حادثة مؤسفة لفتاة أنهت حياتها بعد تعرضها للتنمر من قبل زميلاتها في المدرسة بسبب ملامحها المختلفة عنهن!

فتاة ولدت بملامح تشبه ملامح والدتها الآسيوية، كبرت والتحقت بمقاعد الدراسة لتبدأ معاناتها اليومية مع التنمرعلى شكلها وملامحها، صبرت وتحملت منذ أولى مراحلها الدراسية، إلى أن نفد صبرها وأنهت حياتها بقفزها من الطابق الرابع عشر وهي في سن الخامسة عشرة من عمرها، والسبب كلمات جارحة تعرضت لها من قبل زميلاتها في المدرسة، بعد أن فقدت الأمل في إيجاد من يوقفهن عن إيذائها.

وبالعودة إلى الحديث عن قصة الفتاة المسكينة التي كان كل ذنبها أنها لا تحمل ملامح عربية أو خليجية، والتي من المؤكد أنها لن تكون القصة الأخيرة، بل ستتكرر كثيراً مادام هناك من ينشئ أبناءه على العنصرية البغيضة، فأي حالة نفسية سيئة وصلت إليها كي تفكر في إلقاء نفسها من إحدى العمارات المؤلفة من 14 طابقاً.

بعد هذه الحادثة سألت نفسي، من المدان في هذه القضية؟ تناولت في مقال سابق موضوع التنمر، وأن أولياء الأمور لهم الدور الأكبر في خلق أجيال متنمرة؛ لأن الأطفال ما هم إلا نسخة من ذويهم، فإن كان الأهل صالحين كانت ثمرتهم صالحة، ولن تخرج الثمرة الفاسدة إلا من جذر فاسد؛ فالأطفال لا يولدون عنصريين، بل هي صفة تكتسب من الأهل أو المجتمع. تربية الأبناء لا تقتصر على توفير المأكل والملبس والمستلزمات الحياتية فقط، بل تتضمن تعليم الطفل الأخلاق الحميدة والتعايش مع الآخرين مهما كانت جنسيتهم أو لونهم أو عرقهم.

الغريب في الأمر هو أننا دائماً ما نتهم الغرب بالعنصرية، وننسى أننا عندما نمنع أطفالنا من الاختلاط أو التعامل مع أقرانهم بسبب جنسيتهم أو عرقهم أو دينهم، هي عنصرية بحد ذاتها.

عبير مفتاح