رؤى الحايكي
لقد كتبت في مقال سابق عن تفاقم ظاهرة سلبية، هي مراقبة الناس بعضهم لبعض في المجتمع، وكيف أن جائحة كورونا (كوفيد 19) وعلى الرغم من أنها قد قلبت موازين الحياة رأساً على عقب، لم تتمكن من قلب هذه المفاهيم وتغييرها في عقول تلك الفئة من الناس. بل على العكس؛ فقد أصبح فضولها شغفاً وهواية ومراقبتها للناس شغلاً شاغلاً. ولا ننسى أننا في زمن قنوات التواصل الاجتماعي لذلك يسهل تفشي ظاهرة مراقبة الآخرين، بل الوصول إلى درجة الهوس بحياتهم بسبب مراقبة أدق التفاصيل، مثل إنجازاتهم ومشاعرهم وخططهم المستقبلية.
والسبب وراء كل ذلك هو تفاقم أزمة قلة الثقة الداخلية بالنفس والبعد عن الانشغال بالذات وتطويرها، والأهم نسيان أساسيات حياتية مهمة مثل النعم الإلهية التي ينعمون بها، والانشغال بالنفس وتطويرها والقناعة كنز لا يفنى والأرزاق بيد الله وحده. ويتفق المختصون على أن ظاهرة مراقبة الغير والتمادي فيها من الظواهر السلبية التي تؤثر على الإنسان سلباً وتبعده عن التفكير في تطوره وسيره إلى الأمام، وبالتالي فهي تؤثر على مستقبله سلباً. إن مراقبة الغير وتحليل حياتهم ومقارنتها بغيرها لا يثمر إلا حسداً وغيظاً وحقداً، ويبعد الإنسان عن صفات مثل محبة الآخرين وحب الخير لهم والرضا والسلام الداخلي، ومن بعدها تسوء العلاقات الاجتماعية؛ وذلك بسبب ما يحمله الإنسان في قلبه من غيظ وحسد لغيره، ويتبدد الاستقرار النفسي بين الناس ويصبح بعدها الإنسان وحيداً منبوذاً، وإن كان وسط الزحام.
لذلك وجب على الإنسان أن يركز شغله الشاغل على إصلاح نفسه وتخليصها من عيوبها؛ فمن انشغل بغيره فلا يمكنه رؤية أخطائه وعيوبه، ولا يمكنه إدراك نقصه بل على العكس سوف تحجب أنانية مكاشفته لنفسه إذا حاول ذلك، وسيستمر مراقباً غيره متطفلاً على حياة الناس بغير وعي أو إدراك لما يقوم به. وهناك فئة أخرى تفوق الفئة السابقة مراقبة لغيرها وتتميز بأنها تراقب وتحاسب وتنصح الغير بكل استعلاء، وكأن الكمال صفة من صفاتها.
هذه الفئة من الناس يتملكهم الغرور والوهم بعظمة الذات لذلك تراهم يمارسون سلطة المراقب والمحاسب ويشعرون طيلة الوقت بأنهم الأعلى شأناً ورتبةً. لقد وددت في مقالي اليوم أن أركز أكثر على سلبيات هذه الظاهرة وأنصح بمراقبة عيوب النفس وتطويرها، فمن راقب نفسه فقد صلح شأنه.
الخلاصة، طوبى لمن كان شغله عيبه، وكان انشغاله بنفسه تاركاً كل الخلق للخالق، وأسفي على من نسي عيبه وتفرغ لغيره مراقباً الناس ومحاسباً لهم وكأنه الكمال ذاته.
{{ article.visit_count }}
لقد كتبت في مقال سابق عن تفاقم ظاهرة سلبية، هي مراقبة الناس بعضهم لبعض في المجتمع، وكيف أن جائحة كورونا (كوفيد 19) وعلى الرغم من أنها قد قلبت موازين الحياة رأساً على عقب، لم تتمكن من قلب هذه المفاهيم وتغييرها في عقول تلك الفئة من الناس. بل على العكس؛ فقد أصبح فضولها شغفاً وهواية ومراقبتها للناس شغلاً شاغلاً. ولا ننسى أننا في زمن قنوات التواصل الاجتماعي لذلك يسهل تفشي ظاهرة مراقبة الآخرين، بل الوصول إلى درجة الهوس بحياتهم بسبب مراقبة أدق التفاصيل، مثل إنجازاتهم ومشاعرهم وخططهم المستقبلية.
والسبب وراء كل ذلك هو تفاقم أزمة قلة الثقة الداخلية بالنفس والبعد عن الانشغال بالذات وتطويرها، والأهم نسيان أساسيات حياتية مهمة مثل النعم الإلهية التي ينعمون بها، والانشغال بالنفس وتطويرها والقناعة كنز لا يفنى والأرزاق بيد الله وحده. ويتفق المختصون على أن ظاهرة مراقبة الغير والتمادي فيها من الظواهر السلبية التي تؤثر على الإنسان سلباً وتبعده عن التفكير في تطوره وسيره إلى الأمام، وبالتالي فهي تؤثر على مستقبله سلباً. إن مراقبة الغير وتحليل حياتهم ومقارنتها بغيرها لا يثمر إلا حسداً وغيظاً وحقداً، ويبعد الإنسان عن صفات مثل محبة الآخرين وحب الخير لهم والرضا والسلام الداخلي، ومن بعدها تسوء العلاقات الاجتماعية؛ وذلك بسبب ما يحمله الإنسان في قلبه من غيظ وحسد لغيره، ويتبدد الاستقرار النفسي بين الناس ويصبح بعدها الإنسان وحيداً منبوذاً، وإن كان وسط الزحام.
لذلك وجب على الإنسان أن يركز شغله الشاغل على إصلاح نفسه وتخليصها من عيوبها؛ فمن انشغل بغيره فلا يمكنه رؤية أخطائه وعيوبه، ولا يمكنه إدراك نقصه بل على العكس سوف تحجب أنانية مكاشفته لنفسه إذا حاول ذلك، وسيستمر مراقباً غيره متطفلاً على حياة الناس بغير وعي أو إدراك لما يقوم به. وهناك فئة أخرى تفوق الفئة السابقة مراقبة لغيرها وتتميز بأنها تراقب وتحاسب وتنصح الغير بكل استعلاء، وكأن الكمال صفة من صفاتها.
هذه الفئة من الناس يتملكهم الغرور والوهم بعظمة الذات لذلك تراهم يمارسون سلطة المراقب والمحاسب ويشعرون طيلة الوقت بأنهم الأعلى شأناً ورتبةً. لقد وددت في مقالي اليوم أن أركز أكثر على سلبيات هذه الظاهرة وأنصح بمراقبة عيوب النفس وتطويرها، فمن راقب نفسه فقد صلح شأنه.
الخلاصة، طوبى لمن كان شغله عيبه، وكان انشغاله بنفسه تاركاً كل الخلق للخالق، وأسفي على من نسي عيبه وتفرغ لغيره مراقباً الناس ومحاسباً لهم وكأنه الكمال ذاته.