روئ الحايكي
نسمع كثيراً عبارة «الدنيا تغيرت» وخاصة عندما نتكلم عن تفاعل الناس فيما بينهم وكيف تغيرت بوصلة أخلاق البعض وتصرفاتهم.
نشهد يومياً في مختلف الأماكن مثل الشارع، والمجمعات وأحياناً في بيئة العمل وغيرها تصرفات غريبة وغير لائقة بمجتمعنا البحريني الذي عرف عنه رقي الأخلاق وجمال الروح وإنسانيته الرائعة.
مواقف مؤسفة تتكرر أمامنا يومياً ولا نجد لها تفسيراً غير غياب الأخلاق وسوء تربية هؤلاء الأفراد. هل فعلاً الدنيا تغيرت؟ أليست الدنيا عبارة عن مجموعة بشر؟ الحقيقة أن الزمان هو الزمان والناس هي من تغيرت بل وتجردت من أخلاقها وإنسانيتها. وكثيرون هم هؤلاء الناس وللأسف لا يمكن أن أقول بأنهم فئة قليلة بل على العكس فالفئة القليلة هي صاحبة الأخلاق والرقي.
تستوقفني مواقف أصنفها جريمة في حق مجتمعنا الراقي، كونها تهدم أخلاقياته وتسيء لهويته كأن يخطئ شخص ما في حق غيره سواء كان قريباً أم غريباً ومن ثم لا يكترث لفعلته أبداً أو عندما يعتدي شخص على غيره بكل ثقة بلفظ أو تعامل سواء كان ذلك بصورة خاصة أو كان ذلك أمام عامة الناس. إن الفلاسفة يؤمنون بأن الأخلاق أساس وجوهر تنمية روح الجماعة في أي مجتمع، ويؤمنون بأن الأخلاق لست فقط عبارة عن تصرفات وسلوكيات بل تتعدى ذلك لتشكل نظام المجتمع القائم على تعزيز السلام والبعد عن النزاعات وتجنب تحقيق المصالح الفردية إذا كانت في معزل عن المصلحة العامة. أن غياب الأخلاق عن المجتمع يؤدي لتفشي الإحباط والقلق، ويشجع على عدم الالتزام بالقوانين والحدود، وينشر بعدها شعور انعدام الثقة وضعف الشعور بالإنسانية في المجتمع.
الخلاصة، إن الأخلاق حالها حال الخير والشر خيار وقرار لدى الناس. كما أن المحافظة عليها أيضاً خيار وقرار لدى الناس.
إن جوهر الإنسان العميق أساسه إنسانيته التي تعكس الصفات التي تميزه عن غيره من المخلوقات. ويحتاج موضوع الأخلاق من وجهة نظري لوقفة تأمل ورصد وتحليل، فالأخلاق تتطور مع الوقت وأيضاً يمكنها أن تضمحل وتتلاشى. والحفاظ على أخلاقنا وأخلاق مجتمعنا بل وتعزيزها واجب ومسؤولية الجميع بلا استثناء.
فالوطنية والحفاظ على الهوية وكذلك غرس الأخلاق الحميدة عند الأبناء وتذكير من حولنا بها واجب على كل فرد يعيش على هذه الأرض التي كانت ولاتزال أرض الخير والرقي والإنسانية.
{{ article.visit_count }}
نسمع كثيراً عبارة «الدنيا تغيرت» وخاصة عندما نتكلم عن تفاعل الناس فيما بينهم وكيف تغيرت بوصلة أخلاق البعض وتصرفاتهم.
نشهد يومياً في مختلف الأماكن مثل الشارع، والمجمعات وأحياناً في بيئة العمل وغيرها تصرفات غريبة وغير لائقة بمجتمعنا البحريني الذي عرف عنه رقي الأخلاق وجمال الروح وإنسانيته الرائعة.
مواقف مؤسفة تتكرر أمامنا يومياً ولا نجد لها تفسيراً غير غياب الأخلاق وسوء تربية هؤلاء الأفراد. هل فعلاً الدنيا تغيرت؟ أليست الدنيا عبارة عن مجموعة بشر؟ الحقيقة أن الزمان هو الزمان والناس هي من تغيرت بل وتجردت من أخلاقها وإنسانيتها. وكثيرون هم هؤلاء الناس وللأسف لا يمكن أن أقول بأنهم فئة قليلة بل على العكس فالفئة القليلة هي صاحبة الأخلاق والرقي.
تستوقفني مواقف أصنفها جريمة في حق مجتمعنا الراقي، كونها تهدم أخلاقياته وتسيء لهويته كأن يخطئ شخص ما في حق غيره سواء كان قريباً أم غريباً ومن ثم لا يكترث لفعلته أبداً أو عندما يعتدي شخص على غيره بكل ثقة بلفظ أو تعامل سواء كان ذلك بصورة خاصة أو كان ذلك أمام عامة الناس. إن الفلاسفة يؤمنون بأن الأخلاق أساس وجوهر تنمية روح الجماعة في أي مجتمع، ويؤمنون بأن الأخلاق لست فقط عبارة عن تصرفات وسلوكيات بل تتعدى ذلك لتشكل نظام المجتمع القائم على تعزيز السلام والبعد عن النزاعات وتجنب تحقيق المصالح الفردية إذا كانت في معزل عن المصلحة العامة. أن غياب الأخلاق عن المجتمع يؤدي لتفشي الإحباط والقلق، ويشجع على عدم الالتزام بالقوانين والحدود، وينشر بعدها شعور انعدام الثقة وضعف الشعور بالإنسانية في المجتمع.
الخلاصة، إن الأخلاق حالها حال الخير والشر خيار وقرار لدى الناس. كما أن المحافظة عليها أيضاً خيار وقرار لدى الناس.
إن جوهر الإنسان العميق أساسه إنسانيته التي تعكس الصفات التي تميزه عن غيره من المخلوقات. ويحتاج موضوع الأخلاق من وجهة نظري لوقفة تأمل ورصد وتحليل، فالأخلاق تتطور مع الوقت وأيضاً يمكنها أن تضمحل وتتلاشى. والحفاظ على أخلاقنا وأخلاق مجتمعنا بل وتعزيزها واجب ومسؤولية الجميع بلا استثناء.
فالوطنية والحفاظ على الهوية وكذلك غرس الأخلاق الحميدة عند الأبناء وتذكير من حولنا بها واجب على كل فرد يعيش على هذه الأرض التي كانت ولاتزال أرض الخير والرقي والإنسانية.