الحرةأكدت نجمة التنس التونسية، أنس جابر، المصنفة الثانية عالميا سعيها لإلهام النساء في العالم العربي وأفريقيا والعمل على الارتقاء برياضة كرة المضرب النسائية هناك.
وأوضحت جابر في حديث خاص لصحيفة "الغارديان" البريطانية أنه ورغم وجود مساواة من حيث الجوائز المادية بين نجوم ونجمات كرة المضرب في البطولات الكبرى، فإن فعاليات أخرى لا تمنح النساء سوى ربع قيمة ما يحصل عليه الرجال في تلك المسابقات.
وتابعت: "هذا التناقض يغذيه الجهل.. فتضحيات النساء أكبر بكثير من الرجال، فمثلا إذا كنت أرغب في إنجاب طفل غدًا، فلا يمكنني ذلك لأنني مضطرة للاشتراك في هذه البطولة أو تلك، وبالتالي فهذه تضحية كبيرة مني كامرأة".
ولفتت النجمة التونسية إلى أنها ناقشت مع وزوجها مسألة إنجاب الأطفال، مضيفة: "على الصعيد المهني كل شيء يسير على مايرام، وهذا أمر له سلبياته وإيجابياته.. لكننا نتحلى بالصبر ونحن على ثقة كبيرة بأننا سوف ننجب أطفالا يوما ما".
وجابر منفتحة أيضًا بشأن التحديات التي تواجه اللاعبات عند تأثرهن بالدورة الشهرية، وفي هذا الصدد تقول "شعرت بذلك في بطولة ويمبلدون على وجه التحديد، لأننا مضطرات للعب بالزي الأبيض".
وتابعت: "صحيح أنهم يسمحون لنا بارتداء ملابس داخلية سوداء، ولكن إذا فعلنا ذلك فوقتها سوف يعلم الجميع أننا في فترة الحيض"، في إشارة إلى الإحراج الشديد بشأن ذلك الأمر.
وزادت: "بعض النساء يعانين آلام كبيرة، لاسيما في الظهر، خلال فترة الدورة الشهرية.. ولا أستطيع أن أخبركم كم مرة لعبت في اليوم الأول من حيضي، وكيف كنت أعاني وأبكي من الألم.. لقد خسرت العديد من المباريات بسبب ذلك".
وعن تضامنها مع النجمة اليابانية، ناعومي أوساكا، التي تعاني من مشاكل نفسية وكانت قد أعلنت عن خبر حملها مؤخرا، تقول جابر: ""ربما هناك عوامل تشابه بيننا، فنحن من الشرق... هي من اليابان وأنا أمثل الجانب العربي وأفريقيا".
وفي لفتة تكريم حديثة لأنس جابر، كانت أوساكا قد قالت آنفا: "إنها ألطف شخص قابلته على الإطلاق.. كنت خجولة للغاية.. وكل ما يمكنني فعله هو التغمغم ببضع كلمات، لكنها دائمًا ما كانت تأتي إليّ، وتطلق النكات وتجعلني أشعر براحة أكبر".
وتردف جابر: "إنني أتفهم النضال الذي واجهته ناعومي.. ودائما أحاول دائمًا إخبار اللاعبين الآخرين أنه وفي حال كنتم بحاجة إلى المساعدة، فأنا موجودة".
وتابعت: "قد يجد بعض اللاعبين سلوكي غريبًا، لكنه يصدر من قلب نقي، ففي النهاية كرة المضرب مجرد لعبة وليست مصدر تهديد للحياة".
وزادت: "خارج الملعب لا ينبغي تكون قاسيا، بل تحتاج فقط إلى أن تكون لطيفًا ومبتسمًا وأن تستمتع بقدر ما تستطيع. أنا مختلفة تمامًا في الملعب وأقاتل حتى نهاية من أجل الفوز، ولكن بعد انتهاء المباراة ومصافحة الخصم ينتهي كل شيء ونبدأ أمرا آخر".
ونبهت إلى أنها تتفهم بشكل كبير عدم اختيار اللاعبين الآخرين التصرف على هذا النحو، موضحة: "شخصيتي تميل إلى الابتسام والضحك مع الجميع".
وابتسمت جابر للمرة لدى سؤالها فيما إذا كان إطلاق لقب" وزيرة السعادة" عليها من قبل التونسيين ملائما لها، لتجيب: "لقد حصلت عليه وأنا أحبه لأنه يعكس شخصيتي. أريد فقط أن أجلب الفرح للناس".
