سكاي نيوز عربية
واصل منتخب المغرب تفجير سلسلة المفاجآت في كأس العالم بالوصول إلى نصف نهائي البطولة التي تحتضنها قطر، وحجز مقعده لنهاية البطولة بين العظماء الأربعة، لكن يظل السؤال الأبرز مطروحا، هل يمكن لأسود الأطلس التتويج بالمونديال؟
حطم الفريق المغربي بقيادة مدربه الوطني وليد الركراكي كل الأرقام القياسية التي صنعها العرب والأفارقة خلال 92 عاما في بطولات كأس العالم منذ بدايتها عام 1930، ليكبر حلم الأسود ويصل إلى ما هو أبعد من الخيال.
قال وليد الركراكي مدرب المغرب بعد نهاية مباريات الدور الأول، واحتلال فريقه الصدارة على حساب منتخبات عريقة مثل بلجيكا وكرواتيا: "لم لا نفوز بكأس العالم؟".
قبل انطلاق المونديال كان للكاميروني صاموئيل إيتو رئيس اتحاد الكرة في بلاده تصريحا جلب له السخرية، عندما قال إن المغرب والكاميرون سيلعبان النهائي وستتوج أسود الكاميرون باللقب.
ودعت الكاميرون البطولة من الدور الأول، لكن بعد أن منحت البرازيل المرشح الأول للقب وقتها ندبة لا تنسى بالفوز على "السليساو" بهدف نظيف، والخروج برأس مرفوعة.
المغرب يحقق نصف "نبوءة" إيتو حتى الآن بالوصول إلى المربع الذهبي، لكن الطموح زاد بشدة بسبب الثقة التي اكتسبها رجال الركراكي خلال مشوار البطولة، وبات البعض يطالب بالكأس الذهبية.
الركراكي لم يسبق له اللعب في كأس العالم من قبل عندما كان لاعبا، لكنه الآن لا يكتفي بمجرد المشاركة في البطولة، ليطلق العنان لأحلامه نحو تحقيق الكأس الذهبية، الحلم الذي لم يجرؤ أي مدرب عربي أو إفريقي من قبل في الحديث عنه.
مدرب الأسود قال عن مشوار فريقه في البطولة: "الأمر لا يتعلق بالمعجزات، وإنما بالعمل الشاق الذي خضناه خلال رحلتنا حتى الآن، كأس العالم أمر رائع بالنسبة للاعبين، كنت أتمنى المشاركة في البطولة كلاعب، لكن منحني القدر فرصة العودة كمدرب لأصبح أسعد شخص على وجه الأرض، والآن يمكننا أن نحلم بالفوز بكأس العالم".
لاعبو المنتخب المغربي غزوا الصحافة العالمية فيما يتعلق بشائعات الانتقالات، والجميع الآن يتحدث عن عروض الأندية العظمى في العالم لياسين بونو وسفيان أمرابط وسفيان بوفال وسليم أملاح ورومان سايس وغيرهم من اللاعبين، وهو ما يجعل رجال الركراكي على ثقة تامة بأنهم ليسوا أقل من المنتخبات الأخرى التي تمتلك لاعبين ينشطون في صفوة أندية العالم، وأن الحلم بالكأس أمر مشروع لهم كما لزملائهم في منتخبات فرنسا والأرجنتين وكرواتيا.
المنتخب المغربي خاض رحلة صعبة حتى وصل إلى الإنجاز غير المسبوق ببلوغ نصف نهائيء كأس العالم كأول فريق عربي وإفريقي يفعلها، وخلال الرحلة اكتشف كنزا أكبر من الانتصارات، هو اكتساب شخصية البطل، وثقة الكبار.
المغرب المصنف 22 عالميا وفقا لآخر تصنيف معلن من "فيفا" قبل انطلاق كأس العالم، فاز على 4 منتخبات تسبقه في التصنيف خلال البطولة.
هزم المغرب بلجيكا المصنفة 2 عالميا، وكرواتيا صاحبة المركز 12 على مستوى العالم، وإسبانيا السابعة عالميا (بركلات الترجيح بعد التعادل سلبيا)، وأسقط البرتغال التاسعة عالميا.
في نصف النهائي سيلعب المغرب ضد فرنسا المصنفة 4 عالميا، وإذا حقق مفاجأة أخرى صارخة بالصعود إلى النهائي، أو حتى خسر ليلعب على الميدالية البرونزية، سيلعب ضد كرواتيا من جديد، أو الأرجنتين صاحبة المركز الثالث في التصنيف العالمي.
أثبت رجال الركراكي أن التاريخ والتصنيف أشياء ليس لها قيمة مقارنة بما يُقدم في الملعب، ليعيدوا إلى الأذهان المنتخب الإيطالي في مونديال 2006 عندما تفوق على كل منافسيه بفضل الانضباط والأداء الدفاعي المميز.