متوسط معدل السمنة لدى الأطفال في البحرين
* السكري "النوع الثاني" عند الأطفال والسمنة في تزايد مستمر
* علاج السكري من النوع الثاني مدى الحياة
* المتابعة الطبية عن طريق فريق علاجي متكامل
* العطش والتبول والإرهاق والرؤية الضبابية أبرز الأعراض
* عدم الخجل من طلب الدعم النفسي للطفل المريض وعائلته
* الوقاية من المرض باتباع نمط الحياة الصحية
* تقييم إصابة الطفل بالاكتئاب إذا تعرض لتغييرات في النوم والأداء المدرسي
* مضاعفات السكري تؤثر على أعضاء جسم الطفل
كشف استشاري طب الأطفال د. هشام سلامة عن أن "علاج مرض السكري من النوع الثاني يستمر مدى الحياة"، موضحاً أنه "لا أعراض واضحة لإصابة الطفل بالنوع الثاني من المرض، حيث يتطور تدريجياً وببطء، ويتم تشخيصه في أغلب الأحيان بالمصادفة أثناء الفحوصات الطبية الروتينية"، مشيراً إلى أن "الوقاية من المرض باتباع نمط الحياة الصحية".
وأضاف في تصريحات لـ"الوطن" أن "الإحصائيات كشفت عن أن متوسط معدل الإصابة بالسمنة لدى الأطفال في البحرين يصل إلى 26%"، لافتاً إلى أن "السمنة تعد أحد أسباب الإصابة بالسكري من النوع الثاني". ونوه د. سلامة إلى أن "مضاعفات السكري تؤثر على أعضاء جسم الطفل، لاسيما الأوعية الدموية والعين والكلى"، مشدداً على "ضرورة التقييم النفسي للطفل المصاب بالسكري، إذا تعرض لتغييرات في النوم والأداء المدرسي، وإذا استمر شعوره بالحزن لفترة طويلة".
ونصح د. سلامة "بالمتابعة الطبية عن طريق فريق علاجي متكامل يقوده الطبيب المعالج واختصاصي النظم الغذائية، للحفاظ على مستوى السكر في دم الطفل ضمن المعدل الطبيعي قدر الإمكان".
وقال د. سلامة إن "السكري هو حالة مرضية مزمنة تؤثر على تعامل الجسم مع سكر الجلوكوز في الدم، ودون التشخيص والعلاج المبكر يتراكم السكر في الدم ويؤدي إلى الكثير من المضاعفات على المدى الطويل، هذا وقد أعلنت وزارة الصحة في البحرين بداية العام الماضي أن مرض السكري بأنواعه المختلفة يصيب 9.2% من المواطنين وهي النسبة التي تظل الأقل على مستوى دول الخليج، ونسعى لخفضها شرط زيادة وعي المجتمع بمختلف جوانب المرض، والانتباه للعلاقة المتبادلة الوثيقة بين المرض وعوامل الخطورة التي تؤدي إليه خاصةً "السمنة"، سواء عند البالغين والأطفال، حيث تشير آخر الإحصائيات أن متوسط معدل السمنة عند الأطفال في البحرين يقدر بـ حوالي 26%، وهو أيضاً معدل نسعى لعدم زيادته بل الانخفاض عنه".
وذكر أنه "ينبغي معرفة أن هناك العديد من الأنواع لمرض السكري، لكن أكثرها شيوعاً هما النوعان الأول والثاني، حيث ينتج "النوع الأول"، عن انعدام وجود الإنسولين بالدم، أما "النوع الثاني"، فينتج عن زيادة مقاومة الجسم لعمل الإنسولين أو نقص إنتاج الكمية الكافية منه".
وأوضح أنه "عادةً ما يبدأ مرض السكري من النوع الثاني في الظهور عند البالغين، لكن المرض بات في تزايد مستمر بين الأطفال، والسبب الرئيس لذلك هو زيادة معدل "السمنة" بين الأطفال، لذلك سيكون تركيزي في لقائي معكم عن النوع الثاني من مرض السكري عند الأطفال".
وفي رد على سؤال حول كيفية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، أفاد د. سلامة بأن "مرضى السكري من النوع الثاني لا يتمكنون من معالجة الجلوكوز بشكل سليم، وبالتالي يتراكم السكر في مجرى الدم بدلاً من تأديته دوره الطبيعي في تزويد الخلايا التي تشكل العضلات والأنسجة الأخرى بالطاقة، ويأتي معظم السكر في أجسامنا من الطعام الذي نتناوله، وبعد هضم الطعام يدخل السكر إلى مجرى الدم، ثم يتطلب انتقال السكر من مجرى الدم إلى خلايا الجسم وجود "هرمون الإنسولين"، والذي يتم إنتاجه من الغدة التي تقع خلف المعدة المعروفة بالبنكرياس، حيث تفرز الإنسولين في الدم بعدما يتناول الشخص طعامه، ومع دوران الإنسولين، فإنه يسمح للسكر بدخول الخلايا مما يقلل من كمية السكر في مجرى الدم".
وأشار إلى أن "الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري تحدث عندما يصبح الجسم مقاوماً للإنسولين، أو عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الإنسولين، والنتيجة الحتمية هي تراكم السكر في مجرى الدم، وهو ما يمكن أن يتسبب بأعراض ارتفاع سكر الدم".
وفي رد على سؤال حول أعراض المرض، أوضح د. سلامة أنه "في أغلب الأحيان لا توجد أعراض واضحة لمرض السكري من النوع الثاني عند الأطفال حيث يتطور تدريجياً وببطء، حتى أنه قد يتم تشخيصه بالمصادفة أثناءالفحوصات الطبية الروتينية، لكن يجب الانتباه إلى الأعراض التالية عند البعض من الأطفال المصابين بالمرض: العطش الشديد وكثرة التبول، والإرهاق السريع نتيجة نقص السكر داخل خلايا الجسم، والرؤية الضبابية والتقيد تنتج عن تأثر عدستي العينين، أما فقد الوزن، فلا يحدث بدرجة ملفتة للانتباه بين الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الثاني، بعكس الأطفال المصابين بالنوع الأول من السكري، وأضيف هنا معلومة مهمة، وهي إمكانية ظهور مناطق داكنة اللون على الجلد خاصة حول العنق وتحت الإبطين قبل الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وهي من العلامات التحذيرية لاحتمال الإصابة بهذا المرض".
وفيما يتعلق بعوامل الخطورة التي تؤدي للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، أوضح د. سلامة أن "هذاالمرض مثله مثل الكثير من الأمراض المزمنة الأخرى، فلا توجد أسباب قاطعة تؤدي لإصابة بعض الأطفال به دون الآخرين، حتى لو كانت لديهم عوامل خطورة مماثلة لحدوثه، ولكن المؤكد هو وجود عوامل معينة تزيد من خطرالإصابة، وتشمل: زيادة الوزن أو السمنة، وهي عامل خطورة قوي للإصابة بالسكري من النوع الثاني عند الأطفال، وكلما زادت كمية الدهون خاصة حول البطن، زادت مقاومة خلايا الجسم للإنسولين، كما تزيد قلة النشاط البدني عند هؤلاء الأطفال من خطر الإصابة بالمرض، وهناك أيضاً التاريخ العائلي المرضي حيث يزداد خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني لدى الأطفال إذا كان أحد الوالدين أو الإخوة مصاباً به، فضلاً عن العِرق، وهو يعني التركيبة الجينية الوراثية، فالأشخاص من الأصول العرقية من غير العرق الأبيض، هم الأكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني، وهناك أيضاً العمر والجنس، حيث عادةً ما يصاب الأطفال بالمرض في بداية مرحلة المراهقة، والفتيات المراهقات هم الأكثر عرضة للإصابة به بالمقارنة بالفتيان المراهقين، ولا ننسى أيضاً المواليد قبل موعدهم أو ذوي الأوزان المنخفضة، أو المواليد لأم مصابة بالسكري أثناء الحمل، قد يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عند ذات الطفلة أو الطفل".
وتطرق د. سلامة للحديث عن "مضاعفات المرض"، موضحاً أنه "لابد أن نتذكر أهمية الحفاظ على مستوى السكر في دم الطفل المصاب قريباً من المعدل الطبيعي معظم الوقت، حيث يقلل ذلك من خطورة حدوث مضاعفات المرض بصورة كبيرة، والتي إذا ما حدثت قد تؤثر على معظم أعضاء جسم الطفل، بما في ذلك الأوعية الدموية، والأعصاب، والعينان والكليتان، وقد تتطور على مدار عدة سنوات وتشكل إعاقة أو حتى تهدد الحياة".
وفي رد على سؤال حول توقيت الانتباه للإصابة بالمرض عند الأطفال ومن ثم التوجه لزيارة الطبيب، نوه د. سلامة إلى أنه "يجب الرجوع لطبيب الأطفال المختص عند ملاحظة أي أعراض للإصابة بداء السكري من النوع الثاني كما أوضحت سابقاً، وأوصي بعدم الركون لذلك على الإطلاق بل ضرورة إجراء "فحص السكري" للأطفال الذين لديهم زيادة الوزن أو السمنة، والذين قد وصلوا إلى سن البلوغ أو بلغوا 10 سنوات ولديهم عامل "خطورة واحد آخر على الأقل للإصابة بداء السكري من النوع الثاني"، وأعود وأُذَكِّر بأهمها: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، وظهور بقع جلدية سمراء على العنق أو تحت الإبطين".
وفيما يتعلق بتشخيص المرض، قال إنه "إذا كان طبيب الأطفال يشك في الإصابة بداء السكري، فسينصح بإجراء بعض الفحوصات المخبرية المناسبة بحسب كل حالة، وعادةً ما يتطلب تشخيص داء السُّكَّري من النوع الثاني عند الأطفال ظهور نتائج غير طبيعية في "اختبارين على يومين مختلفين"، بالإضافة لبعض الفحوصات للتفرقة بين مرض السكري من النوع الثاني والأول، حيث تختلف استراتيجيات العلاج لكل نوع منهما".
وفي رد على سؤال حول طرق العلاج والمتابعة الطبية المنتظمة، أوضح د. سلامة أن "علاج داء السكري من النوع الثاني، يستمر مدى الحياة ويشمل، اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، ومراقبة سكر الدم، وتناول الأدوية المناسبة للعلاج، وغالباً ما يكون دواء "الميتفورمين" على هيئة حبوب، أو حقن "الليراجلوتايد"،وفي بعض الأحيان تكون هنالك حاجة لاستخدام حقن الإنسولين أيضاً إذا كانت نسبة السكر مرتفعة بشدة، وعادةً ما نستخدم الإنسولين الطويل المفعول مثل "جلارجين"، لعلاج النوع الثاني من مرض السكري عند الأطفال، وقد نلجأ في بعض الأحيان لجراحات لخفض الوزن للمراهقين المصابين بالسمنة بدرجة كبيرة، عندما يكون مؤشركتلة الجسم "BMI" لديهم أكبر من الرقم 35، حيث قد يؤدي فقدان الوزن إلى تهدئة حدة المرض والسيطرة عليه".
وحول المتابعة الطبية للمرض، رأى د. سلامة أن "المتابعة الطبية تكون عن طريق فريق علاجي يضم الطبيب المعالج واختصاصي النظم الغذائية، للحفاظ على مستوى السكر في دم الطفل ضمن المعدل الطبيعي قدر الإمكان، وبالرغم من ذلك، فستظهر بعض المشاكل أحياناً، والتي يلزمها العناية الطبية الفورية مثل انخفاض أو ارتفاع سكر الدم، وارتفاع أحماض الكيتونات، ومع نمو الطفل والتغيرات التي تطرأ عليه، تتغير أيضاً خطة العلاج الخاصة به. هذا ويحتاج هؤلاء الأطفال إلى مواعيد متابعة طبية منتظمة، لفحص مستويات السكر التراكمي A1C، وللتأكد من السيطرة على المرض، مع المتابعة الدورية للنمو، وضغط الدم، ومستويات الكوليسترول، ووظائف الكبد والكلى، واستبعاد الإصابة بمتلازمة تكيس المبيض وانقطاع النفس الانسدادي النومي، بالإضافة لفحصالعين سنوياً".
ونصح د. سلامة أسرة الطفل المريض "بضرورة تشجيعه على القيام بدور فعال على نحو متزايد في التعامل مع كافة جوانب المرض، مع إشراك مشرفي المدرسة التي يذهب إليها الطفل في الإلمام بكافة أوجه المرض وعلاجه".
وشدد على "ضرورة عدم الخجل من طلب الدعم النفسي للطفل المصاب بالسكري خاصةً في عمر المراهقة، وكذلك أفراد أسرته، بعد تشخيص المرض، وكذلك عند ملاحظة أن الطفل حزين بصورة مستمرة، أو يمر بتغييرات كبيرة في عادات النوم أو الأصدقاء أو الأداء الدراسي، ففي تلك الحالة لابد من الإسراع بطلب تقييم إصابته بالاكتئاب".
وفيما يتعلق بالوقاية من مرض السكري من النوع الثاني عند الأطفال، أشار د. سلامة إلى أنه "يمكن الوقاية من المرض بنسب جيدة باتباع نمط الحياة الصحية، حيث يجب تشجيع الأطفال على تناول الأطعمة الصحية، وممارسة المزيد من الأنشطة البدنية، وهو النمط الذي يساعد كذلك على الوقاية من المرض لدى البالغين".