انتهى اليوم الدراسي وحان وقت انصراف الطلاب إلى منازلهم، صعد سمير إلى الحافلة فرحاً مسروراً يمسك شهادة درجاته بيده: الحمد لله، حصلت على درجات شبه نهائية في اختبارات الشهر الماضي، والآن سأحصل على المفاجأة التي وعدني بها والدي. جلس سمير يحدث نفسه في طريق عودته.

دخل سمير إلى المنزل، ووجد والده يصلي، انتظره حتى انتهى من صلاته، تقدم نحوه وقبل يده قائلا: تقبل الله صلاتك يا أبي.. تفضل، هذه شهادة درجاتي وفيها ما وعدتك به. وما إن وقعت عينا والده على تقديره حتى تهلل وجهه سروراً، ثم قال: ما شاء الله!! بارك الله فيك يا ولدي، أنت الآن تستحق ما وعدتك. انتظرني لحظة، عاد الوالد من غرفته يحمل علبة بيده، فتح سمير العلبة فوجد في منتصفها مجسماً للكعبة المشرفة، وحولها قطع من الحلوى تبدو شهية المذاق ولكنها متعددة الألوان والأشكال، فسأل والده متعجباً: ما هذا يا أبي؟ أجابه والده: نعم يا ولدي نحن في شهر ذي الحجة، وأحببت أن أعرض لك جمال أمتنا الإسلامية في مشهد الحج العظيم.

قال سمير: كيف ذلك؟ قال الأب مشيرا للعلبة: هذا المكعب هو الكعبة المشرفة، وحبات الحلوى حوله تمثل المسلمين الذين يطوفون حولها، وهم من ألوان ولغات وبلاد مختلفة ولكن يجمعهم الدين الذي يؤمنون به وهو دين الإسلام. أترى هذه الألوان المتعددة للحلوى؟ إنها تضفي جمالاً على العلبة تماماً كما يضفي تعدد أجناس ولغات المسلمين جمالاً على أمتهم؛ فالمسلمون على تعدد أجناسهم ولغاتهم وتباعد أقطارهم فإنهم يجتمعون في مكان واحد وزمان واحد ويلهجون بلسان واحد على قلب رجل واحد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.

فقد قال عز من قائل واصفاً هذا العرس السنوي: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق» صدق الله العظيم. قال سمير لوالده وهو يتناول الحلوى التي أحضرها له: إن المسلمين يا أبي مثل حبات الحلوى هذه على الرغم من ألوانها المتعددة فإن جميعها مصنوعة من السكر وطعمها حلو.. وكما أن الحلوى تجتمع كلها في نفس العلبة.. كذلك المسلمون، فرغم تعدد لغاتهم وألوانهم وبلادهم فإنهم أمة واحدة؛ ربهم واحد، ودينهم واحد وجميعهم إخوة.