ثامر طيفوركشفت الخبيرة التربوية إيناس أنور عن أن اللهجة النجدية السعودية تشق طريقها لتصبح لهجة التواصل بين أبناء الخليج العربي، ويعود الفضل في ذلك إلى ضخامة المحتوى العلمي والترفيهي في وسائل التواصل الاجتماعي المُقدم بهذه اللهجة.وبينت لـ"الوطن" أن كلمات مثل "كذا" و"أبغى" أصبح أولياء الأمور يسمعونها بشكل اعتيادي من قبل أطفالهم، رغم أننا في البحرين نقول "جذي" و"أبي" وذلك بسبب التأثير القوي للهجة النجدية.وقالت: "لا يخفى على أحد جمال اللهجة النجدية إلا أنه من المهم المُحافظة على اللهجة الأم والتواصل بها، ويأتي هذا التأثير بسبب تأثير بعض قنوات اليوتيوب على الأطفال الأصغر سناً".وأكدت أنه بحسب دراسة عمانية نشرت في 2021 حول تأثير التواصل الاجتماعي على الأطفال، فإن 73% من أطفالنا ما دون سن الـ12 يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي المختص بالفيديو "يوتيوب" وهذه القنوات موجهة بالأساس إلى الجمهور السعودي الشقيق، ولكنها متابعة في منطقة الخليج بشكل عام، ما أدى إلى اختلاط بعض المُصطلحات لدى الأطفال بين لهجتهم الأم واللهجة النجدية.وبينت أن استخدام الأطفال للتواصل الاجتماعي بشكل منضبط وتحت إشراف مباشر من الوالدين، ولوقت واضح ومحدد وغير طويل، له آثار إيجابية على الصحة النفسية والعقلية للأطفال.وأوضحت أن الاستخدام المناسب لمواقع التواصل الاجتماعي يساعد على التعرف على الثقافات المختلفة والعلوم، بالإضافة إلى الانفتاح العلمي والأدبي بين الشعوب، كما يُكسب الطفل قدرة أكبر على التعبير عن الأفكار والمشاعر، ويساعدهم في عملية التعلم من الأقران، والتواصل الاجتماعي الإيجابي، والتفاعل العاطفي.وأكد أنور أن الأطفال اليوم الأصغر سناً وما دون الـ12، أصبحوا قادرين أكثر على مشاركة المعلومات الشخصية، وهذا يدق ناقوس خطر لدى جميع أولياء الأمور، ومن المهم أن يتعرّف الآباء على التقنيات المختلفة التي يستخدمها الأطفال للمساعدة في الحفاظ على أمانهم عبر الإنترنت".وأشارت إلى أن أخطار التواصل الاجتماعي على الأطفال ما دون الـ12 لا يمكن حصرها، أولها الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي وهذا الإدمان يضر بالأنشطة الحياتية اليومية، مثل تعلم مهارات عملية وعلمية ويمكن أن يصيب الطفل بضعف في الصحة العقلية ويضعف المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، فوجودهم داخل العالم الافتراضي يؤخّر تطورهم العاطفي والاجتماعي ويضعف تواصلهم اللفظي المباشر واختلاط اللهجات.