بحياتنا اليومية بالساعات وبالدقائق وبالثواني خلال يومنا تمر علينا أحداث ومواقف وشخصيات بالعمل، وبحياتنا الاجتماعية عامة ونقابل شخصيات إن كان بالصدفة أو معارف وممكن من الذين نتعرف عليهم بالصدفة فيما بعد يكونون أصدقاءنا المقربين؛ فكل شخص يختلف طبعه وتفكيره ونظرته إلى الأمور تبعاً لأمورعدة منها التربية العائلية ومن ثم المدرسة والبيئة والأصدقاء كل هذه العوامل تؤثر على الشخص وتفكيره ونظرته إلى الحياة مستقبلاً، وتقييمه للأشخاص ولكل إنسان شخصية مختلفة منها الشخصية الانطوائية والشخصية المنفتحة والشخصية القيادية والشخصية الرزينة والشخصية الاجتماعية. كل هذه الشخصيات تتكون تبعاً للعوامل التي ذكرت سابقاً وسأختار الشخصية الاجتماعية؛ لكي أتكلم عنها لأن أصحاب هذه الشخصية يألفون الآخرين بسرعة والعكس، ويدخلون بصداقات مختلفة حتى مع أشخاص يختلفون عنهم بالثقافة ولكن أصحاب هذه الشخصية بسرعة يتكيفون مع الآخرين على اختلاف شخصياتهم وثقافتهم عامة وأيضاً تركيبهم النفسي وغالباً ما يكونون معطائين للآخرين، ونتيجة لذلك يعمد بعض الأشخاص لاستغلالهم نفسياً؛ لأن أصحاب الشخصية الاجتماعية لديهم القابلية للتكيف والمرونة لذلك هم مطمع لاستنزافهم عاطفياً واجتماعياً والتأثيرعلى نفسيتهم من الأشخاص المستجدين عاطفياً الذين يحبون استجداء الآخرين عاطفياً، وهؤلاء الأشخاص المستجدون عاطفياً تتكون لديهم هذة الشخصية أو السمة أو المشكلة النفسية نتيجة لمشاكل عائلية وتربوية، وما أعنيه خطأ بالتربية فمثلاً منها قسوة أحد الأبوين أو عدم نيله الحب والعاطفة الكافية في صغرة فيلجأ لأسلوب الاستجداء لإرغام الأبوين على إعطائه ما يريد؛ لأن العاطفة هي سبيلهم إلى التقرب، ومن ثم تصبح عادة يتعود عليها في أسلوب حياته مع الآخرين من خلال استجدائهم عاطفياً بالتقرب إليهم، وهؤلاء الأشخاص غالباً ما يكون لديهم أسلوب رائع وكلماتهم منتقاة وتعبيرات لغة جسدهم تؤثر على الأشخاص بشكل كبير ويصعب معها عدم تصديقهم فغالباً ما يلجأ الشخص المستجدي للعاطفة بجعل الآخر يشعربالذنب تجاهه إذا لم يعمل له ما يريد وغالباً ما يكونون هؤلاء الأشخاص أنانيين يأخذون ما يريدونه من علاقتهم بالشخص ويختفون أو يتباعدون لأنه باختصار فاقد الشيء لا يعطيه، هم فاقدون للحنان فكيف سيقدمونة للآخرين، هم يتغذون على الحنان من الآخرين لكنهم بارعون في تمثيل عواطفهم وانتقاء كلماتهم المنمقة والجميلة، لذلك على الأبوين إعطاء أبنائهم الحب والحنان بدون مبالغة؛ لأن الحنان المبالغ فيه أيضاً لديه عواقب وخيمة، ولكن التفهم لاحتياجاتهم النفسية وصقلها باعتدال وحب وحنان هو ما يجعل الطفل مستقلاً ذا شخصية متزنة، ونحن كأشخاص بالغين علينا أن يكون لدينا وعي بمن نصادق ونعطيه الأمان والثقة وألا نستسلم لعواطفنا كثيراً؛ فليست الحياة وردية ولسنا بالمدينة الفاضلة فالحياة مليئة بنماذج مختلفة من البشر فيجب أن يكون لدينا حس واعٍ وتقييم لأنفسنا وللآخرين وذكاء عاطفي.