في إحدى الغابات كانت هناك أسرة من الأرانب تضم الأرنبة الأم وأرنوب صغير وأرنوبة شقيقته، وكانوا جميعاً يعيشون في سعادة وهناء.

كان للأرنوب الصغير نقطة ضعف وحيدة، فقد كان عاشقاً ومولعاً باللعب مع الفراشات الصغار، كان أينما حل ووجد الفراشات يطرن ويحلقن في السماء أو يتنقلن بين الورود والأشجار ركض خلفهن وتناسى كل شيء، لم يكن ليفكر بماذا من الممكن أن يحل عليه إن ذهب وغاب بعيداً عن المنزل وطال غيابه.

كانت والدته دوماً قلقة عليه وتخشى أن يصيبه مكروهاً بسبب أخطائه المتكررة بخلاف أخته الأرنوبة والتي تمتاز عنه بسماعها لكلام والدته الأرنوبة الأم وتنفيذه بالحرف الواحد.

كانت بكل يوم تحذر الأرنوبة الأم الأرنوب ابنها الصغير من الثعلب ومن مدى خطورته، كانت تحذره من الابتعاد عن المنزل، ولكن كيف يسمع وهو آذانه وقلبه وعينيه الجميع معلق بشيء واحد وهو حب الفراشات وعشق اللعب معها.

وفي أحد الأيام أرادت الأم أن تجهز لهما طعاماً فطلبت من صغيريها الذهاب وشراء الجزر، وبالفعل ذهبت أرنوبة الصغيرة مع شقيقها أرنوب للسوق لشراء ما طلبته منهما والدتهما، وأثناء سيرهما بالغابة رأى أرنوب الفراشات من بعيد، وعلى الفور اتجه نحوها وركض خلفها وعلى الرغم من كل نداءات أرنوبة الصغيرة لاسترجاعه إلا أنه لم يكن ليلبي النداء باستثناء نداء نفسه ورغباته.

ركضت خلفه أرنوبة الصغيرة خوفا عليه وخشية أن يصيبه مكروهاً على الرغم من كونه الأكبر سناً، أمسكته من يده وأعادته لوالدته بعدما مر الكثير من الوقت، كانت الأرنبة الأم قلقة على صغيريها لتأخرهما بالخارج حتى أنها ذهبت للسوق ولم تجدهما هناك، وسألت الباعة فأخبروها أنهما لم يأتيا

وعندما عادت للمنزل ودموعها تغرق وجهها وجدتهما في انتظارهما، قصت الأرنوبة الصغيرة ما حدث، وما كان من والدته إلا أنها عاقبته على فعلته، فقد تسبب في قلق والدته وخوف شقيقته، اضطرت والدته لمعاقبته، لم تجد حلاً آخر لتفعله، نصحته كثيراً وحذرته كثيراً.

وباليوم التالي كان أرنوب الصغير معاقبا، لذلك خرجت الأرنوبة الأم للسوق لشراء الاحتياجات واصطحبت معها ابنتها أرنوبة الصغيرة، وتركت أرنوب الصغير بالمنزل عقاباً له على ما قدمت يداه، وكانت الأم بطيبة قلبها قد صنعت لأجله خصيصاً قالب الكعك بالجزر الشهي الذي يحبه، وبعضاً من الشاي الساخن حتى لا يصيبه الجوع أثناء غيابهما.

وبعد رحيل والدته وأخته أرنوبة الصغيرة شعر بالملل فقرر أن يفتح نافذة المنزل وينظر بالخارج، وإذا به يرى العديد من الفراشات الملونة الجميلة، وعلى الفور يتجه نحو باب المنزل ويقوم بفتحه، ويخرج للخارج ويشرع في اللعب مع أحباء قلبه.

كان هناك من يتابعه من بعيد ويسترق النظر إليه، كان على يقين ودراية بنقطة ضعفه، لقد كان الثعلب والذي كان يقترب منه شيئاً فشيئاً بحيلة منه، فكر الثعلب أنه لو اقترب من الأرنب الصغير مرة واحدة وشن هجوماً عليه، فبالتأكيد سيلوذ الأرنب الصغير بالفرار ولن يتمكن من اللحاق به، لذلك اقترب منه وجعله يعتقد أنه صديقه، بل وشاركه في اللعب مع الفراشات، وأخيراً ساقه لمنزله بحجة أنه يمتلك الكثير من الفراشات بمنزله.

ذهب الأرنب الصغير المسكين مع الثعلب لمنزله، وهناك كان الأرنب يضع ماء على النار ليطهي الأرنب ويقوم بأكله، وقد جعل الأرنب الصغير يعتقد أنه يعد له الطعام.

في هذه الأثناء كانت الأم عائدة من السوق ومرت بتروي وهدوء بجوار منزل الثعلب ولكنها استمعت لصوت صغيرها، فاقتربت بهدوء وتأكدت من وجوده بداخل منزل الثعلب

انقض الثعلب على صغيرها والذي كان يرتعب من شدة الخوف، ففكرت الأرنوبة الصغيرة في خطة، قامت بالطرق على النافذة فرآها الثعلب وركض ليصطادها طمعاً في كثرة الطعام، ولكن سقط في حفرة كانت الأرنبة الأم والأرنوبة الصغيرة قامتا بحفرها، لم يجد الثعلب من يساعده على الخروج من الحفرة.

تعلم أرنوب الصغير الدرس وصار دوماً يستمع لولدته التي تحبه وتريد له الخير.