حسين الدرازي
يجب أن نثق بقدراتنا وإمكانيتنا رغم صعوبة مجموعتنا وقوتها

منتخبنا مزيج من الخبرة والشباب.. وأتمنى أن نكون «الحصان الأسود»

نعترف بأفضلية بعض المنتخبات.. لكن لا بد من النظر إلى التأهل المباشر

الضغوطات أكثر على منتخبات أخرى مثل اليابان وأستراليا

من الصعب توقع مركز «الأحمر».. لكن علينا استثمار تعثرات الآخرين

ملاقاة أستراليا واليابان أولاً.. تسرع من دخولنا أجواء التصفيات


قال اللاعب الدولي السابق محمد حسين، إنه رغم أن مجموعة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بالتصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لمونديال 2026، هي الأصعب بين المجموعات الثلاث في التصفيات، مع وجود اليابان وأستراليا والسعودية، إلا أننا يجب أن نؤمن بحظوظنا تماماً بشكلٍ كامل. وأوضح في حوار مع «الوطن الرياضي» أن «كرة القدم لا يوجد فيها مستحيل، ولا بد من العمل بقوة، ونحن لم نتواجد في هذه المرحلة إلا من أجل المنافسة على التأهل المباشر، وإذا لم نتمكن من ذلك ننظر للهدف الآخر وهو المُلحق، ونحن سبق أن قابلنا هذه المنتخبات، وكانت كل الترشيحات تصب لصالحهم، لكن تمكنا من مجاراتهم والفوز عليهم».

وذكر أن «مقابلة أقوى منتخبين وهما أستراليا واليابان في أول مباراتين سيجعل منتخبنا يدخل أجواء التصفيات سريعاً ودون مقدمات، وهذا من الممكن أن يساعدنا على الخروج بنتيجتين إيجابيتين»، ونصح لاعبي المنتخب بأن يؤمنوا بقدراتهم وإمكانياتهم، وأن بإمكانهم الوصول لأبعد نقطة، لأن التصفيات طويلة للغاية وتحتاج للصبر، ولاعبينا إن شاء الله سيكونون عند حسن المسؤولية، ويشرفوا الكرة البحرينية».

ويُعد اللاعب الدولي السابق محمد حسين، أحد النجوم في فترة التطور الهائل لكرة القدم البحرينية، والتي شهدت حصول منتخبنا الوطني على المركز الرابع في كأس آسيا 2004 بالصين، وكذلك ملامسة الحلم المونديالي من خلال خوض مُلحق التأهل لكأس العالم 2006 مع ترينيداد وتوباغو، ثم المُلحق الآخر المؤهِل لمونديال 2010، مع نيوزيلندا، وفرض منتخب البحرين في هذه الفترة بوجود محمد حسين وبقية النجوم الرائعين تواجداً قوياً على الساحة الآسيوية، وكان المنتخب منافساً قوياً وتمكن من هزيمة أعتى فرق القارة مثل اليابان وكوريا الجنوبية.

كما كان لمحمد حسين صولات وجولات في الملاعب الخليجية، فهو ضمن اللاعبين الذين قضوا أطول السنوات في الاحتراف، ولعب لعدة أندية مثل النجمة والأهلي والنصر في السعودية، والغرافة والخريطيات وأم صلال في قطر، وكاظمة والقادسية والسالمية في الكويت، وهو من أبناء النادي الأهلي في البحرين، ولعب أيضاً لنادي الرفاع.

وبحكم خبرته وتواجده الدولي السابق في مختلف المحافل، أجرى «الوطن الرياضي» هذا الحوار مع النجم محمد حسين للتعرف على رأيه بخصوص المرحلة المهمة لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم والمتمثلة في خوض التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لمونديال 2026، إذ سيكون «الأحمر» في المجموعة الثالثة بجوار اليابان وأستراليا والسعودية والصين وإندونيسيا، وستكون بداية المشوار يوم الخميس 5 سبتمبر مع أستراليا على أرضها ثم يوم 10 سبتمبر مع اليابان في البحرين.

وفيما يأتي نص الحوار:
في البداية، نريد التعرف على رأيك من الجانب الفني في مجموعة منتخبنا بالتصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم؟

- كما يعرف الكل ويتفق الجميع، فإن مجموعة منتخبنا هي الأصعب من بين المجموعات الثلاث في التصفيات، ولا أعتقد أن هناك شخصين يختلفان في ذلك، تصنيفنا قبل القرعة وضعنا في المستوى الرابع، لكن من أصبح معنا في المجموعة هو أول المصنفين ضمن المستوى الأول وهو اليابان وأول المصنفين بالمستوى الثاني (أستراليا) وأول المصنفين في المستوى الثالث (السعودية)، ويكفي أن هذه المنتخبات الثلاثة شاركت في آخر نسختين للمونديال في روسيا 2018 وقطر 2022، ولا نغفل كذلك المنتخب الصيني ذا الطموح الكبير بالإضافة إلى المنتخب الإندونيسي المتطور، فمن الناحية الفنية يمكن أن نكون رابعاً خلف اليابان وأستراليا والسعودية، فهم يمتلكون عناصر دولية ومحترفة ومميزة جداً.

هل هذا يعني استحالة التأهل للمونديال القادم؟
- لم أقصد ذلك إطلاقاً، بل السؤال كان عن وضعية المجموعة والرأي فيها، وأنا ذكرت ما يتفق عليه الجميع، نحن بالتأكيد لسنا الأفضل في المجموعة وهناك ثلاثة فرق مرشحة أكثر منا مع عدم التقليل من الآخرين، لكن رغم ذلك لا يعني هذا الأمر استحالة التأهل، كرة القدم لا يوجد فيها مستحيل، ولا بد من العمل بقوة، حتى لو كنت مرشحاً لا بد أن تثبت ذلك على أرض الواقع.

إذاً، كيف ترى حظوظ المنتخب في المنافسة على خطف إحدى البطاقتين بشكلٍ مباشر للمونديال، أو إحدى بطاقتي المُلحق الآسيوي؟
- رغم الاعتراف بأفضلية بعض المنتخبات وهذا أمر واقعي، لكن في الوقت نفسه يجب أن نؤمن بحظوظنا تماماً بشكلٍ كامل، نحن لم نتواجد في هذه المرحلة إلا من أجل المنافسة على التأهل، العمل يجب أن يكون موجهاً للتأهل المباشر، الأمر صعب جداً، لكنه ليس بالمستحيل، يجب أن ننظر إلى الطموح الأكبر وهو التأهل المباشر، وإذا لم نتمكن من ذلك فننظر إلى الهدف الآخر وهو المُلحق، ونحن سبق أن قابلنا هذه المنتخبات، وكانت كل الترشيحات تصب لصالحهم، لكن تمكنا من مجاراتهم والفوز عليهم، ويجب أن يكون ذلك من خلال الإيمان بقدراتنا واستثمار الدعم اللامحدود الذي تحظى به رياضتنا وكرتنا المحلية من القيادة الرشيدة وصولاً إلى القيادة الرياضية والمسؤولين في الاتحاد البحريني لكرة القدم.

هل تعني أن منتخبنا لديه الإمكانات اللازمة للتأهل بغض النظر عن قوة المجموعة؟
- منتخبنا لديه مزيج من اللاعبين ما بين الخبرة والشباب الصاعدين، وكما سمعت فإن اللاعبين مرتاحون من الجهاز الفني بقيادة دراغان، وهو قادر على المزج بين الخبرة والشباب، وارتياح اللاعبين من المدرب عامل مساعد على أن يقدم منتخبنا أداءً قوياً ومميزاً في هذه التصفيات، ومن الصعوبة بكل تأكيد أن نتفوق على هذه المنتخبات في المباريات كلها، لكن يجب أن تستثمر كل دقيقة بإمكانك فيها أن تتفوق عليهم، الأنظار كلها موجهة إلى هذه المنتخبات وبعيدة عن لاعبينا، وهذا عامل مساعد كذلك للاعبي الأحمر لتقديم أفضل مستوياتهم.

هل الضغوطات ستكون بشكلٍ أقوى على الفرق المرشحة وهي اليابان وأستراليا والسعودية، وبمستوى أقل على بقية المنتخبات؟
- هذا هو الوضع الطبيعي في كرة القدم، المنتخبات المُرشحة، دائماً ما تكون الأضواء عليها من جانب الإعلام والجماهير وغيره، وبالتالي تتشكل الضغوطات عليها، وهذا لا يعني أن هذه الضغوطات تكون سلبية على هذه المنتخبات، فهي لديها من الخبرة ما يكفي لاستثمار هذا الضغط وتحويله إلى جانب إيجابي من خلال تولد الحس بالمسؤولية بأهمية المرحلة، لكن ما أتمناه شخصياً أن تكون هذه الضغوطات سلبية على هذه المنتخبات، وأن يستثمر منتخبنا ذلك، ويلعب بأريحية تامة، وأن يقدم أفضل ما لديه ليكون الحصان الأسود في هذه المجموعة، ولا بد من وضع كل الاحترام لمنتخبي الصين وإندونيسيا أيضاً، فمجموعتنا تضم خمسة منتخبات غير البحرين، وليست ثلاثة منتخبات فقط.

هل باعتقادك أن الجدول ظلمنا بخوض أول مباراتين ضد أقوى منتخبين وهما أستراليا واليابان؟
- يجب ألا ننظر إلى الأمر من الجانب السلبي، نحن نتفق أن مجموعتنا الأصعب، لكن لا بد أن ننظر إلى ذلك بإيجابية، ونعمل على تقديم أفضل مستوياتنا؛ لأن مجموعتنا قوية، وأيضاً ننظر إلى الجانب الإيجابي في خوض أول مباراتين أمام أستراليا واليابان وهو أننا سندخل أجواء التصفيات سريعاً دون مقدمات، وهذا من المُمكن أن يساعدنا على الخروج بنتيجتين إيجابيتين أمام هذين المنتخبين القويين.

ما هي توقعاتك؟ أين سيكون موقع منتخبنا في سلم الترتيب مع ختام التصفيات؟
- بصراحة هذا الأمر صعب جداً توقعه، لو نظرنا فقط إلى الجانب النظري والمعطيات السابقة بكل تأكيد الكل يتفق على اليابان وأستراليا والسعودية ستحتل المراكز الثلاثة الأولى، لكن لا تؤخذ الأمور بهذه الطريقة، فكرة القدم مليئة بالظروف والعقبات والمفاجآت والتحديات، ومن المُمكن أن تكون الظروف في صالحنا، ونخطف إحدى البطاقتين للتأهل بشكلٍ مباشر، ويجب أن نعمل من أجل ذلك بكل قوة، لا أن ننتظر أن تأتي الظروف لمصلحتنا، وتقف ضد الآخرين، ولا بد من استثمار تعثر أي منتخب.

بحكم مرورك بمثل هذه التصفيات والمباريات وخوض اللقاءات القوية ضد عمالقة قارة آسيا، ما هي نصائحك للاعبي منتخبنا؟
- منتخبنا، ولله الحمد، محاط بالرعاية والاهتمام من قيادتنا الرشيدة والقيادة الرياضية لم تُقصر في دعم الرياضيين وتهيئة أفضل الظروف لهم، وخصوصاً منتخبنا الوطني لكرة القدم، وبالتالي فإن جميع اللاعبين يجب أن يستثمروا هذا الاهتمام، ويقدموا أفضل ما لديهم في هذه التصفيات، وأما نصيحتي الشخصية فاللاعبون وكما قلت يجب أن يؤمنوا بقدراتهم وإمكاناتهم وأن بإمكانهم الوصول إلى أبعد نقطة، ومثل هذه المباريات والتصفيات تحتاج إلى الصبر والتعامل مع كل مباراة على حدة، فالتصفيات طويلة جداً وكل منتخب يلعب عشر مباريات، وتمر التصفيات بمنعطفات غير متوقعة، فلذلك يجب أن يكون الانضباط حاضراً من أجل مجابهة أي ظروف، ولاعبونا إن شاء الله سيكونون عند حسن المسؤولية، وسيشرفون الكرة البحرينية.