نعيش هذة الأيام أعياداً بحرينية وحفلات وطنية، أعياداً و أفراحاً كلها ألوان وموسيقى. نحمد الله تعالى ونشكره على هذه النعمة بل النعم؛ فقد عادت أفراح بلادي بعد فترة توقف بسبب الجائحة، عادت لتعيد لنا البسمات والمسرات.
إنها لفرصة من ذهب أن نستذكر فيها ما قدمه لنا الوطن طيلة حياتنا، سواء في الرخاء أو الشدائد، نستذكر منجزاتنا وطموحاتنا، نستذكر ولاءنا وحبنا الكبير بل العظيم لهذا الوطن. هي فرصة ذهبية أن نذكر أبناءنا لماذا نحب وطننا بل لماذا نعشقة؟ فرصة نتكلم فيها من القلب ونذكر فيها ما يمكن للأيام أن تكون قد دفنته تحت ركام التعب والإجهاد.
إن من غير الإنصاف أن نحتفظ بمشاعرنا تجاه وطننا وألا نبوح بها، بل لا نتغنى بها أمام أبنائنا وكل من يحيط بنا صغيراً كان أم كبيراً. من غير الإنصاف ألا نشاطر فلذات أكبادنا ما يجول في وجداننا من عشق وطني.
إن في كل زاوية من وطني حكاية وفي كل شارع رواية، ذكريات أسست مع الوقت في الوجدان عشق وطن وولاء. ما أجمل أن نزور آثارنا ومتحفنا الوطني وكل مكان شهد نجاحات وإنجازات وطنية! كيف سيعرف الأبناء ماذا تعني أرض هذا الوطن لوالديهم إذا لم يسمعوا منهما كل ذلك وإذا لم يقضوا الوقت وهم يرون ملامح آبائهم وهم يشاهدون المعالم التاريخية والاحتفالات الوطنية؟ لا تبخلوا على أبنائكم بكل ذلك؛ فعشق الوطن لا يدرس في المدارس ولا يقرأ في الكتب والمجلات، بل هو يسقى كالماء كل يوم وكل ساعة وحين يحين وقت الأعياد يتلألأ على ملامح الوجه وبين الكلمات.
كل عام وبلادي بخير، كل عام وعشقها في القلوب يتلألأ ويفيض في كل مكان، كل عام وحب بلادي ينبع كعيون ماء حلو طعمه، حب ينبع من قلوب الصغار والكبار.
رؤى الحايكي