للرياضة فوائد كثيرة للصحة الجسدية والنفسية، ولكن ما يمكن أن يسترعي انتباهنا أيضاً ويشجعنا على اعتماد الرياضة كأسلوب حياة هو توصل دراسات متخصصة لنتائج عكست العلاقة الإيجابية بين ممارسة التمارين الرياضة بصورة منتظمة وتجنب الإصابة بالخرف.

لقد أثبتت الدراسات العلمية أن «الشيخوخة تقلل من حجم الحصين وتسبب ضعف الذاكرة والخرف، وأوضحت أن أحجام فصوص الحصين والوسيط الإنسي أكبر في البالغين الذين يمارسون الرياضة ويشاركون في الأنشطة البدنية المختلفة». وبالتالي، لن يكون من الخطأ القول إن التمارين الرياضية هي شكل من أشكال العلاج للعديد من مشاكل الصحة العقلية المعقدة التي لم يجد لها العلم علاجات فعالة إلى الآن.

ووفقاً لتقرير حديث نشرته «العربية نت» أثبتت دراسة أمريكية - صينية مشتركة أن «ممارسة الرياضة يومياً تقلل من خطر الأمراض الانتكاسية، مثل الخرف والزهايمر، وذلك عن طريق تحسين تدفق الدم في المخ، ما يساعده على العمل والنمو بشكل جيد». وعلى وجه الخصوص، تساعد التمارين الهوائية أو الآيروبيكس في مكافحة التغيرات التي تحدث في الدماغ والتي تؤدي للإصابة بالخرف. وأما بالنسبة إلى مرض الزهايمر فقد «توصلت الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة لا تساعد فقط في علاج أعراض مرض الزهايمر، ولكنها قد تؤدي أيضاً إلى إبطاء تنكس الدماغ المرتبط بالمرض». وقد وجد الباحثون أن التمارين الهوائية على وجه التحديد هي التي تبطئ انكماش جزء الدماغ الذي يشارك في الذاكرة.

وفي السياق نفسه أثبتت التجارب «أن التمرين البدني يعدل جينات المخ ويؤدي إلى تغيرات وظيفية وهيكلية في المخ من أجل تحسين الوظيفة الإدراكية». ووفقاً لدراسة أجراها المركز الوطني الأمريكي لمعلومات التكنولوجيا الحيوية، تساعد التمارين الرياضية على تنشيط الجهاز الدهليزي، وهو جهاز إحساس يساهم في الحركة والإحساس بالتوازن، والذي يساعد على إحداث تغييرات في مناطق المخ مثل الحصين والقشرة الجدارية التي تشارك في الذاكرة. وأيضاً بحسب دراسة مشتركة لعلماء من جامعة إيلينوي قائمة على التجربة وأجريت على أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً، تبين أن زيادة اللياقة من خلال التمرينات الرياضية، ترتبط بمزيد من الكفاءة، ودقة سلوك الاستجابة السريعة لدى الشخص، ما يسهم في تحسين قدرته على التركيز.

وأفضل التمارين الرياضية للصحة العقلية بحسب ما جاء في موقع (توعية) هي «التمارين الهوائية المتواصلة وتمارين القوة أو المقاومة ورفع الأثقال وأيضاً تدريبات المرونة والتوازن».

رؤى الحايكي