النظرة الثاقبة لسموه قادت لاستضافة أول سباق فورمولا 1 في المنطقة

عمر البلوشي

قاد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مملكة البحرين لتتبوأ مكانة رفيعة على خارطة رياضة السيارات العالمية، بعدما حول سموه الحلم إلى حقيقة وواقع باستضافة مملكة البحرين جولة ثابتة ضمن جولات بطولة العالم للفورمولا 1 منذ 20 عاماً.

وقد أولى سموه اهتماماً كبيرا ومنقطع النظير لرياضة السيارات في البحرين، وساهم برؤيته الثاقبة في إنجاز مشروع حلبة البحرين الدولية، وإقامة أول سباقات الجائزة الكبرى للفورومولا 1 في الشرق الأوسط، في يوم تاريخي شهده العالم أجمع بإقامة سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج في الرابع من أبريل عام 2004. وكان لسموه الفضل الكبير في إنهاء بناء حلبة البحرين الدولية في زمن قياسي بلغ 16 شهراً، وقبل أقل من نصف شهر من استضافة مملكة البحرين لأول سباق للفورمولا 1 في منطقة الشرق الأوسط.

وكانت لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء نظرة واسعة وثاقبة لجعل حلبة البحرين الدولية موطناً لرياضة السيارات في الشرق الأوسط، والتي شهدت استضافة العديد من السباقات العالمية خلال العشرين عاماً الماضية، إلى جانب جعل سباق البحرين افتتاحية موسم بطولة العالم منذ عام 2021م.

ويحرص سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على التواجد في جميع سباقات الفورمولا 1 التي استضافتها المملكة خلال العقدين الماضيين، والتي يلتقي خلالها بالمسؤولين في الاتحاد الدولي للسيارات والفورمولا 1 والسائقين، وكذلك ضيوف المملكة ووسائل الإعلام المحلية والخارجية وغيرهم.

وبلور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء فكرة المشروع الرائد أثناء عودته من مدينة نيويورك الأمريكية إلى العاصمة البريطانية لندن، مطلع عام 1976. فعلى متن الطائرة كان يتواجد الأسكتلندي "السير" جاكي ستيوارت، بطل العالم السابق 3 مرات في الفورمولا 1، والذي عرفه سمو ولي العهد على الفور نظراً إلى شغفه الكبير برياضة المحركات، ولتتولد بين الرجلين صداقة متينة توطدت أكثر خلال الأيام والأشهر اللاحقة، وبحضور سموه مجريات سباق جائزة إيطاليا الكبرى على حلبة مونزا التاريخية، قال سموه:"لقد مضى 30 عاماً منذ أن شاهدت أول سباق في حياتي، ومنذ ذلك الوقت تولدّ لدي الحلم بإمكانية نقل هذه الإثارة غلى مملكة البحرين، وخلال السنوات التي تلت ذلك أصبح من الواضح بالنسبة لي أن سباق الفورمولا 1 هو حدث رياضي قوي ومثير في آن واحد".

وتابع سموه قائلاً: "عندما أكملت دراستي الجامعية، عاد حلمي من جديد، لإنشاء حلبة في البحرين لاستضافة هذا الحدث الرياضي، وذلك من خلال مشاركاتي مع فريق النجمة للسباقات "ستار ريسينغ"، الذي أنتمي إليه، وقد كان لدعوة"السير" جاكي ستيوارت لي لحضور مجريات جائزة إيطاليا الكبرى عام 1999 إلى جانب فريق ستيوارت المشارك في البطولة العالمية الاولى للسيارات، أثر كبير في تحفيز شعوري تجاه هذه الرياضة العالمية.

وأضاف: "خلال ذلك السباق شاهدت التحول الهائل في هذه الرياضة بعدما أصبحت الفورمولا 1 آلة إعلامية ضخمة ومتطورة وتستطيع بمفردها أن تضع بلداناً وأصنافاً من البضائع وأشخاصاً على خارطة العالم من حيث الشهرة، وبعد ذلك التقيت الرئيس التنفيذي للفورمولا 1 بيرني إيكليستون ومهندسها الرئيسي خلال الثلاثين عاماً الماضية من أجل مناقشة أفضل وسيلة لإنشاء مرفق لسباق السيارات في مملكة البحرين، وقد كانت نصيحته بمثابة الخطوة الأولى في رحلة استهدفت بناء حلبة البحرين الدولية، فقد قمنا على أثر ذلك بإجراء دراسة جدوى اقتصادية وتعاقدنا مع الشركة المتخصصة في تصميم حلبات السباق، وهي شركة تيلكيه إي جي، وبعد ذلك اخترنا موقعاً مناسباً (الصخير) وتم إعداد التصاميم اللازمة لذلك".

وتابع حديثه قائلاً: "كنت على قناعة أن عناصر الجذب القوية والشبكة الدولية الضخمة التي تمثلها سباقات الفورمولا 1، ستعزز من مكانة وأهمية البحرين بين بقية الدول في عدة مجالات وأبرزها السياحة والاتصالات والصناعة والتجارة، وبعد ذلك أصدر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم توجيهاته السامية بضرورة متابعة تحقيق الحلم، حيث إنه بدون دعم جلالته المطلق واللامحدود لم يكن هذا الحلم ليتحول إلى حقيقة، فلا يسعنا إلا أن نعبرّ عن عميق شكرنا وامتناننا لجلالته لتوجيهاته ودعمه المستمرين ولجميع الوزارات والمؤسسات الحكومية على دعمها والتزامها لتنفيذ هذا المشروع المهم".

وتعتبر الفورمولا 1 صناعة عالمية واسعة الانتشار تتميز بتقنيتها العالية، والتي تجتذب كبرى الشركات العالمية من مصدرين، منافسين ومعلنين. فمن خلال استضافة البحرين لأشهر رياضة للسيارات في العالم، نجحت من خلال ذلك إلى جذب الأضواء ووسائل الإعلام وشكلت بالتالي حافزاً للمنطقة عبر جذب الاستثمارات بواسطة الإعلام الإيجابي. ولا شك أن استضافة مملكة البحرين إحدى جولات بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1 وضعها ضمن نخبة من الدول تتشارك فيما بينها بحصد نتائج هذه التغطية الإعلامية الهائلة، والتي كانت عبارة عن إعلام عميق وشامل حفز النمو الاقتصادي والسياحي في البحرين وفي منطقة الخليج العربي.