أحمد عنان
اعتُمدت طوال عقود من بطولة العالم «للفورمولا 1» قوانين متباينة تخص المحرِكات، حيث تصدر كل عدة سنوات مجموعة قوانين جديدة تُسمى اصطلاحاً «عصر»، مثل عصر محركات الأسطوانات العشرة التي شهدت حلبة البحرين الدولية نهايتها في عامي 2004 و2005، أو عصر التوربو التي ظهرت بعدها، وذلك من أجل مُجاراة متطلبات كل عصر، ولوضع قيود على «الميزانيات» بين الفرق، حيث تجاوزت قوة المحرك في عدة فترات حاجز 1000 حصان، كما كان بمقدور الفرق الكبيرة استخدام ما تُريده من محركات في كل جولة.
والآن نحن في عصر المُحركات الهجينة التي بدأ العمل بها في عام 2014م، وتتألف من مُحرك احتراق داخلي سُداسي الأسطوانات على شكل حرف «V» سعته 1.6 ليتر مدعوم بتوربو ونظام لاستعادة الطاقة المهدورة يُحولها إلى كهرباء تُخزَّن في مُدخرات طاقة «بطارية» لاستخدامها لاحقاً، وتُحدَّد سرعة دوران المُحرك بـ15 ألف دورة في الدقيقة. ويُطلق على هذه الحزمة بأكملها اسم «وحدة الطاقة» التي تبلغ قوتها الإجمالية 700 حصان على أقل تقدير، ويحقُّ للسائق الواحد استخدام ثلاثة محرّكات طوال الموسم الذي يتألف من 18 إلى 20 جولة.
وإذا استهلك الحصة المحدَّدة فإنه يتعرَّض لعقوبات التراجع على شبكة الانطلاق، وهذه عُقوبة قاسية إذ تزيد الضغط على السائق خلال السباق. يلجأ الصانعون والفرق للعمل على جوانب أخرى بخلاف المُحرِّكات والهيكل، نظراً إلى القُيود المُتشدِّدة، مثل الانسيابية والحوسبة الفائقة لحركيات الموائع الحسابية لاستخلاص أي جُزءٍ بالألف من الثانية من أداء السيارة ككل قد تكون فارقاً حاسماً بين الفائز وأول الخاسرين في السباق. واكتشفت الفرق منذ عقود من الزمن أن هناك مجالاً يُمكنهم العمل عليه يُكسبهم كثيراً من الوقود وزيوت التشحيم.