نلاحظ أحياناً بأننا نلجأ للطعام عندما لا نكون بمزاج جيد، أو لأننا نحس بالفراغ أو الضغط أو التوتر. ويسمى هذا النوع من الجوع بالجوع العاطفي وهو جوع غير حقيقي لأنه يحدث فجأة وله علاقة مباشرة بما نشعر به من مشاعر سلبية سواء أكان ذلك بوعي منا أو من غير وعي. وقد لاحظنا جميعنا على أنفسنا وعلى غيرنا بأنه في فترة الحجر الصحي وبسبب الجائحة انتشر الجوع العاطفي وأصبح الجميع يأكلون بطريقة شرهة بسبب التوتر أو الشعور بالفراغ والملل.
ويتسبب الجوع العاطفي بزيادة الوزن كونه لا ينتج عن حاجة الجسم للغذاء، كما أنه يدفع الشخص للأكل لفترات طويلة ومن غير تفكير. وبحسب موقع كليفلاند كلينك أبوظبي فإن هناك نصائح يمكن اتباعها للحد من الجوع العاطفي. أهمها أن نواجه أنفسنا ونسألها لِمَ نريد أن نأكل في هذه اللحظة؟ هل نحن جائعون حقاً وبحاجة للطعام؟ أم أننا نشعر بشيء من الضيق أو الملل ونريد أن نشتت أنفسنا فنلجأ للطعام؟ إن مواجهة النفس مفيدة وتساعد على التحكم بالشعور بالجوع العاطفي. كما أن من أفضل الطرق التي تساعدنا أيضاً على مقاومة عادة الأكل العاطفي هي إبعاد الأطعمة غير الصحية والشهية عن ناظرينا مثل رقائق البطاطس والكعك والحلويات، لأن ذلك سيقلل بالنتيجة من احتمالية تناولنا لها. ومن الأفضل أيضاً أن نوفر لأنفسنا الطعام الصحي مثل الفواكه والخضراوات والمكسرات وغيرها من الأطعمة الصحية الخفيفة التي توفر للجسم الفائدة في حال لم نستطع التحكم برغبتنا في تناول الطعام. وهناك فكرة يمكن أن تساعد أيضاً على الحد من هذه الظاهرة وهي تدوين ما نأكله من الطعام يومياً وأيضاً تدوين تفاصيل عدد مرات تناول هذه الأطعمة كون ذلك يساعد على تحليل الملاحظات واتخاذ تدابير تمكننا من التحكم بالجوع العاطفي وإيقاف زيادة الوزن غير المرغوب بها.
هذه النصائح تساهم بفاعلية من الحد من هذه الظاهرة. ولكن ما يهم أيضاً هو تحديد درجة الجوع العاطفي الذي نمر بها، هل هي بسيطة أم لا؟ وهل مضى وقت طويل ونحن نعاني منها ؟ أحياناً يكون الاكتئاب المزمن والغضب المستمر مسببين رئيسين للشعور بالرغبة الشديدة والمستمرة بالأكل وفي هذه الحالة لن تفيد النصائح السابقة في التحكم بالجوع العاطفي ولابد لنا من استشارة الطبيب النفسي المختص لكي يقيم الحالة التي نمر بها ويعالجها من جذورها.
رؤى الحايكي