أميرة صليبيخ
بالرغم من ولعي بالكتب وحرصي على تخصيص وقت لقراءتها بشكل مستمر -وإن كان عبر شاشة الهاتف بنسخة إلكترونية- إلا أن أصابعي تخونني أحياناً وتضغط على أيقونة Netflix بدلاً من أيقونة iBooks وسرعان ما أجد نفسي قد نسيت الكتب مأخوذةً بالمسلسلات والأفلام الجديدة عبر هذه المنصة الصغيرة التي تضم الملايين من حول العالم.
وكباقي البشر، أسمح لنفسي بتسليم عقلي لمسلسلٍ ما، وهي حيلة نفسية ألجأ لها في الحالات التي يكون فيها عقلي مشغول بشكل كبير وأحتاج أن أتخفف من عبء التفكير وما يتبعه من قلقٍ وخلقٍ لسيناريوهات أكثر دراما من مسلسلاتنا الخليجية! ومنذ فترة بدأت في متابعة مسلسل مكون من 4 أجزاء بواقع 50 حلقة تقريباً، مدة كل حلقة ساعة من الزمن، وقد لاحظت بعض الأمور الغريبة التي طرأت علي، سألخصها لكم قدر الإمكان للعبرة والاستفادة.
مع وصولي للجزء الثالث، لاحظت على المستوى الجسدي عدم قدرتي على النوم سواء للقيلولة أو ليلاً (النوم بمعدل 4 ساعات يومياً فقط) مع وجود دوران في الرأس حيث أشعر أن مخي يدور بداخل جمجمتي لدقائق بعد التوقف عن المشاهدة عبر الهاتف المحمول. أما على المستوى النفسي فقد انتقل لي شعور الإحباط واليأس والقلق من بطل المسلسل، كما أني أصبت بنوع من الهوس في سبيل إنهاء المسلسل بالرغم من وجود العديد من الأولويات الشخصية الهامة، لكني كنت أركن للنتفليكس حتى أتجنب هذا الشعور المزعج بالواجبات التي تلاحقني كفريسة.
ومع الجزء الرابع، كان لابد من وقفة صريحة مع نفسي، فقمت أولاً بحساب الوقت المهدر وُصدمت من النتيجة. فالخمسون ساعة تعادل تخصيص ساعة ونصف يومياً للقراءة على مدى شهر كامل، مع العلم أنه وفقاً لمؤشر القراءة العربي فإن العرب يقرأون ما يقارب 36 ساعة سنوياً أي 6 دقائق يومياً! كما أنني قررت التحرر من الشعور بأني مطالبة بإنهاء المسلسل الذي بدأته، وتوجيه التركيز على إنهاء المهام حتى لا تبقى عائمة بلا تنفيذ.
وفي المقابل فأن الكتب تمنحني السكينة والهدوء، وتسمح لي بتشّرب المعلومات وتطبيقها، كما تحسّن محصولي اللغوي من الكلمات، وتطورّ تفكيري الإبداعي وتوسّع منظوري للعالم من حولي.
إن الاندماج في هذه العوالم الافتراضية يمنحنا الإحساس بالخدر اللذيذ الذي نحتاجه بين حين وآخر هرباً من الواقع، ولكن لا بد من التوازن في الحياة. وإن جل ما أخشاه في غمرة مزاحمة التكنولوجيا لكل تفاصيل حياتنا هو أن تصبح القراءة مجرد ظاهرة أو (موضة قديمة) تستنكرها الأجيال القادمة.
بالرغم من ولعي بالكتب وحرصي على تخصيص وقت لقراءتها بشكل مستمر -وإن كان عبر شاشة الهاتف بنسخة إلكترونية- إلا أن أصابعي تخونني أحياناً وتضغط على أيقونة Netflix بدلاً من أيقونة iBooks وسرعان ما أجد نفسي قد نسيت الكتب مأخوذةً بالمسلسلات والأفلام الجديدة عبر هذه المنصة الصغيرة التي تضم الملايين من حول العالم.
وكباقي البشر، أسمح لنفسي بتسليم عقلي لمسلسلٍ ما، وهي حيلة نفسية ألجأ لها في الحالات التي يكون فيها عقلي مشغول بشكل كبير وأحتاج أن أتخفف من عبء التفكير وما يتبعه من قلقٍ وخلقٍ لسيناريوهات أكثر دراما من مسلسلاتنا الخليجية! ومنذ فترة بدأت في متابعة مسلسل مكون من 4 أجزاء بواقع 50 حلقة تقريباً، مدة كل حلقة ساعة من الزمن، وقد لاحظت بعض الأمور الغريبة التي طرأت علي، سألخصها لكم قدر الإمكان للعبرة والاستفادة.
مع وصولي للجزء الثالث، لاحظت على المستوى الجسدي عدم قدرتي على النوم سواء للقيلولة أو ليلاً (النوم بمعدل 4 ساعات يومياً فقط) مع وجود دوران في الرأس حيث أشعر أن مخي يدور بداخل جمجمتي لدقائق بعد التوقف عن المشاهدة عبر الهاتف المحمول. أما على المستوى النفسي فقد انتقل لي شعور الإحباط واليأس والقلق من بطل المسلسل، كما أني أصبت بنوع من الهوس في سبيل إنهاء المسلسل بالرغم من وجود العديد من الأولويات الشخصية الهامة، لكني كنت أركن للنتفليكس حتى أتجنب هذا الشعور المزعج بالواجبات التي تلاحقني كفريسة.
ومع الجزء الرابع، كان لابد من وقفة صريحة مع نفسي، فقمت أولاً بحساب الوقت المهدر وُصدمت من النتيجة. فالخمسون ساعة تعادل تخصيص ساعة ونصف يومياً للقراءة على مدى شهر كامل، مع العلم أنه وفقاً لمؤشر القراءة العربي فإن العرب يقرأون ما يقارب 36 ساعة سنوياً أي 6 دقائق يومياً! كما أنني قررت التحرر من الشعور بأني مطالبة بإنهاء المسلسل الذي بدأته، وتوجيه التركيز على إنهاء المهام حتى لا تبقى عائمة بلا تنفيذ.
وفي المقابل فأن الكتب تمنحني السكينة والهدوء، وتسمح لي بتشّرب المعلومات وتطبيقها، كما تحسّن محصولي اللغوي من الكلمات، وتطورّ تفكيري الإبداعي وتوسّع منظوري للعالم من حولي.
إن الاندماج في هذه العوالم الافتراضية يمنحنا الإحساس بالخدر اللذيذ الذي نحتاجه بين حين وآخر هرباً من الواقع، ولكن لا بد من التوازن في الحياة. وإن جل ما أخشاه في غمرة مزاحمة التكنولوجيا لكل تفاصيل حياتنا هو أن تصبح القراءة مجرد ظاهرة أو (موضة قديمة) تستنكرها الأجيال القادمة.