سماهر سيف اليزل
أكدت اختصاصية التربية عائشة رضوان أن التبول اللا إرادي وانعدام الأمان العاطفي، يعتبران من أبرز التأثيرات السلبية الناتجة عن الخلاف العائلي.
وأوضحت أن الأسرة تُعدّ نواة المجتمع البشريّ، والحاضن الرئيس لأفرادها ومصدراً أساسيّاً للسَّعادة والطمأنينة والاستقرار لهم، ويتلقى فيها الطفل القيم والمبادئ العليا التي يستند عليها مستقبله؛ فالمواقف الحياتية التي يتعرض لها، والتي يظن الجميع أنه لا يعيها ولا يتأثر بها تترك بصمات واضحة على شخصيته وطريقة تعامله مع الآخرين.
وقالت: "لا تكاد تخلو أسرةٌ من وجود الخلافات أو المشاكل بين الحين والآخر، والمشاكل الأسريَّة تعني وجود نوع من العلاقات المضطربة بين أفراد الأسرة التي بدورها تُؤدّي إلى حدوث التوتُّرات، سواء أكانت هذه المشاكل ناتجة عن سوء سلوك أحد أفراد الأسرة أو الطرفين الرئيسيين فيها، وتؤدي كثرة الشجار والاختلاف بين الأبوين، أو بين الأبناء، أو بين الأبناء والأبوين إلى جعل الأسرة في حالة اضطراب، ويفقد الأبناء هيبة الأسرة واحترامها والانتماء لها".
وأوضحت أن للخلافات العائلية تأثيراً سلبياً على الأبناء، من أبرزها اضطرابات سلوكية واضحة ويتخللها توتر وقلق وعدم القدرة على التركيز وخاصة في المدرسة فتتراجع قدرته على الاستيعاب، وظهور الخلافات على شكل كوابيس مخيفة وبكاء قد نعتقد أنه من دون سبب، والتبول اللاإرادي وفقدان الشهية أو إفراط في الأكل وشعور الطفل بالهم والحزن الدائم، بالإضافة إلى انعدام جو الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة يشعر الأبناء بالضياع وعدم الثقة بالنفس، والهروب من البيئة المحيطة بهم إلى محيط آخر مثل أصحاب السوء ظناً أنهم يبعثون الطمأنينة والراحة المفقودة.
وأشارت إلى أن المراهق شديد التأثر بسلوك لخلافات والديه في هذه المرحلة فيحتاج إلى النصح والإرشاد والمحبة فيجد الطريق مسدوداً ويرتكب المعاصي ويصبح عصبياً، ويظن أنه سيعاقب والديه، بالإضافة إلى فقدان الأمان العاطفي.
وحول كيفية حل المشكلات الأسرية، تقول رضوان: "إن تحديد قضايا الخلاف يُشكّل النظر في القضايا المسبّبة للخلافات ما بين الزوجين ووضعها في قائمة من الخطوات الأساسيّة لحلّ هذه المشاكل، ومحاولة التوصّل إلى الحلّ المناسب لها بطريقة ترضي الطرفين".
وشددت على عدم ترك المشاكل دون حل، وإعادة تقييم الوضع، والتوجه بعدها للاعتذار والاعتراف بالذنب، ومحاولة التخفيف عن نفس الطرف الآخر والتعاطف معه، حيث إن الأزواج يحتاجون إلى مهارات تواصل عالية للتفاهم فيما بينهم وللوصول إلى حلول مشتركة والتعامل مع ضغوطات الحياة ومتطلّباتها، إلا أنّه في أثناء الخلافات يلجأ العديد من الأزواج إلى التمسّك بالرأي وتكرار الكلام دون الاستماع للطرف الثاني وهذا حتماً ليس حلّاً للمشاكل، حيث ينبغي على الأزواج التمرّن أكثر على مهارات الاستماع لسماع رأي الطرف الآخر جيّداً قُبيل البدء بالحديث وإبداء الرأي أو الرد المناسب.
ولفتت إلى أنه على الوالدين تعليم أطفالهما أن الخلاف العائلي أمر بناء وليس أمراً مدمراً أي من أجل الأبناء ومن أجل أنفسهم عبر وضع حلول عملية وإيجابية في مواجهة المشاكل الأسرية، وألا ينسى الأبوان أن الفترة الأولى في حياة الطفل هي بناء ونمو، فإذا نشأ على الحرمان من الحب والأمان فيقبل على الحياة إنساناً مضطرباً شخصياً وصحياً ونفسياً وأخلاقياً، ما يؤدي إلى عدم نجاحه في حياته الزوجية في الكبر. بمعنى: "ما تزرع في الصغر تحصده في الكبر".
{{ article.visit_count }}
أكدت اختصاصية التربية عائشة رضوان أن التبول اللا إرادي وانعدام الأمان العاطفي، يعتبران من أبرز التأثيرات السلبية الناتجة عن الخلاف العائلي.
وأوضحت أن الأسرة تُعدّ نواة المجتمع البشريّ، والحاضن الرئيس لأفرادها ومصدراً أساسيّاً للسَّعادة والطمأنينة والاستقرار لهم، ويتلقى فيها الطفل القيم والمبادئ العليا التي يستند عليها مستقبله؛ فالمواقف الحياتية التي يتعرض لها، والتي يظن الجميع أنه لا يعيها ولا يتأثر بها تترك بصمات واضحة على شخصيته وطريقة تعامله مع الآخرين.
وقالت: "لا تكاد تخلو أسرةٌ من وجود الخلافات أو المشاكل بين الحين والآخر، والمشاكل الأسريَّة تعني وجود نوع من العلاقات المضطربة بين أفراد الأسرة التي بدورها تُؤدّي إلى حدوث التوتُّرات، سواء أكانت هذه المشاكل ناتجة عن سوء سلوك أحد أفراد الأسرة أو الطرفين الرئيسيين فيها، وتؤدي كثرة الشجار والاختلاف بين الأبوين، أو بين الأبناء، أو بين الأبناء والأبوين إلى جعل الأسرة في حالة اضطراب، ويفقد الأبناء هيبة الأسرة واحترامها والانتماء لها".
وأوضحت أن للخلافات العائلية تأثيراً سلبياً على الأبناء، من أبرزها اضطرابات سلوكية واضحة ويتخللها توتر وقلق وعدم القدرة على التركيز وخاصة في المدرسة فتتراجع قدرته على الاستيعاب، وظهور الخلافات على شكل كوابيس مخيفة وبكاء قد نعتقد أنه من دون سبب، والتبول اللاإرادي وفقدان الشهية أو إفراط في الأكل وشعور الطفل بالهم والحزن الدائم، بالإضافة إلى انعدام جو الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة يشعر الأبناء بالضياع وعدم الثقة بالنفس، والهروب من البيئة المحيطة بهم إلى محيط آخر مثل أصحاب السوء ظناً أنهم يبعثون الطمأنينة والراحة المفقودة.
وأشارت إلى أن المراهق شديد التأثر بسلوك لخلافات والديه في هذه المرحلة فيحتاج إلى النصح والإرشاد والمحبة فيجد الطريق مسدوداً ويرتكب المعاصي ويصبح عصبياً، ويظن أنه سيعاقب والديه، بالإضافة إلى فقدان الأمان العاطفي.
وحول كيفية حل المشكلات الأسرية، تقول رضوان: "إن تحديد قضايا الخلاف يُشكّل النظر في القضايا المسبّبة للخلافات ما بين الزوجين ووضعها في قائمة من الخطوات الأساسيّة لحلّ هذه المشاكل، ومحاولة التوصّل إلى الحلّ المناسب لها بطريقة ترضي الطرفين".
وشددت على عدم ترك المشاكل دون حل، وإعادة تقييم الوضع، والتوجه بعدها للاعتذار والاعتراف بالذنب، ومحاولة التخفيف عن نفس الطرف الآخر والتعاطف معه، حيث إن الأزواج يحتاجون إلى مهارات تواصل عالية للتفاهم فيما بينهم وللوصول إلى حلول مشتركة والتعامل مع ضغوطات الحياة ومتطلّباتها، إلا أنّه في أثناء الخلافات يلجأ العديد من الأزواج إلى التمسّك بالرأي وتكرار الكلام دون الاستماع للطرف الثاني وهذا حتماً ليس حلّاً للمشاكل، حيث ينبغي على الأزواج التمرّن أكثر على مهارات الاستماع لسماع رأي الطرف الآخر جيّداً قُبيل البدء بالحديث وإبداء الرأي أو الرد المناسب.
ولفتت إلى أنه على الوالدين تعليم أطفالهما أن الخلاف العائلي أمر بناء وليس أمراً مدمراً أي من أجل الأبناء ومن أجل أنفسهم عبر وضع حلول عملية وإيجابية في مواجهة المشاكل الأسرية، وألا ينسى الأبوان أن الفترة الأولى في حياة الطفل هي بناء ونمو، فإذا نشأ على الحرمان من الحب والأمان فيقبل على الحياة إنساناً مضطرباً شخصياً وصحياً ونفسياً وأخلاقياً، ما يؤدي إلى عدم نجاحه في حياته الزوجية في الكبر. بمعنى: "ما تزرع في الصغر تحصده في الكبر".