ياسمينا صلاح
الطفولة المبكرة مرحلة حساسة تحتاج العناية والقرب العاطفي
يحتاج الأطفال لعناية ورعاية خاصة دائمة من قبل الجميع ويحرص على الاهتمام بهم بشتى الطرق في أمور عدة وعندما يحين موعد النوم تختلف الطرق والأساليب للأمهات في استعدادهم لتهيئة الطفل للنوم براحة وبصورة هادئة.
وقالت ليلي أحمد: "العناية بالأطفال ليست من الأمور السهلة تظل الأم تتعلم هذا الأمر ليس فقط مع أول طفل ولكن مع جميع أطفالها باختلاف أسلوبهم وطريقة تفكيرهم واحتياجاتهم لذلك أقوم بعدة طرق قبل تهيئة طفلي لنوم طويل ومريح، أقوم بتركه يلعب كما يشاء لأن اللعب يساعد على تفريغ الطاقة لديه ولأن عمر طفلي سنتين وفي هذا العمر يحب الطفل الاستكشاف".
وبينت: "بعدها أقوم بإعطائه بعض الحليب وتركه يكمل اللعب لأن الحليب يقوم بتهدئة الأعصاب للأطفال ويساعده من الناحية الجسمانية كثيراً ويحتاج الطفل في هذا العمر قدراً ليس بقليل من الحليب وبعدها أذهب به للاستحمام بماء دافئ يساعده على الاسترخاء أكثر بعد يوم شاق من اللعب ويصبح جاهزاً للنوم ولكنه يستيقظ بين حين وآخر وهذا ما أحاول علاجه".
** النوم والشعور بالراحة والاسترخاء
من جهتها تقول بدور علي: "طفلتي عمرها سنة تحب اللعب كثيراً، ولكن عندما يأتي وقت النوم تبدأ المعركة الكبرى حيث إنها تفضل اللعب عن النوم والشعور بالراحة والاسترخاء، حاولت البحث في طرق عدة لمعرفة هل من أطعمة تؤدي لزيادة الحركة يمكن تجنبها أو أن أقوم بجعلها تستحم بماء دافئ قبل النوم لتسترخي وقد ساعدني هذا الأمر قليلاً ولكن تبقى المشكلة في جعلها لا تفكر في أمر اللعب طوال الوقت وأن يكون نومها منتظم ومناسب لعمرها".
وقالت مريم محمد: "فترة النوم بالنسبة للطفل تعتبر قيداً وليست راحة مثلما يشعر الكبار هذا ما يشعر به طفلي الذي يبلغ من العمر 4 سنوات ولكن حاولت بطرق شتى أن أجعله يشعر بأن ما يريده سوف يقوم به خلال اليوم ويلعب كما يشاء، وعند النوم يجب أن يلتزم بهذا الوقت المخصص للراحة وأن يكون نومه لعدة ساعات منتظمة لان ذلك أيضاً يساعده على النوم بشكل أكبر وبصورة صحية، ولكن لا جدوى من الأمر قد ينتظم أياماً ويعود كالسابق والتعود مع الأطفال من الأمور التي قد تحتاج وقتاً وممارسة ولكن لا يوجد حل مثالي للأمر فقد حاولت مراراً عدة وبطرق مختلفة ويبقى الحال كما هو عليه".
وأكدت اختصاصية الإرشاد الأسري زهراء سند أن في نهاية اليوم أياً كان عمر طفلك فهو بعد يوم حافل طويل سيحتاج حتماً للنوم فدماغ الطفل في وقت النوم أكثر قدرة وقابلية واستعداداً لتقبل القيم وحفظ ما يرد عليه، واكتشف الباحثون أنه عندما ينام الرضع والأطفال الصغار، فإن دماغهم مشغول ببناء وتقوية الروابط بين النصف الأيمن والأيسر من المخ، كما يصف الباحثون دماغ الطفل وقت النوم كالإسفنج.
وأضافت أن ديننا الإسلامي يحث على تقبيل الأطفال قبل النوم وأثناءه حتى وإن لم يستفيقوا، ودعمت الدراسات هذه التوصيات الدينية بأن الآثار الإيجابية لتقبيل الطفل أثناء نومه تسهم في تحسن قدراته ونمو دماغه، لذا فإن الاستعداد للنوم مهم وضروري وعلينا جعله من الأوقات المحببة إلى قلب الطفل عن طريق عمل روتين للنوم.
وبينت أن الروتين يشتمل على الحرص على وقت محدد وخاص للنوم يعتاد عليه الطفل منذ صغره، ولتحقيق ذلك على الأم التحقق من عدد الغفوات اليومية التي يحتاجها الطفل والمجموع الكلي لعدد ساعات النوم حسب عمره، والسهر للأطفال مرفوض أياً كانت الأسباب، لأنها تخلق طفلاً متمرداً وعدوانياً وصعباً في التعامل، وينتج ذلك عن عدم الراحة بسبب قلة النوم، ومرافقة الوالدين الطفل لفراشه في موعد نومه ضروري من أجل اطمئنانه بشرط أن يكون الطفل مدركاً أن والديه سيغادران الغرفة ولن يناما معه حتى لا يستيقظ مذعوراً حين لا يراهما بجانبه.
وتابعت قراءة القصص المحببة للطفل والتي تدعم القيم الإيجابية، لقابلية الطفل في هذا الوقت لتقبل القيم وإحساسه بالأمان، وأن تكون وجبة العشاء صحية مشبعة تحتوي على مغذيات تساعد على النوم العميق كالموز والشوفان والحليب، وتجنب محاسبة الطفل على أخطاء سابقة خلال اليوم واسترضائه قبل النوم يجعل منه طفلاً متسامحاً، وقت النوم هو وقت الغفران والمسامحة وزرع الأفكار الإيجابية في عقل الطفل مثل أنت مميز وأنت محبوب وغيرها من الرسائل بعيدة المدى التي تغرس في العقل الباطن للطفل.
وأشارت: "لا ننسى أن مشاركة الطفل في اختيار ملابس نومه تزيد من ثقته واعتزازه وتزيد من رغبته وتقبله لوقت النوم، والحرص على نظافة الطفل وتحميمه يساهم في نوم عميق، والسماح للطفل في وقت النوم اللعب بدمى غير صلبة أو وسائد صغيرة بأشكال محببة تشعره بالأمان إذا أحبها الطفل وشعر بالراحة لوجودها، والتعامل بصبر وحكم مع نوبات البكاء الليلية لدى الطفل فهي طبيعية وعلى الوالدين الصبر وإدراك أنه قد تكون طبيعية أو قد تكون لها أسباب منها: مشاهدة مناظر مزعجة، الحاجة لدورة المياه، المرض، النوم منزعجاً، الشعور بالحر أو البرد، الملابس أو السرير الغير مريحين.
وختمت: "أن تبادل الأحاديث مع الأطفال قبل النوم له دور كبير في تقوية العلاقة مع الطفل ويعطيه شعوراً بالحنان والحب والتقارب بلا شروط ولا أحكام ولا حساب، وأنه وقت الاسترخاء والمسامحة والحب قبل النوم العميق".