منذ أن أنزل الله البشرية على الأرض، والإنسان يبحث في مجاهيلها متلمسا، وساعيا لاكتشاف ما يخفى عليه من أسرار، سواء في باطن الأرض، أو في الفضاء، والكواكب، والمجرات، أو في الغابات، هذا السعي له أسباب منها الفضول، وحب الاستطلاع المودع في الإنسان لمعرفة ماهية الأشياء، وتكوينها، وعناصرها، وفوائدها، وأضرارها، وكيف يمكنه التكيف معها، هذا الدافع، والقوة الداخلية موجودة لدى الإنسان منذ نزوله على الأرض، وعبر العصور، ولدى الصغير، والكبير، فالرضيع يكتشف أعضاء جسمه، وما حوله من أثاث بحواسه من سمع، وبصر، ولمس ليكتشف طبيعتها، وخصائصها، وقد أسست على هذه الخاصية لدى الأطفال نظريات تربوية تشرح، وتبين المراحل التي يمر بها الإنسان في نموه العقلي، والمعرفي، والمهاري، كما في نظرية عالم النفس بياجيه الذي جعل مرحلة التعلم الحسي أولى مراحل نظريته الأربع.
السبب الرئيس الثاني من سعي الإنسان لاكتشاف ما حوله من مجهول، أو غامض هو توظيف الأشياء لمنفعته، وهذا لا يتحقق ما لم يتم التعرف على خصائصها، ومكوناتها، والعوامل التي تؤثر في الأشياء، ولعل البحوث والدراسات الطبية التي استهدفت الإنسان تشريحا، وتحليلا، وتصويرا كان لها دور كبير في الكشف عن جوانب مهمة في تكوين الإنسان، وكانت مجهولة، إلا أن المعرفة المتراكمة أوصلت إلى إيجاد العلاج، والحلول للمشكلات الصحية الناجمة عن الغذاء، والتلوث، أو فيروسات طبيعية، أو مختبرية، كما في حالة كوفيد - 19 الذي انشغل العلماء بمعرفة هيئته، وتكوينه، وهل هو فيروس طبيعي، أم مختبري، والبحث عن علاج يقي من آثاره في صحة الإنسان.
كما أن البحوث في النفس البشرية، سواء في جوانبها الفسيولوجية، والبيولوجية، وكذا الجوانب النفسية، والعقلية يمثل سعيا حثيثا لاكتشاف المجهول، والتطوير، وحل المشكلات التي تعترض الإنسان، ولعل أحدث ما اجتهد فيه العلماء في العصر الحديث ما يعرف بنظام الشفرة الوراثية، وما نجم عن هذا العلم من معرفة لتحديد النسب حين جهله لفرد من الأفراد، إضافة إلى تطبيقات هذا العلم في الهندسة الوراثية.
بحوث الفضاء، والعالم الخارجي جاءت في بداياتها لاكتشاف المجهول، وعزز التوجه الكبير في بحوث هذا المجال التنافس بين الولايات المتحدة، والاتحاد السوفياتي، حتى أصبح ما يعرف بغزو الفضاء بواسطة مركبات مأهولة، أو غير مأهولة أمرا مألوفا، ومتداولا، بل إن دولا ليست في عداد الدول العظمى أصبحت تغزو الفضاء بهدف إجراء البحوث، والدراسات، ومع ما تحقق من معرفة متراكمة بشأن الفضاء تحول الهدف من إطلاق المركبات تحقيق مكاسب اقتصادية، حتى أصبح مصطلح الرحلات السياحية يتم تداوله بكثرة، ولعل رحلة الملياردير جيف بيزوس أبرز مثال على توظيف هذا المجال لتحقيق المكاسب من قبل الأفراد، والحكومات، إضافة إلى الأهداف العسكرية بهدف السيطرة، والتحكم في حركة العالم، وتحقيق التفوق.
الغموض الذي يكتنف كثيرا مما يحيط بالكرة الأرضية، أو يوجد داخلها، أو في الإنسان نفسه يمثل محفزا يحرك حب الاستطلاع، والاكتشاف عند الإنسان، ولذا يفترض توظيف عنصر الغموض الذي يوجد في بعض العناصر، وهذا لا يعني اختلاق الغموض في الأشياء إلا بهدف شد الانتباه، التشويق، والاستحثاث العقلي، والحواس للتركيز، والتفكير العميق، والسعي لحل لغز الغموض، ولذا أرى أن من مبادئ التربية الواجب الأخذ بها في المؤسسات التعليمية توظيف قانون الغموض، وعدم التشكل في بعض الأشياء لإيجاد الإبداع لدى المتعلمين، ولمعرفة الإضافات، وإعادة تشكيل المثير، أو نوع التفسير الذي يعطيه المتعلم، وهذا يسهم في الكشف عن خصائص الشخصية، والمخاوف، والميول التي توجد عند الفرد.
مبدأ الغموض أصبح آلية مستخدمة في العصر الحاضر حيث يستخدم من قبل السياسيين من خلال تصريحات متناقضة، أو استخدام ألفاظ قابلة للتفسير بعدة معان، ودلالات، وذلك لإرباك الخصم، وجعله في حيرة من أمره، و"لخبطة" خططه، كما لا تخلو الأعمال الإعلامية، والفنية كالرسومات، والأفلام من توظيف الغموض كما في مسلسل Dark المغرق في الغموض
نقلاً عن صحيفة الاقتصادية السعودية
السبب الرئيس الثاني من سعي الإنسان لاكتشاف ما حوله من مجهول، أو غامض هو توظيف الأشياء لمنفعته، وهذا لا يتحقق ما لم يتم التعرف على خصائصها، ومكوناتها، والعوامل التي تؤثر في الأشياء، ولعل البحوث والدراسات الطبية التي استهدفت الإنسان تشريحا، وتحليلا، وتصويرا كان لها دور كبير في الكشف عن جوانب مهمة في تكوين الإنسان، وكانت مجهولة، إلا أن المعرفة المتراكمة أوصلت إلى إيجاد العلاج، والحلول للمشكلات الصحية الناجمة عن الغذاء، والتلوث، أو فيروسات طبيعية، أو مختبرية، كما في حالة كوفيد - 19 الذي انشغل العلماء بمعرفة هيئته، وتكوينه، وهل هو فيروس طبيعي، أم مختبري، والبحث عن علاج يقي من آثاره في صحة الإنسان.
كما أن البحوث في النفس البشرية، سواء في جوانبها الفسيولوجية، والبيولوجية، وكذا الجوانب النفسية، والعقلية يمثل سعيا حثيثا لاكتشاف المجهول، والتطوير، وحل المشكلات التي تعترض الإنسان، ولعل أحدث ما اجتهد فيه العلماء في العصر الحديث ما يعرف بنظام الشفرة الوراثية، وما نجم عن هذا العلم من معرفة لتحديد النسب حين جهله لفرد من الأفراد، إضافة إلى تطبيقات هذا العلم في الهندسة الوراثية.
بحوث الفضاء، والعالم الخارجي جاءت في بداياتها لاكتشاف المجهول، وعزز التوجه الكبير في بحوث هذا المجال التنافس بين الولايات المتحدة، والاتحاد السوفياتي، حتى أصبح ما يعرف بغزو الفضاء بواسطة مركبات مأهولة، أو غير مأهولة أمرا مألوفا، ومتداولا، بل إن دولا ليست في عداد الدول العظمى أصبحت تغزو الفضاء بهدف إجراء البحوث، والدراسات، ومع ما تحقق من معرفة متراكمة بشأن الفضاء تحول الهدف من إطلاق المركبات تحقيق مكاسب اقتصادية، حتى أصبح مصطلح الرحلات السياحية يتم تداوله بكثرة، ولعل رحلة الملياردير جيف بيزوس أبرز مثال على توظيف هذا المجال لتحقيق المكاسب من قبل الأفراد، والحكومات، إضافة إلى الأهداف العسكرية بهدف السيطرة، والتحكم في حركة العالم، وتحقيق التفوق.
الغموض الذي يكتنف كثيرا مما يحيط بالكرة الأرضية، أو يوجد داخلها، أو في الإنسان نفسه يمثل محفزا يحرك حب الاستطلاع، والاكتشاف عند الإنسان، ولذا يفترض توظيف عنصر الغموض الذي يوجد في بعض العناصر، وهذا لا يعني اختلاق الغموض في الأشياء إلا بهدف شد الانتباه، التشويق، والاستحثاث العقلي، والحواس للتركيز، والتفكير العميق، والسعي لحل لغز الغموض، ولذا أرى أن من مبادئ التربية الواجب الأخذ بها في المؤسسات التعليمية توظيف قانون الغموض، وعدم التشكل في بعض الأشياء لإيجاد الإبداع لدى المتعلمين، ولمعرفة الإضافات، وإعادة تشكيل المثير، أو نوع التفسير الذي يعطيه المتعلم، وهذا يسهم في الكشف عن خصائص الشخصية، والمخاوف، والميول التي توجد عند الفرد.
مبدأ الغموض أصبح آلية مستخدمة في العصر الحاضر حيث يستخدم من قبل السياسيين من خلال تصريحات متناقضة، أو استخدام ألفاظ قابلة للتفسير بعدة معان، ودلالات، وذلك لإرباك الخصم، وجعله في حيرة من أمره، و"لخبطة" خططه، كما لا تخلو الأعمال الإعلامية، والفنية كالرسومات، والأفلام من توظيف الغموض كما في مسلسل Dark المغرق في الغموض
نقلاً عن صحيفة الاقتصادية السعودية