ثامر طيفور
أردد 17 قصيدة بعضها يتحدث عن الأيتام وأخرى عن معاناة المرأة في الطبخ
قال المسحر ياسر السماك لـ «الوطن» إن من أسرار مهنة المسحر، أن سعر الطبل على سبيل المثال يصل إلى 240 ديناراً وأنه يعمل متطوعاً منذ 31 عاماً.
وفي البحرين قديماً كان يطلق على المسحر أحياناً بوطبيله، وهو الرجل المكلف ليجوب عدداً من الفرجان لحث الأهالي على الاستيقاظ، والاستعداد لتناول السحور قبل الأذان وإطلاق المدفع إشارةً إلى بدء الإمساك.
وقال السماك: «بداية مشواري بمهنة المسحر كانت من خلال مشاركة رجل كبير بالسن كان لدينا في القرية ويقوم بهذه المهنة، كنت ومجموعة من الشباب نمشي معه ونقوم بطق الطبل، وبعد انتقاله من المنطقة قررنا أن نقوم بالمهمة، ومع تقادم الدنيا بنا انسحب الشاب تلو الآخر، إلا أنني بقيت في المهنة وهاأنذا أقوم بتسحير أهالي البلاد القديم وطشان والخميس منذ 31 عاماً وهو عمل تطوعي».
وعن أسرار مهنة المسحر بين السماك : « قد يستغرب البعض إذا علم أن الطبل المستخدم في التسحير يصل سعره إلى 240 ديناراً، أنه ليس طبلاً عادياً، يسمى الطبل الثقيل، وهو بحاجة بشكل دائم إلى الصيانة، ونتعمد استخدامه لأن صوته قادر على الانتقال بين الفرجان والدخول إلى المنازل».
وتابع السماك: «قبل دخول رمضان نقوم بصيانة وتجهيز الطبل، ويكون الطبل قابلاً للتعليق من حبل على الكتف أو كتفين، ويتدلى الطبل ليستند على منطقة الصدر، وبصراحة هو ثقيل جداً، ولا يهم إن كان الجو صيفاً أو برداً قارساً، فهذه مهمتي وأقوم بها».
وأكد أن أبرز الاختلافات بين الماضي والحاضر في مهنة المسحر ليست المهنة بحد ذاتها بقدر تفاعل الناس معها، قديماً كان الناس يخرجون من المنازل مستقبلينا بالأطعمة والأشربة تعبيراً عن الكرم العربي الأصيل، أما اليوم فقد اندثرت هذه العادة تقريباً، منازل قليلة تقوم بتضييفنا الآن.
وبين السماك أنه «أثناء ممارسة مهنة المسحر، نقوم بإلقاء الأهازيج ذات الدلالات العميقة، ونتعمد أن تكون فيها جوانب إرشادية، الأهزوجة المعروفة تقول: «لا إله إلا الله محمد يا رسول الله.. لا إله إلا الله سحور يا عباد الله»، نحن لا نكتفي بهذا، خلال السنوات قمت سنوياً بإدخال قصائد جديدة وأبيات شعرية إلى الأهازيج».
وأوضح: «الآن أقوم بترديد 17 قصيدة مختلفة، كلها ذات معانٍ عميقة، أحدها يتحدث عن الأيتام و أخرى عن معاناة المرأة في الطبخ والصيام، وهذا العام أدخلت 4 قصائد جديدة، وأهدف من هذا التطوير المستمر إلى لفت انتباه الناس للمواضيع الاجتماعية من حولهم».