كان هناك تاجر كبير يسمى أبا إسلام، كان ذلك الرجل لا يهتم بأي شيء بحياته إلا جمع النقود وتوسيع التجارة ، وفي يوم من الأيام رجع أبو إسلام إلى منزله، وأخبرته زوجته أن ابنه إسلام بالغرفة يبكي بكاءً شديداً وأنه حزين جداً.

انزعج الأب وأسرع لغرفة ابنه إسلام، ووجده بالفعل يبكي بكاءً شديداً، فسأله أبوه ما يبكيك يا ولدي؟ أخبره الابن أن جارهم قد توفي اليوم، وأنه حزين جداً عليه، استغرب والد الطفل من حزن ابنه على ذلك الرجل العجوز.

وقال له مازحاً كي يواسيه ويخفف من حزنه إن العم حسين كان رجلاً عجوزاً، وقد زاد عليه المرض بالسنوات الخمس الأخيرة، وأن الله عز وجل أراد أن يريحه من تلك الآلام، كما قال ممازحاً لو كان أبوه هو من مات لم تكن لتحزن عليه كل ذلك الحزن، كما أنني أظن أن أبناء حسين لم يبكوا عليه كل ذلك البكاء.

اندهش الشاب مما قاله أبوه وغضب منه كثيراً، وقال له إن العم حسين كان يهتم بي، وكان يحثني يومياً على الصلاة وعلى حفظ القرآن، أنت نفسك لم تفعل هذا معي، كل ما كان يهمك هو جمع النقود والاهتمام بالتجارة ولم تكن تهتم بشأني.

رجع الأب إلى غرفته وأخذ يفكر في ما قاله ابنه إسلام، وبالفعل أدرك الرجل أن الابن محق في كل ما قاله، وأنه مقصر في حق ولده، فذهب الأب إلى غرفة ابنه مجدداً، وقام باحتضانه بشدة واعتذر إليه، وقال له إنه على حق وإنه سوف يتغير من الآن.