أقامت مدرسة مسابقة لأفضل عمل تطوعي مفيد يقوم به الأطفال، تناقش ناصر مع أصدقائه بموضوع المسابقة الخاص بمدرسته، قال بدر: أبي رجل إطفاء، سأذهب معه في جولة وأكتب ما أسمعه من رجال الإطفاء، وما يحدث معهم من مواقف، وقال يوسف: وأنا خالي لديه شركة مسؤولة عن تنظيف الشواطئ والحدائق، سأذهب معه وأتحدث مع العمال، وأكتب ما أسمعه وأفوز.

كان ناصر يسمع دون أن يتكلم، عاد ناصر إلى المنزل وهو يفكر، وعلى مائدة الغداء قالت الأم: ما بك يا بطلي بم تفكر؟ أخبر ناصر أمه عن المسابقة، وقال: أنا لا أعرف ماذا سأكتب، وبم سأتحدث يوم المسابقة؟ وموعد التسليم الأسبوع القادم، في اليوم التالي كان يوم عطلة، نزلت العائلة إلى البحر، كان ناصر يلعب مع دانة لعبة تسلق، وفجأة وقعت دانة وجرحت ساقها، وبدأ الدم ينزل منها، خافت دانة من الدم وبدأت بالبكاء.

أسرع لها ناصر ونظر إلى جرحها، وقال لها بلطف: لا تخافي يا أختي، انتظريني قليلاً، لا تتحركي، ثم أسرع إلى السيارة وأحضر علبة الإسعافات الأولية، وبدأ يتذكر درس الإسعافات الأولية والطريقة التي شرح لهم بها الفريق الطبي الذي زار مدرستهم، وأخرج القطن من الحقيبة ونظف الجرح قليلاً، ثم وضع المعقم، ثم المضاد الحيوي، ثم وضع اللاصق الطبي عليها، ثم حمل دانة بهدوء وذهب إلى والديه، وقال: أظننا بحاجة للذهاب إلى الطبيب.

أسرع الوالدان بدانة إلى الطبيب، نزع الطبيب اللاصق الذي وضعه ناصر، وقال: لا داعي للخوف وبدأ بتنظيف الجرح من جديد، ثم وضع ضمادة ولاصقاً، وسأل: من الذي أسعفها، أشار الوالد إلى ناصر وقال: أخوها الأكبر، قال الطبيب: أحسنت يا ناصر، عمل رائع؛ فتنظيف وتعقيم الجرح سريعاً يساعد في شفائه.

في طريق العودة شكرت دانة أخاها، قالت الأم بابتسامة: صار عندك الآن قصة عملية حقيقية لمسابقة المدرسة، في المنزل قام ناصر بكتابة ما حدث بالتفصيل، وقدمها في اليوم التالي للمسابقة، وعند فرز النتائج كان ناصر هو الفائز؛ لأن قصته واقعية، حدثت معه. وعاد إلى المنزل مسروراً جداً ومتمنياً الشفاء لأخته.