هدى عبدالحميد




أصعب فترة التي يعيشها الطلاب العرب الذي كانوا يدرسون في أوروبا وخصوصاً الذين كانت جامعاتهم في أوكرانيا ومن بعدها روسيا، فبعد الهروب من آتون الحرب، فكيف سيستطيعون استكمال مشوارهم التعليمي.

سؤال يدور في خلد كل منهم وإحساس رهيب بالقلق على المستقبل؟! أسئلة كثيرة ولا إجابة واضحة حتى الآن، ماذا سيفعلون وكيف يستطيعون استكمال مشوارهم التعليمي؟!!

الحل في الجامعات الخاصة والتي تعاني من نقص في عدد الطلاب نظراً للظروف الاقتصادية التي حالت دون استكمال النصاب المقرر لهم، وهذا ما جعل أغلب هذه الجامعات تحت ضغط إغلاق برامج أو تخفيض رواتب، وخسارة بعض الكوادر المميزة لصالح جامعات أخرى.

هل من الممكن استيعاب هؤلاء الطلبة في الجامعات الخاصة لتحقيق المنفعة المشتركة ولكن تكمن المشكلة أن بعض البرامج الدراسية وخصوصاً الطب غير متوفرة في جامعاتنا الخاصة وهذا ما يجعل أولادنا يسافرون آلاف الأميال بحثاً عن تحقيق حلمهم.

وسؤال يتبادر في ذهني لماذا لا يتم عمل توأمة بين بعض المستشفيات الخاصة وبعض الجامعات حتى ولو كان بشكل مؤقت حتى تقوم هذه الجامعات ببناء مستشفياتها الخاصة.

هذه الجامعات تحتاج إلى دعم الدولة وإدارة التعليم العالي لتوفير البرامج الدراسية التي يطمح لها أبناؤنا حتى لا يضطروا إلى السفر لبلاد بعيدة قد لا تكون آمنة ونجنبهم ويلات الغربة والعنصرية التي قد يتعرضون لها.

عليك أن تتخيل المعاناة التي يتعرض لها أبناؤنا في مواقف عدة، فعلى سبيل المثال أخبرتني إحدى الأمهات عربية الجنسية أن ابنها يدرس في إحدى الجامعات في أوروبا ويضطر أن يقوم بأبحاثه منفرداً لأن زملاءه الطلبة يرفضون أن يكون بين فريقهم، فيقوم بعمل فريق من ثلاثة أو أربعة أفراد بمفرده.

بعض الدول يجب أن يجيد الطلبة الوافدون لغتهم الأم قبل الالتحاق بالجامعة ولذا أبناؤنا ممن يدرسون في هذه الدول يضيع منهم عام أو عامان أحياناً من أجل إجادة لغة البلد التي يدرسون بها وهذا يشكل حملاً مادياً وضياعَ عامٍ أو أكثر من عمرهم بعيداً عن أرض الوطن.

إن البحرين لديها البنية التحتية المؤهلة فما بين الجامعات الحكومية والخاصة بالإضافة إلى الكوادر الأكاديمية التي تزخر بها البحرين.

أعتقد انه قد آن الأون لكي ندرس ما يحتاجه الطلبة من برامج ويتواكب مع احتياجات سوق العمل ونوفرها في جامعاتنا خاصة البرامج التي يذهب الطلبة الخليجيون لدراستها بالخارج لتكون البحرين قبلة العلم في الخليج .