وليد صبري - إهمال الحالة يؤدي لصعوبات في التعلم وتعثر تحصيل المهارات الأكاديمية- عملية التخاطب تتعرض لاضطرابات تتضمن اللغة والكلام والصوت- تأخر نمو اللغة عند الأطفال أكثر اضطرابات التخاطب شيوعاً- 1456 طفلاً بنسبة 72 % يعالجون من تأخر نمو اللغة في عيادات التخاطب- 261 مريضاً بنسبة 13 % يعانون من اضطرابات اللثغة- اضطرابات التخاطب عند الأطفال تؤدي لصعوبات تعلم وتعثر في تحصيل المهارات الأكاديمية- تقييم وتشخيص وعلاج اضطرابات التخاطب عبر برنامجين وقائي وعلاجي- علاج حديثي الولادة المصابين باضطرابات البلع والأطفال المصابين بالإضطرابات النمائية- الكشف المبكر يلعب دوراً هاماً في علاج اضطرابات التخاطبكشف رئيس قسم علاج اضطرابات التخاطب بمستشفى الملك حمد الجامعي، محمد المنتصر محمود، عن أنه تم تقديم "22500" جلسة علاجية لعدد "2015" مريضاً ترددوا على عيادة اضطرابات التخاطب بمستشفى الملك حمد الجامعي خلال 6 سنوات، موضحاً أن تأخر نمو اللغة عند الأطفال، يعد أكثر اضطرابات التخاطب شيوعاً بين المرضى المترددين على عيادة التخاطب، لافتاً إلى أن 1456 طفلاً يعانون من هذا الاضطراب بنسبة 72 % من إجمالي عدد المرضى، فيما يأتي في المرتبة الثانية اضطرابات اللثغة عند الأطفال والبالغين، حيث بلغ العدد 261 مريضاً بنسبة 13 %، في حين يأتي بعدهما مرضى اضطرابات الصوت، العي، البلع، الحبسة الكلامية والخنف.ونصح المنتصر في حوار خص به "الوطن"، بضرورة الكشف المبكر والتدخل المبكر لعلاج اضطرابات التخاطب عند المرضى، حتى يمكن تفادي المضاعفات والآثار السلبية والمشكلات التي يمكن أن يعاني منها المريض فيما بعد عند تفاقم هذه الاضطرابات لديه، خاصة عند الأطفال. وإلى نص الحوار:ما أنواع التخاطب؟- إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وكرمه على سائر المخلوقات، وذلك بما حباه له من صفات ونعم كثيرة. وواحدة من النعم التي مّن الله على الإنسان بها هي نعمة اللغة، والتي اختص الله بها الجنس البشري دون سائر مخلوقـات الأرض، وبالتالي احتاجت الجماعات المختلفة بشرية كانت أم حيوانية إلى وجود رمز مشترك تستطيع من خلاله التفاعل فيما بينها. وهذا الرمزهو التخاطب، والذي يمثل بدوره عملية الاتصال أي تبادل المعنى بين طرفين. وللتخاطب شكلان هما، "تخاطب انعكاسي Reflexive communication"، و"تخاطب تجريدي Abstractive communication"، والتخاطب الانعكاسي، هو عبارة عن حركات غريزية مفهومة المعنى يكون مبعثها موقفاً معيناً. ويظهر ذلك إذا نظرنا إلى مستعمرة الـنـمـل أو مـمـلـكـة الـنـحـل فـسـوف نـجد قمة في النظام والـتناسـق، عـن طـريق أداء حـركات معينة بين بعضهم البعض. وقد تعلمنا من القرآن الكريم أن للنمل لغة للتخاطب ولكننا لا نحسها، وكذلك في الـطـيور، والثـديـيات، وسـائـر الكائنات الحية، ويستخدمه أيضاً الإنسان فمثلاً الابتسامة أو البكاء أو احمرار الوجه عند الخجل، أما التخاطـب التجريدي، فهو نظام افتراضي يقرن الصوت والرمز بالمعنى، هذا النظام هـو اللغة، فاللغة تعتبر واحدة من الأوجه العديدة التي ابتدعها الإنسان للتواصل، ومن خصائص اللغة أنها آدمية، أي أنـهـا خـاصـة بالجـنس البشري، حيث توجد حيوانات كثيرة تستطيع التخاطب مع بعضها البعض وقد تم تعليم بعضها مثل الشمبانزي كيف تقوم بحل المسائل واستخدام الأدوات ورغم ذلك فشلت في أن تكتسب لغة حتى بعد التعليم المكثف.هل تتعرض عملية التخاطب لاضطرابات؟- نعم، تتعرض عملية التخاطب إلى العديد من الاضطرابات تسمى بـ"اضطرابات التخاطب COMMUNICATION DISORDERS"، وهي تنقسم إلى 3 أقسام:أولاً: اضطرابات اللغة: وهي كل ما يؤثر على قدرة الفرد على التجريد اللغوي. وتنقسم إلى:1- تأخر نمو اللغة عند الأطفال: وهو عدم قدرة الطفل على استخدام التجريد اللغوي واستعمال الجهاز الرمزي للغة. أي عدم القدرة على الاتصال بالبيئة المحيطة باستقبال أو إرسال الرموز الصوتية في سن يجب أن تستخدم فيه اللغة بشكل جيد مقارنة بالقرناء.2- الـعـي: وهو فقدان اللغة بعد اكتمال نموها عند الكبار نتيجة لإصابات وأمراض دماغية، مثل السكتة Stroke الناتجة عن اضطرابات الدورة الدموية بالدماغ، أو الأورام الدماغية أو الالتهابات أو الإصابات، وبعض الجراحات المخية. مما يؤثر على جميع جوانب اللغة من القدرة على الفهم والتعبير والقراءة والكتابة، وغالباً ما يكون مصحوباً بتغيرات في العمليات البصرية، والسمعية، والحسية الحركية، والنفسية.ثانياً: اضطرابات الكلام: عن طريق الكلام تشكل اللغة في صورة أصوات ويتم الـتـعـرف عـلـى هــذه الأصـوات سـمـعـيـاً عـن طـريــق الـخصـائص المميزة لـكـل صوت ومنها التردد والشـدة، وكـونـه مـجـهـوراً أو مـهموساً، أنفياً، انفجارياً، احتكاكياً، وإلـى غـيـر ذلك من الخصائص. فاضطرابات الكلام أو النطق تشتمل على كل ما يصيب وظيفة إخراج أصوات اللغة من سواكن ومتحركات بشكل صحيح، ومن هذه الاضطرابات:1- التلعثم: اضطراب يصيب طلاقة الكلام المسترسل، وتكون العثرات في صورة تكرار، أو إطالة، أو وقفات، أو إدخال بعض المقاطع أو الكلمات التي لا تحمل علاقة بالنص لمجرد ملء الفراغات. وغالباً ما يكون مصحوباً بحركات لا إرادية لحظة التلعثم في الوجه، أو الرقبة، أو الأكتاف أو الأيدي وأجزاء أخرى من الجسم. وحتى الآن لا يوجد سبب واضح للتلعثم فمن الممكن أن تكون أسبابه، وراثية، أو عصبية عضوية، أو عصبية نفسية أو سلوكاً يتعلمه المريض من الصغر نتيجة لظروف بيئية.2- الخنف "الخمخمة": يعرف على أنه خلل في إصدار الأصوات الكلامية نتيجة لزيادة أو نقصان في الرنين الأنفي. ويرجع ذلك إلى أمراض الأنف مثل الجيوب الأنفية أو اعوجاج الحاجز الأنفي، أو وجود لحمية خلف الأنف، أو لعيوب في كفاءة الصمام اللهائي البلعومي، أو لعيوب في سقف الحلق مثل القصر والشق الذي عادة ما يكون مصحوباً بشق في الشفاة. ويوجد أنواع من الخنف، منه المفتوح، والمغلق، والمزدوج.3- اللـثغة: وهي عدم القدرة على لفظ بعض الأصوات بالطريقة الصحيحة وذلك في عمر يجب أن تلفظ فيه هذه الأصوات بشكل جيد، وتظهر في شكل حذف أو إبدال أو تحوير. وقد تكون نتيجة لعلة عضوية في أعضاء النطق كاللسان أو الأسنان، أو لأسباب وظيفية. ومن أشكالها:- اللثغة الرائية: ويـكون الـخلل فـي لـفـظ صـوت الـ / ر/ ، فمن الـمـمكن أن يلفظ / ي/، / ل/، / و/، / غ/.- اللثغة السينية: وفيها ينطق صوت الـ / س/ ، أو الـ / ص/ ، أو الـ / ز/ بطريقة خاطئة، فمن الممكن أن ينطق بطريقة أمامية Interdental، أو طريقة جانبية Lateral، أو طريقة بلعومية Pharyngeal.- اللثغة الخلفية الأمامية: وهي عدم القدرة على التمييز بين الأصوات الانفجارية الخلفية مثل الـ/ ك/،/ ج/، وبين الأصوات الانفجارية الأمامية مثل الـ/ ت/ ، / د/، فيحدث إقلاب للأصوات الخلفية.- الحـبـسـة الـكـلامـيــة: وهي صعوبة في النطق وإخراج الكلام بوجه عام نتيجة لعلل عضوية بالجهاز العصبي المركزي "الأعصاب الطرفية"، مما يؤثر على الأداء الحركي لعضلات التنفس والحنجرة والنطق والفكين. وليس بالضرورة أن تؤدي هذه العلة العصبية إلى شلل لهذه العضلات، وإنما في كثير من الأحيان تكون العلة أساساً في قصور التنسيق الحركي بين هذه العضلات العديدة.ثالثاً: اضطرابات الصوت: وهـي عـبارة عـن كل ما يصيب وظيفـة الـصوت من خلل ومـتـاعـب. فـالـصـوت هـو الـمـوجـة الـحاملة للاتصالات اللـفـظية. وتعتمد سلامته على التركيب السليم للحنجرة في قدرة التحكم العصبي العليا بالمخ ومنها الاضطرابات العضوية أو الوظيفية.هل لنا أن نتطرق إلى قسم اضطرابات التخاطب بمستشفى الملك حمد الجامعي؟- منذ أن تم تأسيس قسم اضطرابات التخاطب بمستشفى الملك حمد الجامعي في يونيو عام 2013، ويتم العمل فيه على الوقاية وتقييم وتشخيص وعلاج جميع اضطرابات التخاطب عند الأطفال والبالغين بمختلف الأعمار والقدرات، وذلك عبر تطبيق برنامجين أساسيين وهما برنامج وقائي وآخر علاجي. والبرنامج الوقائي يهدف إلى الحد من انتشار اضطرابات التخاطب في المجتمع البحريني، كما يهدف إلى الكشف المبكر عن هذه الاضطرابات وعلاجها. ويطبق ذلك من خلال رفع مستوى الوعي العام حول طبيعة اضطرابات التخاطب وكيفية الوقاية منها عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وسائل التواصل الاجتماعي. وإصدارالمنشورات التوعوية، وتنظيم وإقامة ورش العمل والندوات والدورات التدريبية المتخصصة. أما البرنامج العلاجي فيطبق من خلال تقييم وتشخيص وعلاج جميع اضطرابات التخاطب للمرضى المترددين على العيادة الخارجية أو المحجوزين بأجنحة المستشفى.ما آلية العمل بالقسم؟- القسم يستقبل جميع المرضى بمختلف أعمارهم وقدراتهم، حيث إنه من الممكن تقديم الخدمات العلاجية للأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من اضطرابات في البلع أو الذين يثبت إصابتهم بإعاقات مختلفة كالضعف السمعي أو المكفوفين أو ذوي إلإعاقة الذهنية "كذوي متلازمة داون"، أو ذوي الإعاقة الجسدية الذين قد تؤثر إعاقتهم على اكتسابهم للغة بشكل طبيعي. كما يتم تقديم خدماتنا للأطفال الذين يكونون عرضة للإصابة بالاضطرابات النمائية.كم عدد المترددين على عيادة اضطرابات التخاطب بمستشفى الملك حمد الجامعي؟- خلال السنوات الست الماضية تم تقديم "22500" جلسة علاجية لعدد "2015" مريضاً ترددوا على عيادة اضطرابات التخاطب بمستشفى الملك حمد الجامعي. ويرتكز العمل خلال هذه الجلسات على تعريف المريض أو ولي أمره أو القائم على رعايته، بطبيعة الاضطراب لديه، كما يتم تدريبه على الأهداف العلاجية التي تضمنتها الخطة العلاجية التي أُعدت له، والتي يتم إعطاؤه لها مع شرح مفصل لكيفية تطبيقها في المنزل، والتأكيد على أهمية تعميم هذه الأهداف العلاجية خلال أنشطة الحياة اليومية حتى يتم التغلب على جميع نقاط الضعف التي يعاني منها المريض.كيف ترون أهمية الكشف والتدخل المبكر لعلاج اضطرابات التخاطب؟- نحن نؤكد على أهمية الكشف المبكر والتدخل المبكر لعلاج اضطرابات التخاطب عند جميع المرضى، حتى نعمل على تفادي المضاعفات والآثار السلبية والمشكلات التي يمكن أن يعاني منها المريض فيما بعد عند تفاقم هذه الاضطرابات لديه، وخاصة عندالأطفال حيث إن هذ الاضطرابات من الممكن أن تؤدي إلى صعوبات تعلم وتعثر في تحصيل المهارات الأكاديمية كالقدرة على القراءة أو الكتابة أو الحساب.