طفل صغير في الثانية عشرة من عمره، يخرج من منزله حاملاً آلامه وأحلامه متجهاً إلى مصنع لمواد تنظيف المواقد، يعمل هناك مضطراً بعد أن تم سجن والده بسبب الديون، وعليه الآن تحمل نفقات أسرته الكبيرة وإخوته الثمانية! كانت هذه بدايات الروائي البريطاني العظيم تشارلز ديكينز الذي فقد والده خلال سنوات طفولته الأولى وقاسى طفولة صعبة لم ترحمه فيها الظروف. حيث ترك المدرسة واستمر في العمل في المصانع معرضاً صحته للخطر نتيجة استنشاق الدخان ورائحة الأصباغ وسط بيئة عمل سيئة لا يحتملها طفل. سيظل ديكنز يتذكر هذه الصورة ويسقطها على أغلب رواياته؛ فهذه الذكرى تعد مرتعاً خصباً لسرد العديد من الأحداث في رواياته، فصورة البؤساء والمهمشين والفقراء التي عايشها حاضرة بقوة، وخصوصاً في روايته الأشهر أوليفر تويست التي كانت تحكي عن قصته وما كابده وهو طفل.
خلال سنوات طفولته الأولى كان منشغلاً بالقراءة، حيث كان يختبئ في غرفته ليقرأ دون كيشوت وروبنسون كروزو، وغيره من كتب قبل أن تغرق العائلة في الديون وتضطر إلى بيع هذه الكتب. كان والده يجبره على الوقوف على الطاولة لسرد القصص للضيوف والغناء لهم، وهو ما منحه شخصية قوية -بعد شهرته- تحب مواجهة الجمهور ويتفنن في التباهي بالحديث عن كتاباته واقفاً على المسارح البريطانية أمام الجمهور الذي يحتشد خصيصاً من أجله.
في الخامسة عشرة ترك المدرسة دون رجعة، وعمل كساع للبريد لمساعدة أسرته، وكانت هذه الوظيفة سبباً في تشكيل شخصيته الأدبية، وتنقل في الوظائف المرتبطة بالكتابة، فعمل كاتباً للتقارير في محاكم لندن، ثم عمل صحفياً في كبرى صحف لندن وعدد من المجلات، ومن هنا بدأ الكتابة والنشر باسم مستعار، وأتاح له العمل الصحفي أن يطلع عن قرب على أحوال الناس ويسجل كافة التجارب الإنسانية والأخلاقية التي رآها، إلى جانب عادته اليومية في المشي مسافات طويلة ليلاً للتأمل في أحوال البشر والتي ساعدته في تشريح المجتمع من خلال رواياته قصة مدينتين، وآمال عظيمة، وديفيد كوبر فيلد وغيرها.
وقد تحولت لأفلام ومسرحيات في عصرنا الحالي قام ببطولتها مجموعة من كبار الممثلين، وأصبحت من الروايات الخالدة وجعلت بريطانيا تحتفي به سنوياً بحضور العائلة الملكية ونخبة من كبار الشخصيات حتى بعد مرور 200 عام على ولادته.
كانت رفقة الكتب والقراءة سبباً في خلق الوعي العالي مبكراً لدى تشارلز ديكنز، وكانت مرتعاً خصباً يستقي منه كتاباته وإبداعه الأدبي الذي لا يزال حتى اليوم يحتفى به.
يقول ديكنز: "صحيح أن العالم كان موجوداً قبلك ولكن عليك ألا تتركه كما كان عندما أتيت إليه" وهذا بالفعل ما فعله في حياته. فما الذي ستفعله أنت في حياتك؟
{{ article.visit_count }}
خلال سنوات طفولته الأولى كان منشغلاً بالقراءة، حيث كان يختبئ في غرفته ليقرأ دون كيشوت وروبنسون كروزو، وغيره من كتب قبل أن تغرق العائلة في الديون وتضطر إلى بيع هذه الكتب. كان والده يجبره على الوقوف على الطاولة لسرد القصص للضيوف والغناء لهم، وهو ما منحه شخصية قوية -بعد شهرته- تحب مواجهة الجمهور ويتفنن في التباهي بالحديث عن كتاباته واقفاً على المسارح البريطانية أمام الجمهور الذي يحتشد خصيصاً من أجله.
في الخامسة عشرة ترك المدرسة دون رجعة، وعمل كساع للبريد لمساعدة أسرته، وكانت هذه الوظيفة سبباً في تشكيل شخصيته الأدبية، وتنقل في الوظائف المرتبطة بالكتابة، فعمل كاتباً للتقارير في محاكم لندن، ثم عمل صحفياً في كبرى صحف لندن وعدد من المجلات، ومن هنا بدأ الكتابة والنشر باسم مستعار، وأتاح له العمل الصحفي أن يطلع عن قرب على أحوال الناس ويسجل كافة التجارب الإنسانية والأخلاقية التي رآها، إلى جانب عادته اليومية في المشي مسافات طويلة ليلاً للتأمل في أحوال البشر والتي ساعدته في تشريح المجتمع من خلال رواياته قصة مدينتين، وآمال عظيمة، وديفيد كوبر فيلد وغيرها.
وقد تحولت لأفلام ومسرحيات في عصرنا الحالي قام ببطولتها مجموعة من كبار الممثلين، وأصبحت من الروايات الخالدة وجعلت بريطانيا تحتفي به سنوياً بحضور العائلة الملكية ونخبة من كبار الشخصيات حتى بعد مرور 200 عام على ولادته.
كانت رفقة الكتب والقراءة سبباً في خلق الوعي العالي مبكراً لدى تشارلز ديكنز، وكانت مرتعاً خصباً يستقي منه كتاباته وإبداعه الأدبي الذي لا يزال حتى اليوم يحتفى به.
يقول ديكنز: "صحيح أن العالم كان موجوداً قبلك ولكن عليك ألا تتركه كما كان عندما أتيت إليه" وهذا بالفعل ما فعله في حياته. فما الذي ستفعله أنت في حياتك؟