ليس البرلمان وحده من دعم تعزيز صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإقرار تعديلات دستورية تمنحه سلطات استثنائية، فقد حظي أردوغان أيضا بدعم أبرز نجوم كرة القدم في بلاده قبل طرح التعديلات للاستفتاء الشعبي.
وأبدى لاعبو كرة قدم أتراك بينهم لاعب وسط برشلونة الإسباني أردا توران، دعمهم لتعزيز صلاحيات أردوغان، من خلال حملة تدعو إلى التصويت بـ"نعم" على الاستفتاء المتوقع بعد أشهر.
وتوران (29 عاما)، مع زميله السابق في غلطة سراي بوراك يلماظ الذي يدافع حاليا عن ألوان بكين غوان الصيني، انضما إلى حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تروج للتصويت لمصلحة منح الرئيس التركي صلاحيات إضافية.
وأطلق هذه الحملة على وسائل التواصل النجم السابق رضوان ديلمن (54 عاما) نجم فنربغشه في الثمانينات والتسعينات، الذي قال في مقطع فيديو ترويجي: "أمتنا تمر بفترة صعبة للغاية، وكأنها في حرب الاستقلال. نريد تركيا قوية. أنا أيضا مع التصويت. نعم لتركيا قوية. عزيزي أردا، هل أنت معنا؟".
وفي مقطع فيديو ثان، رد توران على ديلمن الذي يعمل كمحلل كروي تلفزيوني، قائلا: "لبيت نداء رضوان. أنا أيضا مع تركيا قوية. أخي، بوراك ييلماظ، هل أنت معنا أيضا؟".
ونشر يلماظ مقطعا مماثلا، ممررا الرسالة بدوره إلى المغني التركي الشهير مورات بوظ.
وتسببت هذه الحملة باطلاق حملة مضادة من نجوم معارضين من مجالات مختلفة، طالبوا فيها بقول "لا" في الاستفتاء، حتى إنهم أطلقوا وسم "لا ترضخوا للشيطان" عبر "تويتر"، في إشارة إلى ديلمن الذي عرف بلقب "الشيطان" عندما كان لاعبا.
ولطالما حظي أردوغان بمساندة توران وغيره من اللاعبين منذ وصوله إلى السلطة، أولا كرئيس وزراء من 2003 حتى 2014 ثم كرئيس للجمهورية، ويسعى الرئيس إلى تعزيز صلاحياته الرئاسية، بتعديل دستوري أقره البرلمان الأسبوع الماضي.
وأرسل نص التعديل الذي يتيح إقامة نظام رئاسي، إلى أردوغان للمصادقة عليه قبل طرحه للاستفتاء في الربيع، وبموجبه سينقل الجزء الأساسي من السلطات التنفيذية إلى أردوغان الذي سيعين الوزراء بنفسه، ويلغي منصب رئيس الوزراء، كما يتيح النص للرئيس التدخل في عمل القضاء، وفرض حال الطوارئ.
وتم تبني النص في البرلمان بفضل تحالف بين حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب الحركة القومية اليميني.
ويؤكد أردوغان أن هذا التعديل الذي يمكن أن يسمح له بالبقاء في السلطة حتى 2029، ضروري لضمان الاستقرار على رأس الحكم في تركيا التي واجهت محاولة انقلاب فاشلة في يوليو الماضي، إضافة إلى سلسلة هجمات وصعوبات اقتصادية.
إلا أن التعديل يثير قلق معارضين ومنظمات غير حكومية تتهم أردوغان بالنزوع إلى التفرد بالسلطة، خصوصا بعد حملة تطهير غير مسبوقة في مختلف أجهزة الدولة، طالت مؤيدين للداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، في أعقاب محاولة الانقلاب.