امل الحربي




الاستثمار، هو أن نعمل على شيء ما بجد وحكمة وتخطيط ونحصل على نتائج عملنا، أي نقطف ثماره عند نضجها بعدما استثمرنا فيه.

الاستثمار له وجوه شتى ليس فقط في استثمار المال، وهو المعنى المتعارف عليه، وقد تحدثت بمقالي السابق عن الاستثمار لكن لم أتوسع فيه، لذلك رأيت أن يكون موضوع مقالي لليوم عنه لما له من أهمية.

فالاستثمار له عدة أوجه منها الاستثمار في تطوير ذاتنا مهنياً، باكتساب مهارات تخدمنا بعملنا ونبتكر أيضاً، الاستثمار بحياتنا نطور حياتنا وتفكيرنا نغير بحياتنا ما نستطيع تغييره، من نمط عيش، من عادات تضرنا، نغيّرها أو نقلّلها، ونستثمر طاقتنا بشيء مفيد لنا. الإنسان قوة جبارة لديه كل الأدوات لأن يتفوق إذا وظف قدراته بشكل صحيح وفي مكانها -كل على حسب نمط حياته وقدراته- ونبتعد عن كثرة الافتراضات والتحليلات المسبقة بأنواعها.

ونوع آخر من الاستثمار هو في أبنائنا، حيث نستثمر بوقتنا معهم، نستقطع وقتاً لهم نعلمهم فيه مهارة جديدة أو خصلة جميلة وننميها فيهم ونرى ما يحبونه من هوايات وما لديهم من مواهب ونساعدهم فيها ونشاركهم لحظاتهم، فاللحظات تبقى في ذاكرة الإنسان منذ طفولته إلى كبرة، فلحظات الطفولة ومواقفها لا تنسى، فجميعنا نتذكر أول يوم مدرسي كيف كان لأنه بداية مرحلة جديدة بحياتنا.

نستثمر بعلاقاتنا بالآخرين، نفيد ونستفيد، يعني العمل الجماعي بحب وعطاء متبادل ونحفز بعضنا على الأعمال الجميلة ذات النفع.

الاستثمار بمنزلنا مع عائلتنا، بأن نستمع لبعضنا ونتفهم بعضنا ونحترم بعضنا ونقدر بعضنا، نساعد بعضنا لأننا عائلة واحدة. كما نستثمر وقتاً لأنفسنا نعتزل فيه قليلاً ونفكر، نراجع أعمالنا وحياتنا ونقيم أنفسنا وذاتنا.

الاستثمار بصحتنا، فهي وقودنا للعيش بسعادة، فنهتم بصحتنا وبدننا وذلك بالعيش بطريقة صحية وسليمة فكرياً وبدنياً. أيضاً نستثمر بمواهبنا وهواياتنا ونطورها ونصقلها.

هناك الكثير من أنواع الاستثمار، ابحثوا عنها، فكروا قليلاً ستجدونها حولكم، لكن عندما تجدونها استثمروها بطريقة صحيحة، لكي تؤتي ثمارها اليانعة الجميلة عليكم، إذن ابدؤوا الآن لا تتأخروا أو تتكاسلوا أو تتباطؤوا، أحضروا ورقة وقلماً لأن الكتابة على الورق أبلغ وأدق واكتبوا أين أوجه الاستثمار بحياتكم.