في ظل التحديات التي تواجهها المجتمعات للتصدي لمرض فيروس كورونا وتقليل مخاطره على الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأعراض ومضاعفات المرض، من المهم تسليط الضوء على صحة كبار السن وطرق تعزيزها بنمط شمولي؛ لذا نتطرق إلى ثلاثة جوانب صحية هي كالآتي:
1. الصحة النفسية
بلا شك تلعب الصحة النفسية دوراً مهماً في تعزيز الأداء للعديد من وظائف الجسم وتحديد نوع السلوكات التي ينتهجها الفرد سواء نحو نفسه أو الآخرين (كالعزلة الاجتماعية أو عكس ذلك المشاركة الاجتماعية) أو نحو اختياراته (كاختيار نوع الغذاء أو ممارسة الرياضة من عدمها أو مراجعة الطبيب من عدمه)، الاهتمام بالصحة النفسية لفئة كبار السن من قبل كبير السن نفسه أو من أقربائه أو من خلال البرامج المتخصصة من قبل اختصاصي الصحة النفسية والتأهيل ينبغي أن تكون إحدى أهم الأولويات وخصوصاً في ظل تداعيات جائحة كورونا التي لازمتها جائحة تدهور الصحة النفسية، كالمعاناة من أعراض القلق، والاكتئاب والضغوط النفسية.
الجدير بالذكر أن هنالك عدداً من الدراسات التي أجريت خلال فترة جائحة كورونا في البلدان المرتفعة الدخل أشارت إلى أن كبار السن قد يكونون الأقل عرضة للتأثر السلبي بالجانب النفسي عن غيرهم من الفئات العمرية الأقل سناً، وذلك قد يرجع إلى قدرتهم على السيطرة العاطفية، والحكمة، والموضوعية والمرونة في التعامل مع مشكلات الحياة. ولكن في ذات الوقت توجد أهمية كبيرة لمواصلة الدعم النفسي والاجتماعي لفئة كبار السن من خلال التواصل الاجتماعي بوسائل التواصل الإلكترونية لتقليل مخاطر العزلة الاجتماعية، وتشجيعهم للرجوع إلى مصادر التوعية الموثوقة لتعزيز مستوى الالتزام بالإجراءات الوقائية والاهتمام بجانب التغذية والنشاط البدني، لما له من دور في تعزيز الرفاهية النفسية.
2. النوم الصحي
تؤثر جودة النوم من حيث الانتظام والاكتفاء على صحة الفرد بشكل عام وتشير الأبحاث العلمية إلى أن تدهور جودة النوم ترتبط بمخاطر لأمراض أخرى، منها أمراض الدم والقلب، ومرض السكري، وضعف المناعة، ومشاكل الصحة النفسية. التقدم في العمر هو أحد العوامل التي تترافق مع اضطرابات النوم وما إلى ذلك من أثر سلبي على جودة حياة كبار السن. إن مقدار النوم الموصى به للبالغين هو من 7 إلى 9 ساعات في اليوم وفي عمر الشيخوخة يميل الأفراد إلى النوم بشكل أخف لفترات أقل.
ومن أبرز العوامل المؤثرة على صحة النوم لديهم الأمراض المزمنة (منها ارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل وسرطان البروستاتا، والتهاب المثانة المزمن) وأيضاً الآثار الجانبية لبعض الأدوية لعلاج هذه الاعتلالات، وهنا نجد أن أعراض الأرق (الصعوبة في النوم أو الاستيقاظ من النوم المتكرر) هي الأكثر انتشاراً بين كبار السن بما يقارب 30% إلى 48% بحسب الدراسات العلمية، بالإضافة إلى ذلك أثرت جائحة كورونا من خلال فترات الإغلاق والعزلة الاجتماعية على مستويات هرمون الميلاتونين وجودة انتظام دورة الاستيقاظ والنوم، لذلك ينبغي الاهتمام بنمط وأسلوب الحياة والتأكد من تهيئة بيئة النوم، والتعرض لأشعة الشمس خلال فترات المساء المبكرة، والابتعاد عن تناول المنبهات قبل موعد النوم، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، ومن المهم جداً أيضاً استشارة الطبيب لغرض تشخيص وعلاج اضطرابات النوم.
3. ممارسة النشاط الحركي بانتظام
يكاد لا يخفى على أحد أهمية ممارسة الأنشطة الحركية والرياضية بشكل منتظم على صحة الفرد وخصوصاً كبار السن لما لها من أثر في تعزيز أداء وظائف جهاز القلب والتنفس وأداء الجهاز العضلي المفصلي وجودة الدورة الدموية وتقوية الجهاز المناعي وتحسين المزاج والرفاهية النفسية والعديد من الفوائد التي أثبتتها الأبحاث العلمية المتخصصة؛ لذا من المهم أن نشير إلى الكم الموصى به للنشاط الحركي من قبل منظمة الصحة العالمية، إذ ينبغي على كبير السن أن يمارس النشاط البدني على الأقل 150 دقيقة بالأسبوع (ما يقارب 30 دقيقة خلال خمسة أيام من الأسبوع) بمستوى متوسط الشدة. وقد يلقى البعض من كبار السن صعوبة في عملية التأقلم أو الحافز نحو ممارسة بعض الأنشطة الحركية كالمشي وخصوصاً مع إجراءات التباعد الاجتماعي أو البقاء فترات طويلة بالمنزل، لذا من المهم الحرص على ضبط الجدول اليومي بتحديد أوقات خاصة لممارسة الرياضة المنزلية التي قد تشمل الرياضات الهوائية، والمرونة، والتوازن أو التقوية، ومن جانب آخر لا بد من الالتزام الجيد بكافة الضوابط والتعليمات الصادرة للحد من انتشار فيروس كورونا عند ممارسة الرياضة في الأماكن الخارجية المفتوحة لضمان السلامة والحماية. ومع الفرص التي أتيحت من خلال التأهيل عن بعد، سيكون من الملائم جداً مراجعة اختصاصي العلاج الطبيعي من خلال خدمة الاستشارات عن بعد وأخذ النصائح عن مزاولة الرياضة بالشكل الصحيح والأنسب.
إعداد: الباحث أحمد حسين إبراهيم - مختص في التأهيل الصحي، وعضو جمعية أصدقاء الصحة
1. الصحة النفسية
بلا شك تلعب الصحة النفسية دوراً مهماً في تعزيز الأداء للعديد من وظائف الجسم وتحديد نوع السلوكات التي ينتهجها الفرد سواء نحو نفسه أو الآخرين (كالعزلة الاجتماعية أو عكس ذلك المشاركة الاجتماعية) أو نحو اختياراته (كاختيار نوع الغذاء أو ممارسة الرياضة من عدمها أو مراجعة الطبيب من عدمه)، الاهتمام بالصحة النفسية لفئة كبار السن من قبل كبير السن نفسه أو من أقربائه أو من خلال البرامج المتخصصة من قبل اختصاصي الصحة النفسية والتأهيل ينبغي أن تكون إحدى أهم الأولويات وخصوصاً في ظل تداعيات جائحة كورونا التي لازمتها جائحة تدهور الصحة النفسية، كالمعاناة من أعراض القلق، والاكتئاب والضغوط النفسية.
الجدير بالذكر أن هنالك عدداً من الدراسات التي أجريت خلال فترة جائحة كورونا في البلدان المرتفعة الدخل أشارت إلى أن كبار السن قد يكونون الأقل عرضة للتأثر السلبي بالجانب النفسي عن غيرهم من الفئات العمرية الأقل سناً، وذلك قد يرجع إلى قدرتهم على السيطرة العاطفية، والحكمة، والموضوعية والمرونة في التعامل مع مشكلات الحياة. ولكن في ذات الوقت توجد أهمية كبيرة لمواصلة الدعم النفسي والاجتماعي لفئة كبار السن من خلال التواصل الاجتماعي بوسائل التواصل الإلكترونية لتقليل مخاطر العزلة الاجتماعية، وتشجيعهم للرجوع إلى مصادر التوعية الموثوقة لتعزيز مستوى الالتزام بالإجراءات الوقائية والاهتمام بجانب التغذية والنشاط البدني، لما له من دور في تعزيز الرفاهية النفسية.
2. النوم الصحي
تؤثر جودة النوم من حيث الانتظام والاكتفاء على صحة الفرد بشكل عام وتشير الأبحاث العلمية إلى أن تدهور جودة النوم ترتبط بمخاطر لأمراض أخرى، منها أمراض الدم والقلب، ومرض السكري، وضعف المناعة، ومشاكل الصحة النفسية. التقدم في العمر هو أحد العوامل التي تترافق مع اضطرابات النوم وما إلى ذلك من أثر سلبي على جودة حياة كبار السن. إن مقدار النوم الموصى به للبالغين هو من 7 إلى 9 ساعات في اليوم وفي عمر الشيخوخة يميل الأفراد إلى النوم بشكل أخف لفترات أقل.
ومن أبرز العوامل المؤثرة على صحة النوم لديهم الأمراض المزمنة (منها ارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل وسرطان البروستاتا، والتهاب المثانة المزمن) وأيضاً الآثار الجانبية لبعض الأدوية لعلاج هذه الاعتلالات، وهنا نجد أن أعراض الأرق (الصعوبة في النوم أو الاستيقاظ من النوم المتكرر) هي الأكثر انتشاراً بين كبار السن بما يقارب 30% إلى 48% بحسب الدراسات العلمية، بالإضافة إلى ذلك أثرت جائحة كورونا من خلال فترات الإغلاق والعزلة الاجتماعية على مستويات هرمون الميلاتونين وجودة انتظام دورة الاستيقاظ والنوم، لذلك ينبغي الاهتمام بنمط وأسلوب الحياة والتأكد من تهيئة بيئة النوم، والتعرض لأشعة الشمس خلال فترات المساء المبكرة، والابتعاد عن تناول المنبهات قبل موعد النوم، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، ومن المهم جداً أيضاً استشارة الطبيب لغرض تشخيص وعلاج اضطرابات النوم.
3. ممارسة النشاط الحركي بانتظام
يكاد لا يخفى على أحد أهمية ممارسة الأنشطة الحركية والرياضية بشكل منتظم على صحة الفرد وخصوصاً كبار السن لما لها من أثر في تعزيز أداء وظائف جهاز القلب والتنفس وأداء الجهاز العضلي المفصلي وجودة الدورة الدموية وتقوية الجهاز المناعي وتحسين المزاج والرفاهية النفسية والعديد من الفوائد التي أثبتتها الأبحاث العلمية المتخصصة؛ لذا من المهم أن نشير إلى الكم الموصى به للنشاط الحركي من قبل منظمة الصحة العالمية، إذ ينبغي على كبير السن أن يمارس النشاط البدني على الأقل 150 دقيقة بالأسبوع (ما يقارب 30 دقيقة خلال خمسة أيام من الأسبوع) بمستوى متوسط الشدة. وقد يلقى البعض من كبار السن صعوبة في عملية التأقلم أو الحافز نحو ممارسة بعض الأنشطة الحركية كالمشي وخصوصاً مع إجراءات التباعد الاجتماعي أو البقاء فترات طويلة بالمنزل، لذا من المهم الحرص على ضبط الجدول اليومي بتحديد أوقات خاصة لممارسة الرياضة المنزلية التي قد تشمل الرياضات الهوائية، والمرونة، والتوازن أو التقوية، ومن جانب آخر لا بد من الالتزام الجيد بكافة الضوابط والتعليمات الصادرة للحد من انتشار فيروس كورونا عند ممارسة الرياضة في الأماكن الخارجية المفتوحة لضمان السلامة والحماية. ومع الفرص التي أتيحت من خلال التأهيل عن بعد، سيكون من الملائم جداً مراجعة اختصاصي العلاج الطبيعي من خلال خدمة الاستشارات عن بعد وأخذ النصائح عن مزاولة الرياضة بالشكل الصحيح والأنسب.
إعداد: الباحث أحمد حسين إبراهيم - مختص في التأهيل الصحي، وعضو جمعية أصدقاء الصحة