وسط مساع غربية كثيفة تستهدف الضغط على الأوليغارشية الروسية لإجبار الرئيس فلاديمير بوتن على إنهاء عملية بلاده العسكرية في أوكرانيا، أصدرت الولايات المتحدة، الإثنين، مذكرة بمصادرة طائرتين يملكهما الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش.

المذكرة جاءت بعد توجه طائرتي أبراموفيتش، وهما من طراز "بوينغ 787 دريملاينر"، و"غلفستريم G650ER"، بشكل غير قانوني وفق وجهة النظر الأميركية إلى روسيا، رغم العقوبات المفروضة عليها بعد بدء العملية العسكرية في أوكرانيا.

وتشير الوثائق إلى أن قيمة طائرة "بوينغ" تقدر بنحو 350 مليون دولار، مما يجعلها واحدة من أغلى الطائرات الخاصة في العالم.

ويقول مسؤولون أميركيون إن هذه الخطوة "يجب أن تكون إثباتا حقيقيا لاستخدام الولايات المتحدة كافة الوسائل المتاحة، فيما يتعلق بفرض العقوبات على روسيا".

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في إفادة، إن "الطائرتان توجهتا إلى روسيا بعد أن غزت موسكو أوكرانيا، في خرق لضوابط التصدير الموضوعة على طائرات تديرها روسيا".

وأكد المدعي الأميركي داميان ويليامز أن "الإفادة والمذكرة الصادرة تظهر الالتزام بتفعيل كل أداة قانونية متاحة لفرض العقوبات وضوابط التصدير المفروضة، ردا على الحرب الروسية غير القانونية في أوكرانيا".

وتقدر ثروة أبراموفيتش المقرب من بوتن بـ8.8 مليار دولار حاليا، لكن هذا الرقم بعيد كل البعد عن ذاك الذي حققه قبل بدء الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا، المقدر بحوالي 16 مليار دولار.

فبعد بدء العملية، أجبر الثري الروسي على بيع نادي تشلسي الإنجليزي، وجمدت أصوله من قبل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وانهارت أسهم شركته "إيفراز"، فتراجع أبرموفيتش من المركز الثامن إلى المركز الثامن والعشرين في قائمة الأثرياء بالمملكة المتحدة، حسب "صنداي تايمز".

وقال مساعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي مايكل دريسكول: "لقد ساعد هؤلاء الأثرياء الروس القلة في تعزيز بيئة مكنت روسيا من مواصلة حربها المميتة في أوكرانيا".

وأضاف: "الاستيلاء على ممتلكاتهم القيمة، بما في ذلك هاتان الطائرتان، هو مجرد طريقة واحدة تحاسب الحكومة الأميركية من خلالها أولئك الذين يخالفون قوانين الولايات المتحدة ويدعمون روسيا في محاولتها لغزو دولة ذات سيادة".