ما حدث قبل أيام من إغلاق تام لمواقع التواصل الاجتماعي أحدث ربكة، والكثير تحدث وكتب عما حدث، لكن اختلف الطرح والمضمون، فلكل شخص وجهة نظر ورأي مختلف، ومواقع التواصل الاجتماعي منذ ظهورها سهلت عمل الكثيرين وفتحت مجالات عمل للكثيرين، حيث إن الأشخاص أصبحوا يعملون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح لديهم عمل خاص لا يستدعي إجراءات كثيرة وخدمت الكثيرين بالغربة وقربت الجميع، يعني لها محاسن لا نستطيع إنكارها.
لكنها أيضاً خلقت مساحة من البعد بين العائلة، أصبحت بعض العوائل بالمناسبات الرسمية ترسل لبعضها البعض رسالة تهنئة بعيد أو رسائل اطمئنان حتى بدون وقت المناسبات وتعتبر أنها قامت بالواجب العائلي ونسيت التقارب والتلاقي الذي يحمل الألفة والمودة والكثير من الحب، تناسوا أن حضن الأم أو الأب والابنة والابن أو الجد أو الجدة لا تفعله مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه مهما تطور العلم فالتقارب والألفة والمحبة والأحاسيس الجميلة عموماً لا تجسدها واقعياً مواقع التواصل الاجتماعي ولن يفعله حتى الذكاء الاصطناعي، لن يستطيع فعله لأنها مشاعر وأحاسيس لا تعوض، فعلاً افتقدنا الألفة والحب والحنان على مستوى العائلة تماماً حتى بالمنزل الواحد أصبح يوجد تفكك وبعد، وقلت الأحاديث، والبعض يجهل ما يحدث مع أفراد أسرته وأبنائه من أحداث يومية، وكنا نعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي قوية بحيث إنها لن تنقطع ولن تتعرض لاختراق أمني، ولكن حدث العكس مرات عدة لكن آخرها كانت الأقوى، واكتشفنا أنها يمكن أن تنتهي في أي لحظة ونعود إلى ما قبل مرحلة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، نعم نعود وفعلاً اشتقت لتلك الأيام، كنا نتواصل بطرائق طبيعية ونلتقي والكل كان معتمداً على نفسه بعمله ويفكر ويبتكر.
لكن الآن للأسف بعض الشركات توظف الشخص ليس لكفاءته وذكائه وقدرته وثقافته وخبرته وشهاداته في العمل أو الابتكار، بل تسأل عن عدد المتابعين، لا يهمها ماذا يطرح هذا الشخص لديه بمواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً بعض الشركات المعلنة همها فقط كم متابع لدى المؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي. إذن أين ذهبت الخبرة والثقافة والذكاء والابتكار وهي مقاييس الموظف الناجح أو الشخص الناجح، هل اختفت؟ يجب أن نفكر في هذا السؤال ونجد إجابة مقنعة؟ ومن وضع هذا المقياس؟ أسئلة مهمة يجب أن نسألها لأنفسنا ونجد إجابة وحلا، وللأسف إن بعض المؤثرين أثر على الآخرين بشكل سلبي وأصبح قدوة للأطفال حتى الكبار، لكن عندما توقفت مواقع التواصل الاجتماعي فكرت، ويجب علينا جميعاً أن نفكر، لو حدث وتوقفت نهائياً، ماذا سنفعل؟ ما الحل؟ من الآن يجب أن نفكر في الحل لو لم تعد ماذا سيفعل بعض المؤثرين أيضاً ممن ليس لديهم مادة مفيدة للطرح وليس لديهم عمل غير العمل على مواقع التواصل الاجتماعي، وماذا ستفعل بعض الشركات التي تعتمد عليهم؟ ماذا لو استمر التوقف أشهراً وسنين؟، هذا التوقف كان مفيداً لنا وجعلنا نفكر في كل الاحتمالات ونفكر ببديل أو نعود إلى حياتنا السابقة بدون إنترنت.
أنا شخصياً لم أتأثر بالعكس، استمتعت لأنني أرحت عيني عن قراءة ومتابعة الأخبار وأرحت عقلي عن التفكير بما يحصل بالعالم من أحداث متسارعة، وبعضها مؤلم ومرير، وأحسست أنني عدت بالزمن إلى ما قبل الإنترنت، كيف كان جميلاً وكنا نعيش حياتنا بسلاسة وحياة جميلة بالتواصل والتلاقي، طبعاً أكيد الآخرون تأثروا مثلي لكن يختلف التأثر لدى كل شخص، بالمختصر ما أريد طرحة أنه لا يجب أن نعتمد كلياً على مواقع التواصل الاجتماعي ونلغي العقل والتفكير الذي ميزنا خالقنا به، ميزنا بكثير من القدرات التي تناسيناها أو أوقفناها عن العمل وحصل بها كسل كبير، وهذا سيؤثر لاحقاً على الصحة العامة والنفسية أيضاً، والأهم أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي تنتهك الخصوصية وأن بعضها ليس بها أمان ويمكن أن تخترق معلومات الشخص وخصوصياته؛ لأن بعضها همه الربح المادي فقط، إذن يجب أن نفكر ونتوقع أن يحدث التوقف مستقبلاً، هل ستتوقف حياتنا وننتظر مواقع التواصل الاجتماعي لتخدمنا وننتظر الذكاء الاصطناعي ليخدمنا بحياتنا؟ هذا الانقطاع يجب أن يعلمنا درساً مهماً وقوياً أنه لا شيء بالعلم يلغي قوة وذكاء الإنسان وحضوره، والأهم إبداع الخالق فقد أبدع خالقنا بخلق الإنسان بجميع المجالات، ونحن من نؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا الحديثة ليست هي من تتحكم بنا وتؤثر علينا، فالإنسان هو من اخترعها وليست هي من اخترعت نفسها بنفسها، فلنوظف طاقتنا وذكاءنا وقدراتنا وإبداع الخالق بنا بأشياء مفيدة، بتكنولوجيا تخدمنا نفسياً وطاقياً وصحياً ولا نعتمد اعتماداً كلياً على التكنولوجيا الحديثة ومنها مواقع التواصل الاجتماعي، فكل شخص لديه جانب إبداعي يجب أن يوظفه وظيفة مفيدة له وللآخرين وأبنائنا، أيضاً نجعلهم يفكرون ويبدعون، يمكن حتى بعض العوائل مثلاً أن تجعل يوماً لأبنائهم بدون إنترنت «ليوم كامل» وتجعلهم يعيشون ما قبل مرحلة الإنترنت لكي يتعلموا ويتعايشوا بالحياة دون إنترنت ومواقع تواصل اجتماعي، إذن إن حدث هذا الحدث مجدداً وهو أمر متوقع الحدوث، فيجب أن نكون مستعدين ولدينا الحل والاستعداد النفسي وأن نتعايش بحياتنا بشكل طبيعي وألا نتذمر ولا نتوتر.
وأتمنى للجميع حياة جميلة وتفاءلوا بالخير تجدوه.
امل الحربي
{{ article.visit_count }}
لكنها أيضاً خلقت مساحة من البعد بين العائلة، أصبحت بعض العوائل بالمناسبات الرسمية ترسل لبعضها البعض رسالة تهنئة بعيد أو رسائل اطمئنان حتى بدون وقت المناسبات وتعتبر أنها قامت بالواجب العائلي ونسيت التقارب والتلاقي الذي يحمل الألفة والمودة والكثير من الحب، تناسوا أن حضن الأم أو الأب والابنة والابن أو الجد أو الجدة لا تفعله مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه مهما تطور العلم فالتقارب والألفة والمحبة والأحاسيس الجميلة عموماً لا تجسدها واقعياً مواقع التواصل الاجتماعي ولن يفعله حتى الذكاء الاصطناعي، لن يستطيع فعله لأنها مشاعر وأحاسيس لا تعوض، فعلاً افتقدنا الألفة والحب والحنان على مستوى العائلة تماماً حتى بالمنزل الواحد أصبح يوجد تفكك وبعد، وقلت الأحاديث، والبعض يجهل ما يحدث مع أفراد أسرته وأبنائه من أحداث يومية، وكنا نعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي قوية بحيث إنها لن تنقطع ولن تتعرض لاختراق أمني، ولكن حدث العكس مرات عدة لكن آخرها كانت الأقوى، واكتشفنا أنها يمكن أن تنتهي في أي لحظة ونعود إلى ما قبل مرحلة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، نعم نعود وفعلاً اشتقت لتلك الأيام، كنا نتواصل بطرائق طبيعية ونلتقي والكل كان معتمداً على نفسه بعمله ويفكر ويبتكر.
لكن الآن للأسف بعض الشركات توظف الشخص ليس لكفاءته وذكائه وقدرته وثقافته وخبرته وشهاداته في العمل أو الابتكار، بل تسأل عن عدد المتابعين، لا يهمها ماذا يطرح هذا الشخص لديه بمواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً بعض الشركات المعلنة همها فقط كم متابع لدى المؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي. إذن أين ذهبت الخبرة والثقافة والذكاء والابتكار وهي مقاييس الموظف الناجح أو الشخص الناجح، هل اختفت؟ يجب أن نفكر في هذا السؤال ونجد إجابة مقنعة؟ ومن وضع هذا المقياس؟ أسئلة مهمة يجب أن نسألها لأنفسنا ونجد إجابة وحلا، وللأسف إن بعض المؤثرين أثر على الآخرين بشكل سلبي وأصبح قدوة للأطفال حتى الكبار، لكن عندما توقفت مواقع التواصل الاجتماعي فكرت، ويجب علينا جميعاً أن نفكر، لو حدث وتوقفت نهائياً، ماذا سنفعل؟ ما الحل؟ من الآن يجب أن نفكر في الحل لو لم تعد ماذا سيفعل بعض المؤثرين أيضاً ممن ليس لديهم مادة مفيدة للطرح وليس لديهم عمل غير العمل على مواقع التواصل الاجتماعي، وماذا ستفعل بعض الشركات التي تعتمد عليهم؟ ماذا لو استمر التوقف أشهراً وسنين؟، هذا التوقف كان مفيداً لنا وجعلنا نفكر في كل الاحتمالات ونفكر ببديل أو نعود إلى حياتنا السابقة بدون إنترنت.
أنا شخصياً لم أتأثر بالعكس، استمتعت لأنني أرحت عيني عن قراءة ومتابعة الأخبار وأرحت عقلي عن التفكير بما يحصل بالعالم من أحداث متسارعة، وبعضها مؤلم ومرير، وأحسست أنني عدت بالزمن إلى ما قبل الإنترنت، كيف كان جميلاً وكنا نعيش حياتنا بسلاسة وحياة جميلة بالتواصل والتلاقي، طبعاً أكيد الآخرون تأثروا مثلي لكن يختلف التأثر لدى كل شخص، بالمختصر ما أريد طرحة أنه لا يجب أن نعتمد كلياً على مواقع التواصل الاجتماعي ونلغي العقل والتفكير الذي ميزنا خالقنا به، ميزنا بكثير من القدرات التي تناسيناها أو أوقفناها عن العمل وحصل بها كسل كبير، وهذا سيؤثر لاحقاً على الصحة العامة والنفسية أيضاً، والأهم أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي تنتهك الخصوصية وأن بعضها ليس بها أمان ويمكن أن تخترق معلومات الشخص وخصوصياته؛ لأن بعضها همه الربح المادي فقط، إذن يجب أن نفكر ونتوقع أن يحدث التوقف مستقبلاً، هل ستتوقف حياتنا وننتظر مواقع التواصل الاجتماعي لتخدمنا وننتظر الذكاء الاصطناعي ليخدمنا بحياتنا؟ هذا الانقطاع يجب أن يعلمنا درساً مهماً وقوياً أنه لا شيء بالعلم يلغي قوة وذكاء الإنسان وحضوره، والأهم إبداع الخالق فقد أبدع خالقنا بخلق الإنسان بجميع المجالات، ونحن من نؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا الحديثة ليست هي من تتحكم بنا وتؤثر علينا، فالإنسان هو من اخترعها وليست هي من اخترعت نفسها بنفسها، فلنوظف طاقتنا وذكاءنا وقدراتنا وإبداع الخالق بنا بأشياء مفيدة، بتكنولوجيا تخدمنا نفسياً وطاقياً وصحياً ولا نعتمد اعتماداً كلياً على التكنولوجيا الحديثة ومنها مواقع التواصل الاجتماعي، فكل شخص لديه جانب إبداعي يجب أن يوظفه وظيفة مفيدة له وللآخرين وأبنائنا، أيضاً نجعلهم يفكرون ويبدعون، يمكن حتى بعض العوائل مثلاً أن تجعل يوماً لأبنائهم بدون إنترنت «ليوم كامل» وتجعلهم يعيشون ما قبل مرحلة الإنترنت لكي يتعلموا ويتعايشوا بالحياة دون إنترنت ومواقع تواصل اجتماعي، إذن إن حدث هذا الحدث مجدداً وهو أمر متوقع الحدوث، فيجب أن نكون مستعدين ولدينا الحل والاستعداد النفسي وأن نتعايش بحياتنا بشكل طبيعي وألا نتذمر ولا نتوتر.
وأتمنى للجميع حياة جميلة وتفاءلوا بالخير تجدوه.
امل الحربي