عباس المغني

أكد آباء أن مساعدة الطفل على بيع المنتجات الغذائية كالحلويات والكاكاو والمشروبات داخل المنزل، يعلم الطفل الرياضيات وينمي مهارات التواصل والتعامل ويعزز الثقة بالنفس والقدرة على تحقيق الأهداف.

وقال المواطن عباس يوسف: «ذهب ابني إلى الروضة ثم إلى المدرسة، ولكن كان يعاني من ضعف في الرياضيات بسبب يتعلق بالإدراك الذهني وليس بالمدرسين في الروضة أو المدرسة؛ لأن جميع الأطفال الذين كانوا معه يقدمون إجابات صحيحة للمسائل الرياضية».

وأضاف: «في أحد الأيام كان ابني يريد هاتفاً ذكياً مثل باقي الأطفال، فقلت له: ليس لدي المال. فرد: كيف نحصل على المال؟ فتسللت فكرة إلى عقلي، فقلت له: إذا صرت تاجراً بتحصل فلوس وستستطيع شراء الهاتف. فقمت بشراء اللبن من السوبرماركت، وأضيف إليه بعض المنكهات، وأعيد تعبئته في كؤوس، ومن ثم تثليجه، وبعدها التثليج يكون المنتج جاهزاً للبيع على أطفال العائلة والجيران».

وتابع قائلاً: «في الأسبوع الأول حدثت مشكلات، أهمها أن ابني لا يعرف الحساب، فعندما يشتري ابن الجيران لبناً واحداً بـ100 فلس، ويدفع ديناراً، يفترض أن يتم ارجاع 900 فلس إليه، لكن ابني يرفض إرجاع الباقي، لأنه غير مستوعب أو مدرك لعمليات الحساب، يعتقد أن هذا خداع له، وأخذ لأمواله، الكل يحاول إقناعه بعملية الحساب، بعد أسبوع استوعب أو توسعت مداركه، بأنه إذا اشترى طفل علبتين بمبلغ 200 فلس، ودفع ديناراً، فعليه أن يرجع المتبقي 800 فلس». وفي الأسبوع الثاني، بدأ يتحسن أفضل وأفضل، وفي الأسبوع الثالث توسعت مداركه العقلية ليعرف عمليات الجمع والطرح بصورة طبيعية مثل الأطفال الذين بعمره. وخلال شهر، أصبح متفوقاً في مادة الرياضيات بالمدرسة».

وأردف: «أعدنا نفس المسألة مع أخيه الأصغر يوسف حيث كان يعاني من نفس المشكلة، ولا يعرف الحسابات الرياضية بالرغم من ذهابه إلى الروضة ثم مدرسة خاصة، بسبب الإدراك العقلي، فقمنا بشراء منتجات العصائر والحلاوة وغيرها من المنتجات الموجهة للأطفال، ومن خلال البيع تعلم الجمع والطرح في الرياضيات، وأصبح في مستوى أقرانه. كما أن بيعة البيت تعلم الطفل من خلال البيع مهارات التواصل والتعامل والاعتماد على النفس، فالآن ابني إذا أراد شيئاً، يقول: «أقدر أشتريه، سأبيع وسأحصل على المال». وأنا الآن دائماً ما أنصح الآباء ببيعة البيت لمساعدة أطفالهم».