سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الإناث، وهو السبب الرئيسي للوفاة بين النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 35 و54 عاماً. ولذلك قد تكون 10-20 % من الحالات مرتبطة بالحمل أو تحدث في غضون سنة واحدة بعد الولادة.

إن تشخيص وعلاج سرطان الثدي آخذ في التحسن، حيث تبلغ نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات حوالي 80% للفئة العمرية أقل من 50 عاماً. ويجب أن يكون علاج السرطان المرتبط بالحمل في فريق متعدد التخصصات. أقل من 10% من النساء المصابات بسرطان الثدي يصبحن حوامل وهناك أعداد متزايدة من النساء يسعين للحمل بعد العلاج، وغالباً ما يكون لدى الشابات المصابات بسرطان الثدي مخاوف تتعلق بالخصوبة ويحتجن إلى مناقشات مستنيرة حول الخصوبة والحمل والرضاعة بعد سرطان الثدي ومدى توافر إجراءات الحفاظ على الخصوبة.

تشخيص سرطان

الثدي في أثناء الحمل

قد يكون التشخيص صعباً عند النساء الحوامل أو المرضعات، لذا يجب إحالة النساء المصابات بتكتل في الثدي في أثناء الحمل إلى فريق متخصص في الثدي وأي تصوير أو اختبارات أخرى يجب أن يتم إجراؤها داخل فريق الثدي متعدد التخصصات، ويتم استخدام الموجات فوق الصوتية أولاً لتقييم الكتلة المنفصلة، ولكن إذا تم تأكيد الإصابة بالسرطان فإن التصوير الشعاعي للثدي mammogram ضروري (مع حماية الجنين) لتقييم مدى المرض والثدي المقابل، ويتم تشخيص الأنسجة باستخدام خزعة موجهة بالموجات فوق الصوتية للأنسجة core biopsy.

ويمكن إجراء العلاج العاجل بما في ذلك استئصال الورم او استئصال الثدي لا ينصح بالعلاج الإشعاعي حتى الولادة إلا إذا كان ينقذ حياة المريضة أو يحافظ على وظائف الأعضاء (مثل ضغط الحبل الشوكي) ويمكن مناقشة الولادة المبكرة في هذه الحالة. كذلك لا ينصح بالعلاج الكيميائي في الأشهر الثلاثة الأولى بسبب ارتفاع معدل تشوه الجنين، ولكنه آمن من الثلث الثاني من الحمل ويجب تقديمه وفقاً للبروتوكولات المتبعة.

الرضاعة الطبيعية

بعد التشخيص

لا ينصح للمرأة أن ترضع عند تناول (Herceptin) أو tamoxifen، لأنه من غير المعروف ما إذا كانت هذه الأدوية تنتقل في حليب الثدي. وتعتمد القدرة على الرضاعة الطبيعية على مدى الجراحة التي تم إجراؤها وما إذا كان قد تم استئصال القنوات الرئيسية، ولا يُنصح بالرضاعة الطبيعية في أثناء العلاج الكيميائي؛ لأن الأدوية تنتقل إلى حليب الثدي وقد تتسبب في قلة الكريات البيضاء عند الأطفال حديثي الولادة مع خطر الإصابة بالعدوى، ويجب أن يكون هناك فترة زمنية مدتها 14 يوماً أو أكثر من آخر جلسة علاج كيميائي لبدء الرضاعة الطبيعية للسماح بإزالة الدواء من حليب الأم، وإذا تم استئناف العلاج الكيميائي فيجب أن تتوقف الرضاعة الطبيعية.

تأثير الحمل

على احتمالية رجوع الورم

الأدلة من الدراسات المنشورة مطمئنة والبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل بعد الإصابة بسرطان الثدي لا يتأثر سلباً بالحمل، وقد أفادت الدراسات بأن معدلات البقاء على قيد الحياة بلغت 92% بعد سرطان الثدي في مراحله المبكرة. تُنصح النساء عموماً بالانتظار عامين على الأقل بعد علاج سرطان الثدي قبل الحمل بسبب خطر الانتكاس المبكر، ويكون معدل تكرار المرض أعلى في السنوات الثلاث الأولى بعد التشخيص ثم ينخفض.

* د. نعيمة عبدالكريم

*استشارية أمراض النساء والولادة