أميرة صليبيخ
يعاني الكثيرون من تقلبات مزاجهم الذي يحكمهم ويؤثر بشكل جوهري على حياتهم، حتى أصبح المزاج أفضل شماعة للأعذار والتهرب من المسؤوليات ومواجهة الحياة. فما هو المزاج أساساً؟ هو «فكرة» ناتجة عن شعور داخلي يسيطر على الإنسان سواء كان إيجابياً أو سلبياً.
فإن كنت سعيداً فإن المزاج «عال العال» وإن كنت مهموماً فتحتاج إلى «تضبيطه» بطريقة ما، ربما بشرب فنجان من القهوة أو الذهاب للمشي أو ربما تحتاج لصفع أحدهم حتى ترتاح!
الغريب في أمر المزاج الذي لا يكاد يستقر على حال هو أن الغالبية من البشر تتركه ليسيرها كيفما يشاء.
فمن أعطى المزاج هذه السطوة الكبرى على الحياة؟ طبعاً الإنسان الضعيف.
ولعل أحد الأمور التي كنت أظن فترات طويلة أنها تحتاج لمزاج رايق هي «الكتابة». فعندما لا أكون بمزاج جيد لا أقرب من أي ورقة.
وبدأت ألاحظ أن الساعات التي كنت أتهرب فيها من الكتابة بسبب المزاج تمتد معي وتصل أياماً وأشهراً حتى وصلت إلى أن تكون سنوات! ومن هذه النقطة كان لا بد لي من وقفة حاسمة مع نفسي.
لاحظت أن الكتّاب العظماء ينقسمون قسمين: ملتزمين بالكتابة بحسب الوقت المتاح بشكل يومي، وملتزمين بالكتابة في أوقات ثابتة ومحددة بشكل يومي.
إن الأمر المشترك بينهم هو الالتزام دون السماح لوهم المزاج أن يعطل أعمالهم؛ فالسر هو خلق روتين مناسب لحياتك، لذلك كانت النتيجة أعمالاً أدبية خالدة على مر الأجيال.
لذا إليكم بعض النصائح لتسهيل حياتك وإنجاز المزيد إن كنت تمارس هواية معينة أو في طور تعلم مهارة أو لغة جديدة أو إن كنت كاتباً، احرص على الالتزام بممارسة ما تحب بشكل يومي لمدة ربع ساعة فقط، فتراكم هذه الدقائق سينتج عنه ساعات طويلة تقضيها في التعلم أو الإنجاز وهو ما سيشجعك على الاستمرار.
تذكر أن الإنتاجية لا تعتمد على الحالة المزاجية أبداً وإلا كنا جميعاً مبدعين، إنها تعتمد على الممارسة النابعة من الحب، ومن المهم ألا تقيّد نفسك بوقت حتى لا تشعر بالثقل، بل ضع في نيتك فعل ما تريده في أقرب فرصة سانحة وستلاحظ ارتفاع معدل الإنتاج وستزداد حماستك. عليك أن تتعلم أن تروض مزاجك قبل أن يروضك؛ فالمزاج مجرد حيلة عقلية حتى لا تنجز وتبقى في دائرة الأمان المريحة.