وليد عبدالله

- مرد نجاحات الرياضة البحرينية دعم الملك غير المتناهي للإنجاز..

- اُخْتِرْت لتمثيل منتخب كرة اليد تحت 14 عاماً ولم أمارسها من قبل إطلاقاً!

- عشقي لكرة اليد أنساني أن أتعالج من إصابة "الركبة" وهذا سبب اعتزالي

- اتجهت لممارسة كمال الأجسام وعشقت هذه الرياضة وبدأت التدريب عليها

- منتج أفلام هندية عرض عليّ التمثيل في أحد الأفلام إلا أنني رفضت الفكرة!

- نصيحتي للشباب: خصصوا وقتاً للرياضة فهي الوقاية الحقيقية من الأمراض

- يجب استغلال وسائل التواصل الاجتماعي للمصلحة العامة وخدمة المجتمع


"اُخْتِرْت لتمثيل منتخب كرة اليد تحت 14 عاماً ولم أمارسها من قبل إطلاقاً، حتى ذهابي إلى التدريب الأول كان مصادفة باتفاق مع أصدقاء لم يحضروا، وأنا من ذهبت وبت لاعب كرة يد بالمنتخب، حتى وصفتني الصحف السعودية بعملاق البحرين تحت 14 عاماً"، بهذه التفاصيل المثيرة انطلقت مسيرة المدرب الوطني أحمد جمشير في لعبة كرة اليد التي بات لها كثير الحظ من التطور كما باقي الرياضات البحرينية.

وهو ما أكد المدرب الوطني أحمد جمشير أنه جاء بفضل رعاية ودعم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم لقطاع الرياضة في مملكة البحرين، ما دفعها لتتبوأ مكانة مرموقة على خارطة الرياضة العالمية، مضيفاً أن هذه الرعاية السامية من لدن جلالته، أسهمت في تحقيق الرياضيين والفرق والمنتخبات الوطنية نتائج وإنجازات مشرفة، تضاف إلى المكتسبات الوطنية والحضارية للمملكة في هذا القطاع الحيوي.

وأضاف في حوار مع "الوطن الرياضي" أن اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أسهم في تطور الرياضة البحرينية، ولا سيما من خلال جهود سموه في دعم هذا القطاع المهم، وخصوصاً على مستوى رياضة الفورمولا واحد، والتي حققت من خلالها البحرين مكتسبات كبيرة عززت من الحضور البحريني على مشهد الرياضة الدولية.

وخلال الحوار كشف جمشير عن تفاصيل مثيرة لمسيرته الرياضية كلاعب لكرة اليد ومدرب ومحاضر في رياضة كمال الأجسام واللياقة البدنية.

حدثنا عن بدايتك الرياضية كلاعب في لعبة لكرة اليد.. وكيف كانت؟
- البداية كانت عندما اتفقت في أحد الأيام مع صديقين من الأصدقاء الأعزاء، في أن نتوجه بعد الانتهاء من اليوم الدراسي إلى نادي القادسية الرياضي "سابقاً"، في التسجيل ولعب كرة اليد ضمن فرق الفئات العمرية.

وفي ذلك اليوم، لم يحضرا بحسب الاتفاق، إلا أن باص النادي وصل وركبت الباص والتوجه إلى النادي للمشاركة وخوض أول تجربة كلاعب تحت 14 عاماً في هذه الرياضة.

وماذا حدث في أول حصة تدريبية؟
- بصراحة، في ذلك اليوم فوجئت عندما وُجد مدربون كشافيون من الاتحاد البحريني لكرة اليد، لاختيار عدد من اللاعبين لتشكيل منتخب كرة اليد تحت 14 عاماً، والذي سيشارك في البطولة الخليجية في السعودية.

وقد قام المدرب بتسجيل اسمي ضمن قائمة المنتخب وذلك نظراً إلى طول القامة الذي امتاز به. والطريف في هذا الأمر، أنه تم اختياري للمنتخب الوطني، ولم أمارس لعبة كرة اليد إطلاقاً.

هل شاركت في البطولة الخليجية في السعودية للمنتخبات تحت 14 عاماً؟
- نعم، شاركت مع المنتخب الوطني لكرة اليد تحت 14 عاماً في هذه البطولة، ولم يمض على خوضي التدريبات في لعبة كرة اليد مدة لا تتجاوز الشهر، وقد كتبت الصحف السعودية آنذاك عنواناً "عملاق البحرين تحت 14 عاماً؟"، حيث أشار هذا العنوان فضول الصحف السعودية، والتي تساءلت عن عمري الحقيقي في ظل مشاركتي في هذه الفئة العمرية مع المنتخب الوطني وبطول قامة يصل إلى متر و91 سم!

كيف كانت مسيرتك في لعبة كرة اليد؟
- لقد كانت مشاركتي مع المنتخب الوطني تحت 14 عاماً هي الانطلاقة الحقيقية نحو عشقي لهذه الرياضة، فقد اتجهت لتمثيل فريق النجمة "الوحدة سابقاً"، كما وصلت إلى تمثيل المنتخب الوطني الأول في عمر 16 عاماً، وفي هذه الفترة بالتحديد تعرضت لإصابة قوية في الركبة، إلا أن عشقي لهذه الرياضة أنساني الخضوع للعلاج، فقد تحاملت على هذه الإصابة سواء في مشاركاتي مع الفريق أو حتى مشاركاتي مع المنتخب الوطني.

ولقد لعبت كرة اليد إلى جانب نجوم كبار في هذه الرياضة كاللاعب الدولي السابق نبيل طه، وبدر ميرزا وسعيد جوهر وغيرهم من نجوم هذه الرياضة.

ما هي الإنجازات التي حققتها خلال مسيرتك كلاعب لكرة اليد؟
- لقد حققت العديد من الإنجازات من خلال التتويج بالعديد من الألقاب المحلية والخليجية سواء مع فريق النجمة "الوحدة سابقاً" أو حتى مع المنتخب الوطني الأول، وكذلك التتويج في العديد من البطولات التي شاركت فيها.

متى اعتزلت لعبة كرة اليد؟
- لم أدرك أن الإصابة التي تعرضت لها في وقت مبكر في مسيرتي كلاعب لكرة اليد، هي التي ستتسبب في ابتعادي واعتزالي عن ممارسة معشوقتي كرة اليد؛ فقد خضت تجربة احترافية مع فريق الأهلي العماني، حيث توّجت مع الفريق بلقب كأس السلطان قابوس، ومن بعد هذه المشاركة قررت الابتعاد والاعتزال بسبب الإصابة التي اضطرتني إلى الخضوع لعمليات جراحية.

وبصراحة حاولت العودة من بعد التماثل للشفاء، إلا أنني اتجهت لممارسة رياضة كمال الأجسام.

حدثنا أكثر عن ممارستك لرياضة كمال الأجسام؟
- لقد كانت فترة التأهيل التي خضعت لها في الصالة الرياضية من أجل العودة من جديد لممارسة لعبة كرة اليد، دفعتني لممارسة رياضة كمال الأجسام، ومن هنا تغير اتجاهي من رياضة كرة اليد إلى رياضة كمال الأجسام.
فقد عشقت هذه الرياضة، وتعلقت فيها أكثر، حيث قمت بتدريب المدربين المتبدئين في هذه اللعبة، وإقامة المحاضرات سواء في المدارس أو الجامعات.

هل رياضة كمال الأجسام دفعتك لافتتاح صالة رياضية خاصة بك؟
- نعم، لقد كان شغفي في هذه الرياضة الدافع وراء افتتاح الصالة الرياضية الخاصة بي، إلى جانب أنني كنت أبحث عن مساعدة الشباب وترغيبهم في ممارسة الرياضة، بالصورة التي تحقق لهم التوازن في حياتهم الطبيعية بين العمل اليومي وممارسة الرياضة للمحافظة على صحتهم.

كيف تصف مشاركتك ضمن اللجنة المنظمة لبطولة أقوى رجل بحريني؟
- لقد شاركت في تنظيم العديد من البطولات المحلية والوطنية، ولعل من أبرز البطولات التي شاركت في تنظيمها بطولة أقوى رجل بحريني، والتي انطلقت بمبادرة كريمة من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية.

وأرى أن هذه البطولة استطاعت أن تحقق رواجاً كبيراً منذ النسخة الأولى، وحتى بعد تطورت إلى أقوى رجل خليجي، حيث ساهمت هذه البطولة في تعزيز مفهوم الرياضة وأهميتها في حياة الأفراد وبناء المجتمعات.

وبصراحة استمتعت كثيراً بمشاركتي أعضاء اللجنة المنظمة بتنظيم هذه البطولة، وذلك من خلال شرح قوانين وطريقة المسابقات، وكذلك متابعة المتسابقين خلال مشاركاتهم في هذه البطولة.

لقد كان لك شرف لقاء جلالة الملك المعظم بعد النجاح الذي حققته النسخة الأولى لبطولة أقوى رجل بحريني، كيف تصف هذا اللقاء؟
- التشرف بالسلام على سيدي جلالة الملك المعظم أكبر وسام في حياتي، وبصراحة هذه ليست المرة الأولى، فقد تشرفت بالسلام على جلالته عندما حققنا لقب البطولة الخليجية في كرة اليد، وقد تشرفت بالسلام على جلالته بعد ختام منافسات النسخة الأولى والثانية لبطولة أقوى رجل بحريني.

وبكل صراحة، ما زلت أتذكر كلمات جلالته عندما أشاد بجهود اللجنة المنظمة وبمتابعة جلالته لتفاصيل هذه البطولة، حيث التفت جلالته لي شخصياً، ووجه لي الشكر والتقدير على المشاركة في تنظيم هذه البطولة.

وكان لكلمات جلالته وقع وتأثير في نفسي، وأدركت حينها أن جلالته حريص على المتابعة لأدق التفاصيل التي تحقق النجاح والتميز لأي عمل.

ما هو رأيك فيما وصلت إليه الرياضة البحرينية؟
- أعتقد أن ما حققته الرياضة البحرينية من تطور وتقدم جاء بفضل دعم القيادة الرشيدة، وكذلك من خلال الجهود المميزة التي بذلها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، واللذين استطاعا قيادة الرياضة البحرينية نحو ما وصلت إليه الآن، والتي شهدت تحقيق الإنجازات النوعية والتاريخية لسجل الرياضة البحرينية.

وأرى أن الوصول إلى هذه التقدم في المجال الرياضي، يتطلب مواصلة الجهود ومواصلة العطاء والتضحية، من أجل تحقيق المزيد من النجاحات التي تضاف إلى سلسلة النجاحات التي حققتها الرياضة البحرينية.

وأرى كذلك، بذل المزيد من الجهود لدعم اللاعب البحريني في جميع الرياضات وتهيئة كافة السبل من أجل تهيئته بالصورة المطلوبة، التي يمكن من خلالها المنافسة على تحقيق النتائج المرجوة في جميع المشاركات القادمة.

ما هناك مواقف لا تزال عالقة في ذهنك خلال مسيرتك الرياضية؟
- نعم، هناك موقف تعرضت له، وذلك عندما كنت أشارك في تنظيم إحدى البطولات، فوجئت من مطلب أحد منتجي الأفلام الهندية المتواجد خلال البطولة، المشاركة في تمثيل فيلم هندي، وذلك نظراً إلى البنية الجسمانية التي امتلكها، والتي تتناسب وطلب هذا المنتج، إلا أنني رفضت هذه الفكرة!

أحمد جمشير يتميز اليوم بنشاطه الواضح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فما هي النصيحة التي يمكن أن تقدمها للشباب من خلال استخدامهم مختلف برامج التواصل الاجتماعي؟
- يجب أن ندرك اليوم أهمية وخطورة وسائل التواصل الاجتماعي، وأنها سلاح ذو حدين، من هنا يجب أن يكون لدينا الوعي الكامل بطريقة استخدام واستغلال هذه الوسائل بالصورة الصحيحة؛ فالنصيحة التي يمكن أن أقدمها للشباب: يجب أن تكونوا حريصين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للمصلحة والمنفعة العامة وخدمة المجتمع، وألا تنجرفوا وراء الأصوات الشاذة والدعوات السلبية التي تضر بمصلحة الوطن وأمنه واستقراره.

كلمة أخيرة؟
- أود في في ختام هذا اللقاء أن أتوجه بنصيحة للشباب ولجميع أفراد المجتمع بأهمية ممارسة الرياضة واعتبارها نمط حياة صحياً؛ فالرياضة هي الوقاية الحقيقية من الأمراض.

كما أود ختاماً أن أتوجه لـ"الوطن الرياضي" بالشكر والتقدير على إتاحة الفرصة لي في أن أكون ضيفاً على صفحاتها، متمنياً كل التوفيق والنجاح لجميع العاملين بصحيفة الوطن البحرينية.