علينا أن نعلم أن مجريات وأحداث التعليم حالياً قد تغيرت عن ذي قبل؛ لأن التعلم عن بعد أصبح هو الأكثر انتشاراً وعليه فقد جعل منه الشعور بالبعد الفعلي، ولكن علينا أن نتدارك هذا الشعور ونصححه لدينا ولدى أطفالنا جميعاً، وذلك من عدة عوامل وطرائق، فلا بد من أن نعترف أنها معاناة لكثير من الأمهات، وهي منتشرة بشكل كبير على مستوى العالم، إنها كره الطفل للذهاب إلى المدرسة، وكثيراً ما تتساءل الأمهات وتبحث عن إجابة، لماذا يكره الأطفال المدرسة؟
من الممكن أن تكون هناك مشكلة ما من معلم أو زميل، حتى وإن كانت مجرد خيال لدى الطفل، قد ترتبط المدرسة ببعض المشاعر السلبية للطفل مثل السخرية أو المضايقات من أطفال آخرين. قد يرى الطفل المدرسة مكاناً لكثير من العمل والاختبارات وحشو المعلومات، التي من الممكن أن تكون غير مثيرة للاهتمام من وجهة نظره، إن الأطفال بطبيعتهم لا يميلون للأنظمة والتعليمات ذات النهج الصارم، فمن وجهة نظرهم ما الذي يجعلهم يتركون العطلة واللعب والمرح للذهاب إلى مكان لتلقي تعليمات وتهديدات بالعقاب أحياناً.
قد يكون سبب كره الطفل للمدرسة هو بعده عنكِ ورغبته في البقاء بالمنزل. هل كره الطفل للمدرسة دليل على الغباء؟ لا توصلي بتفكيرك إلى هذه المرحلة ولا تجعليها تصل إلى طفلك أبداً؛ لأن هذا الاعتقاد خاطئ جداً، فلا علاقة لمستوى ذكاء الطفل بكرهه أو حبه للمدرسة، بل يمكن أن يكون نفور الطفل من المدرسة في بعض الأحيان دليلاً أن عقله يعمل بشكل صحيح، فالطب النفسي يفيد بأن التركيب الدماغي للطفل السليم يرفض أي عوامل تهديد أو إزعاج محتمل من وجهة نظره، وهو ما قد يتمثل في المدرسة ونظامها.
كيف أجعل ابني يحب المدرسة خاصة مع وجود التعلم عن بعد وإن أصبح فيه البعد بالفعل عن الجو المدرسي الذي اعتدنا عليه، مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة وأصبح التعليم والدراسة من خلال الأجهزة وقضاء معظم الوقت بالجلوس المفرط عليها. علينا اتباع عدة عوامل أولها:
- الاستماع إلى مشكلات الطفل في المدرسة وإن كانت صغيرة، وإن كانت من وحي خياله، وخاصة إذا كان يصاب بنوبة بكاء عند الحديث عنها، تحدثي مع طفلكِ عن الصورة التي يحب أن يرى فيها المدرسة، وإن كان مسؤولاً عنها ماذا سيفعل حتى تكون ممتعة له ولأصدقائه.
- عليكِ أن تستبدلي الأفكار السلبية لديه بالأفكار الإيجابية، على سبيل المثال من أكثر معلمة تحبها؟ ما أكثر مقعد تحب الجلوس عليه؟ ما اللعبة التي تفضلها مع أصدقائك؟ ما أكثر درس تحبه؟ وهكذا، وما هي أكثر معلمة تحبها وما هي المواد التي تود الإنجاز بها أولاً، حاولي قضاء أكبر وقت مع ابنكِ عند عودته من المدرسة، ولا تلخصي هذا الوقت في الاستذكار والدروس فقط، تحدثي مع الطفل عن النجاح وحلمه في المستقبل، وكيف أن المدرسة ستساعده على ذلك، ليكون لديه رابط بين التميز وبين المدرسة، وقومي أيضاً بالتواصل مع معلمات ومعلمي الطفل وإبداء مقترحاتكِ بصفة عامة للمساهمة في تعلق الأطفال بمدرستهم، ومساعدتهم على تجاوز أي مخاوف متعلقة بها، وإعداد برامج لعلاج صعوبات التعلم.
ويجب عليكِ أن تربطي إنجاز الطفل أو إشادة معلمه به بزيادة تقديره ومدحه أمام أصدقائه وزملائه وعائلته، ليشعر أن المدرسة من الممكن أن تكون سبباً في تحقيق ذاته والفخر به.
أميرة البيطار