وليد صبري

حذر استشاري أمراض الأطفال د. هشام سلامة من "صيام الأطفال المصابين بالأمراض المزمنة والتي يؤثر فيها الصوم سلبياً علي الحالة الصحية للطفل، مشيراً إلى أن "مرض أنيميا نقص عنصر الحديد "فقر الدم"، يعد من الأمراض الشائعة التي يجب الانتباه إليها قبل اتخاذ قرار بدء الطفل بالصوم".

وأضاف في تصريحات لـ"الوطن"، أن "هناك بعض الأمراض المزمنة والتي لا ينصح بصوم الأطفال المصابين بها، ومثال ذلك مرض السكري والذي يستوجب العلاج المنتظم مع التوازن المستمر بين نوع الطعام وعدد السعرات الحرارية التي يتلقاها الطفل، والعلاج الدوائي، والنشاط الحركي والقياسات المتكررة لمستوي سكر الجلوكوز بالدم، وكذلك الأمراض المزمنة الأخرى التي قد تصيب الأطفال، مثل أمراض تكسر الدم الوراثية، ومرض كرونز، ومرض التليف الكيسي، وغيرها من الأمراض التي تتأثر سلباً بالصيام".

وقال د. سلامة "لا أنصح بالصوم للأطفال الذين يعانون من الأمراض المزمنة، والتي يؤثر فيها الصوم سلبياً علي الحالة الصحية للطفل، وتعتبر أنيميا نقص عنصر الحديد "فقر الدم"، من الأمراض الشائعة التي يجب الانتباه إليها قبل اتخاذ قرار بدء الطفل بالصوم، حيث تستوجب تأجيل البدء في الصيام للعام التالي وبعد أن يتم علاج المرض بكفاءة، وهو الأمر الذي ينطبق على نقص بعض العناصر الغذائية الأخرى والمهمة للنمو والتطور وأمثلة ذلك، "نقص ڤيتامين دال"، أو "ب 12" أو عنصر الزنك وغيرها، حتي لو بدا لنا الطفل سليماً ظاهرياً".

وشدد د. سلامة على أن "المنهج المثالي أنه لا إكراه في صيام الأطفال بل تشجيع، ونوضح أسباب وجوب الصيام، ثم نترك الأمر للأطفال، يصومون نصف أو طوال اليوم أحياناً، وأحياناً أخرى لا يصومون على الإطلاق، فالأمر متروك لهم في البداية للقيام بذلك عندما يشعرون أنه يمكنهم الالتزام به، لذا فإن كل ما يكسبونه يأتي منهم ومن دوافعهم الداخلية، وليس من الأهل، لذلك فأنا أحبذ اتخاذ قرار صيام الأطفال بين ثلاثة أطراف مجتمعين، وهم الطفل والأهل وطبيب الأطفال، والبداية تكون بحوار الأهل مع الطفل وتعليمه علاقة الصيام بديننا الحنيف والحكمة السامية من فرضه علي المسلمين، وعند التيقن من فهمه لذلك، يمكننا أن نستطلع قدرته علي الصيام، حيث يعقب ذلك الحوار جلسة مناقشة بين الأطراف الثلاث عن الحالة الصحية للطفل بشقيها النفسية والجسدية قبل اتخاذ قرار البدء في الصيام، والذي أكرر أنه يجب أن يشارك الطفل في اتخاذه بإيجابية".