روئ الحايكي




نحن نحتفل بعيد الأم في شهر مارس من كل عام تكريماً لها على دورها العظيم في الحياة.

وعلى الرغم من أن هذا الاحتفال يقام في تواريخ مختلفة في أنحاء العالم إلا أن الغاية منه يبقى واحداً. وبحسب مقالة نشرت في صحيفة «الاتحاد» قد أجرت بحثاً عن تاريخ هذا العيد ونشأته.

وتعود فكرة عيد الأم إلى صحفي مصري اسمه «علي أمين» وهو مؤسس صحيفة أخبار اليوم عام ١٩٥٥م.

فقد قرر الصحفي الراحل علي أمين تخصيص يوماً للاحتفال بعيد الأم كنوع من رد الجميل لها بعد أن زارته إحدى الأمهات في مكتبه وقصت عليه قصة كفاحها وشقائها في الحياة وكيف أنها كرست حياتها لتربية أبنائها بعد وفاة زوجها.

وما أثر فيه كان نهاية قصتها، فقد كان هجرها الأبناء بعد أن تزوجوا وأنعم الله عليهم بالأولاد، لقد تركوها وحيدة تتجرع ألم الفراق والشوق وتتذكر كيف أفنت حياتها وزهرة شبابها لأجلهم ولم تتزوج أو تنشغل عنهم.

ولنا وقفة هنا، فقصة هذه الأم ليست بجديدة بل هي أنموذج يتكرر، قصة تكررت وسوف تتكرر كثيراً في مجتمعات كثيرة.

وعلى الرغم من حقيقة استياء فئة كبيرة من الناس عند سماع قصص مشابهة لها إلا أنهم وللأسف وبسبب ضغوط الحياة يجدون أنفسهم يكررون نفس السيناريو مع أمهاتهم.

أن دور الأم لا ينتهي عندما يكبر الأبناء ويتزوجوا وينجبوا الأبناء، ولا يمكن للأبناء أن ينفصلوا عن أمهاتهم بمجرد الشعور بأنهم قد بلغوا سناً معينة أو أنهم أصبحوا يحملون من المسؤوليات ما يشعرهم بالاستقلالية والثقة.

تبقى الأم نور الحياة ورونقها والأهم بركتها التي يمكن للأبناء استشعار زوالها بعد وفاتها. ومحظوظ من يملك القدرة والوقت على بر والديه والعناية بأمه على الرغم من مشاغله ومسؤولياته.

أن الرحمة في القلوب لا تتجزأ ولا تنقص بل على العكس فالقلوب الرحيمة هي تلك التي تزداد تعاطفاً وعطاءً مع الجميع فما بالكم بأمهاتهم.

لذلك أقول، بأن من لا يملك الرحمة والإنسانية في قلبه مؤكد لن يجد للأم مكاناً أيضاً. أما من كان حنوناً وباراً ومراعياً ومعيناً لأمه فهذا هو الإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى للرحمة والعطاء والمودة والتضحية.

ولا يمكن أن نعتبر دورنا في الكبر رداً للجميل على ما قامت به الأم، لأن ما قامت به من تضحيات لا يمكن رده مهما حيا الإنسان.