هدى عبدالحميد

أكد أطباء لـ"الوطن" أن استخدام الكمامة يحد من العدوى والحماية من الأمراض المختلفة وليس فقط كورونا وقد ساهمت في تقليل الإصابة بالإنفلونزا الموسمية وأمراض متلازمة الجهاز التنفسى الحاد والعدوى بالعديد من الفطريات وغيرها من الأمراض التي تنتقل عبر انتشار رذاذ السوائل المعدية عن طريق السعال أو العطس أو التي ينقلها الجو عن طريق الغبار.

وأوضحت اختصاصية الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة بسمة عاطف أن "الكمام صمم لمنع انتقال الكائنات الدقيقة إلى فم وأنف مرتديه لتقليل خطر الإصابة بالأمراض التنفسية والأمراض التى تنتقل بالهواء وقد تكون مسببات المرض فيروسات أو بكتيريا أو فطريات".

وأضافت: "الكمامة تقلل انتشار رذاذ السوائل المعدية عن طريق السعال أو العطس والتي تحمل العديد من الفيروسات والبكتيريا وتساعد مرتديها على تذكر عدم لمس الفم والأنف، حيث تنتقل الجراثيم عند ملامسة سطح ملوث ثم ملامسة الوجه.

وأشارت إلى أن هناك العديد من الأمراض التي تصيب الأطفال وتنتقل عبر الجهاز التنفسي أو عن طريق الرذاذ ومنها الحصبة والجدري المائي والسعال الديكي والإنفلونزا الموسمية ونزلات البرد والدفتيريا والنكاف والبكتيريا العقدية والحمى القرمزية وغيرها وقد تسبب مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا وأخرى، وباستخدام الكمام نقلل من انتشار العدوى مع استخدام التدابير الوقائية الأخرى.

وأضافت: "أيضاً يحمي الكمام الكبار والصغار من العديد من الأمراض المعدية مثل الإنفلونزا بكافة أنواعها ومرض السل وفيروس كورونا والسارس أي متلازمة الجهاز التنفسي الحاد والعدوى بالعديد من الفطريات".

وأوضحت الدكتورة بسمة أن "الدراسات كشفت عن أن لبس الكمام يساعد مرضى الحساسية في تجاوز موسم الخطورة ويقلل من الأعراض المزعجة لها حيث يقلل من استنشاق الأتربة والشوائب العالقة فى الجو، ما يسبب تهيج الجهاز التنفسي والجيوب الأنفية وقد يصل إلى نوبات الربو الحادة ونخلص من ذلك إلى أن الاستخدام الصحيح للكمام وارتداء الجميع لها والتخلص السليم منها يزيد من نسبة الحد من العدوى والحماية من الأمراض المختلفة".

وفي نفس السياق أكدت الطبيبة العامة د. إشراقة برقو "أنه بعد مرور عام ونصف على انتشار الوباء، أصبح ارتداء الكمامة أمراً معتاداً، ومن الضروريات قبل مغادرة المنزل وخلال هذه الفترة أثبتت الكمامة فاعليتها فيما يتعلق بإبطاء انتشار فيروس كورونا بنسب متقاربة لمختلف أنواع الكمامات، وكانت أقنعة KN95 هي الأكثر فاعلية حيث تقوم بتصفية ما يصل إلى 95% من الجزيئات في الهواء".

وأكدت أن قناع الوجه يمثل حماية فعالة لأنواع أخرى من الفيروسات ومنع انتشارها وخاصة التي تنتقل عن طريق الرذاذ التنفسي؛ إذ إنه يعمل كحاجز لمنع الجزيئات المحتوية على الفيروس من الانتقال من شخص مصاب إلى آخر، فساهمت أقنعة الوجه في خفض نسب الإصابة بالإنفلونزا الموسمية ونزلات البرد.

وتطرقت الدكتورة برقو إلى دراسة أجريت في إحدى الولايات الأمريكية، مشيرة إلى أنه مع اقتراب موسم الإنفلونزا 2020-2021 من نهايته، تُظهر الأرقام أن الانفلونزا الموسمية قلت بشكل ملحوظ وفي نهاية شهر فبراير، كانت المختبرات التي ترفع تقارير إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تحتوي على 1585 عينة فقط إيجابية لفيروس إنفلونزا من أي نوع مقارنة بالعام الماضي خلال نفس الفترة الزمنية، وكان هناك أكثر من 183000 عينة إيجابية، لذلك يعد الحفاظ على أقنعة الوجه أحد أكثر أسلحتنا فاعلية لإبطاء انتشار الفيروسات على المدى الطويل وحماية أنفسنا والآخرين في أثناء استمراره، ومستقبلاً وتحسباً لأي انتشار جديد لأي نوع من الفيروسات؛ فهو يعد من الحلول منخفضة التكلفة التي يسهل تنفيذها نسبياً في ظل انتظار اللقاح والأدوية الفعالة المقاومة لمثل هذه الفيروسات.

من جانبه قال البروفيسور محمد عبدالغفار استشاري الأمراض الصدرية في مركز الدكتور عبدالله كمال ومستشفى السلام التخصصي إن "لبس الكمامة ليس بجديد حيث كان يحرص العديد من الأشخاص على استخدامها وخاصة في أوقات تغير المواسم؛ فهي تقي من أمراض عدة ليست فقط الوقاية من الإصابة بالبكتيريا والفيروسات".

وأضاف: "في أوقات الغبار لبس الكمام يقلل من استنشاق الغبار الذي قد يسبب حساسية في الصدر والكحة وأنواع مختلفة من الإصابات الصدرية وخاصة من يعانون من التحسس، كما أن لبس الكمام بلا شك يقلل استنشاق أي نوع من البكتيريا أو الفيروسات؛ فهو حماية للشخص من الإصابة بالأمراض، وليس فقط مرتبطاً بفترة انتشار فيروس كورونا، ويستخدمها الأطباء في أثناء التواجد مع بعض الحالات والكشف عليها فهناك بعض الأمراض المعدية الأطباء لا يستطيعون التواجد مع المريض بدون لبس الكمام؛ فممنوع الدخول على مريض الدرن الرئوي الإيجابي بدون لبس الكمامات الطبية n95.